عرض مشاركة واحدة
قديم 02-23-2014, 08:20 PM
المشاركة 13
فاطمة جلال
مراقبة سابقة

اوسمتي

  • غير موجود
افتراضي
[tabletext="width:80%;background-color:black;border:9px groove silver;"]

3-الأمل
مضى أسبوعان على الحادث وستنتهى فترة عقابى غدا فقد لزمت غرفتى طيلة هذه المدة بشئ من الرعاية الطبية تحت رعاية طبيبة فلسطنية شابة تدعى فدوى الجارحى .. كانت تعاملنى بلطف بالغ ومودة ..وابتسامة دافئة كانت تشع فى ملامحها الطيبة الفتية ..ورغم فارق السنوات القليلة بيننا انى دائما شعرت فى مسلكها بشئ من الأمومة والحنو ..إلا أنها كانت تزورنى دائما تحت عينى جانو المتحفزة المتلصصة ..كون فدوى امرأة مسلمة محجبة .. تقيم مؤخرا فى ضيعة خورى فى أحد أطرافه فى بيت صغير يخص شقيقها نادر ... ..رئيس حراس غسان خورى...بعد انتهاء دراستها الطبيبة وفى انتظار تعينها ...ورغم محاولات فدوى المستمرة فى رفع روحى المعنوية وأخراجى من كأبة المرض والحبس فى هذه الفترة إلا أننى كثيرا ما سألت نفسى هل حطموا روحك المعذبة يا شادن ، هل تغلب العجوز على عنادك وتمردك ، هل نسيت حقيقتك ، هل صدقت كذبهم وصرت ناتالى ، هل قتلوا في الإرادة حتى بت أنسى هويتى وأتقبل كينونتى الجديدة ؛ تمتمت بهذا الكلمة بعيون دامعة وأنا أرقب القمر الخجول خلف الغيم من نافذة حجرتى ، وكان الغيم قد أخفى الضوء الفضى وصار القمر حبيساً ينتظر هطول مطر الفجر فزدات دموعى فمسحتها بألم واستدرت لأعود للنوم ، إلا أن صوتاً ضعيفا شجياً قطع سكون الليل أخذ بمسامعى صوت لم أسمعه من زمنً بعيد يرتل القرأن الكريم ، صوت أعاد إلى الأمل والحياة ، فلم أشعر إلا وأنا أقفز عبر شباك حجرتى إلى غصن الشجرة العريض ومنه إلى الأرض وقد نالنى من أذى الأغصان ما نالنى.. ولكن الترتيل الشجى كان من النوارنية ما جعلنى أنسى أى ألم.

نزلت إلى الحديقة الحالكة الظلام التى بدأت تضئ رويداً والقمر الأسير يخرج من بين الغيم الرمادى والصوت الرخيم يزداد وضوحاً وقد صرت قيد أنملة من صاحبه وهو يقرأ سورة طه ، كنت أستمع بكل جوارحى أبكى فى خشوع وأهتف يا الله ، يا الله وقد اهتز قلبى فى وتيرة متصاعدة تارة هادئة تارة أخرى وشعرت كمن يسمو فى الفضاء كطيف وقد اتحدت خلايا تكوينى مع الشجر والهواء والجبال فى كينونة واحدة ، كانت هذه هى لحظة ميلادى الجديدة ، لحظة الأمل سجلتها دموعى الماطرة الفرحة وتحالفت مع رذاذ المطر الناعم الحالم

وحينما ختم القارئ التلاوة كان بكائى قد تحول إلى نحيب بصوت مسموع متوالى

على بعد خطوات وقف هو فى حيرة ينظر إلى نظرات خاطفة ، تشجعت وأنا أقول بعد أن مسحت الأمطار المنهمرة من عينى
- معذرة
- تمتم فى حيرة أرجو أن تكونى بخير
- لا تقلق أنا بأتم حال ، هكذا أنا أبكى حينما أسمع القرأن الكريم
فابتسم ، وقال
- أرضاك الله وأسعدك بمثل .....
- بســـــــــــام أين أنت ؟
لم يكد يكمل الجملة إلا وقد ظهرت فدوى تنادى وهى ترتدى عباءة سوداء جميلة وقد غطت شعرها على عجل بغطاء حريرى أخضر أظهر خصلاته الشقراء
وقفت بجانبه وأمسكت بذراعه وهى تنظر تجاهى وقد فجأها وجودى:
- بسام هلا تعرفت على ناتالى خورى
نظر إلى فى ذهول وهو يتمتم ناتالى
كانت دموعى قد تسربت كالحلم وقد وقفت بوجهى المحمر أقول بثورة وعصبية
- أنا شادن ، شادن سميح محمود ، لست بناتالى ولن أكون ثم أنهارفى بكاء مرير
تركته فدوى وهى تقترب منى وتحيطنى بذراعها فى حنو
- ناتالى حبيبتى اهدئ ، إنك متعبة..
ثم نظرت لبسام فى توضيح تعرضت ناتالى حفيدة السيد غسان لحادث مؤخراً
صرخت فى يأس وقد شعرت أن مولدى الذى بدأ لتوه يضيع فى شرنقة الأكاذيب التى احاطت بى ،

وانهرت أرضا متكومة وفدوى تهدؤ من لوعتى وتقول:-

اهدئى حبيتى فقطاعتها بحرقة:-
أقسم لك أنى شادن ولست ناتالى هذه ، قلت هذا وأنا أمسك بيدها بلوعة
وقد وقف بسام بقامته المهيبة ووجهه الذى يحمل الكثير من ملامح فدوى بشعر أسود ناعم هزته رياح الجبال الأتية عبر المروج وقد تعبقت برائحة شجر الصندل فزفر فى حيرة وهو يهتف وقد بدأ رذاذ المطر بتكاثر والغيم يتلبد وصوته يقول فى خفوت:-


فدوى بالله عليك انهضى بالفتاة ولندخل المنزل ..نهضت بيد فدوى و شعرت ببسام الذى وقف يراقبنا فى تعاطف يبغى المساعدة ولكنه رجل يتملكه الكثير من الحياء ، وقد سار بحذاء كتف فدوى التى استندت عليها بكل ضعفى وقد بدأت اتماسك رويدا رويداً وأنا أمضى معهم

ما بدا لى بيت صغير فى أقصى الحديقة المترامية الأطراف وقد دفع بسام باب خشبى صغير فى منتصف الدار لادخل ردهة متوسطة الحجم بها طاولة صغيرة لتناول الطعام وأثاث بسيط مكون من كرسى و أريكة يبدو أن أحدهم ينام عليها فهناك فراش تدلى فى اهمال من فوقها ولم يغب عن بسام الذى أحمر وجهه لمعرفتى مدى اهماله ونظرة عاتبة مرحة من فدوى فأسرع لحمل الغطاء خلف الأريكة لنجلس أنا وفدوى وهى تقول :-
معذرة يا صغيرتى بيتنا بسيط ثم تنحنحت فى الواقع هو منزل أخى نادر ونحن ضيوف عليه إلى أن يتم زفافنا بعد عدة أشهر ، وقد علمت مسبقاً أن فدوى معقود قرانها على بسام - وقد أوضحت ، بسام يعمل مهندس تقنى فى أحدى الشركات الشهيرة ولكنه يزرونا فى نهاية كل أسبوع

كانت فدوى التى تكبرنى بأعوام بسيطة تلعب مع دور الأم الحنون مرة آخرى لتشعرنى بالأمان ولم يفتنى كلمة صغيرتى وقد ابتسمت لها فى دفء لأن ركن بها بدا متحيرا فى هويتى ولم يكن لدى بسام هذا التردد على الاطلاق وهو يقول :-
لك اسم جميل شادن ثم أردف دون أن يرفع بصره إلى وهو يجلس على الآريكة

ولك لهجة مصرية محببة افتقدتها كثيرا ، فقد درست فى القاهرة منذ عدة أعوام

نظرت له بامتنان بينما زوت فدوى حاجبيها وكان اعتراف بسام بهويتى قد أرعبها ,ولم تكد تقول كلمة و إلا بإحدى الغرف تفتح ويخرج منها نادر بملابس النوم وهو يهتف بصوت ساخط فدوى هل اعددت الشاى ثم ينتبه إلى وجودى ، وبسام يضحك قائلا
- لدينا بعض الضيوف
وقد اعترى ابن عمه االذهول وقد ألقى إليه بسام بالغطاء ولكنى أقف فى انتشاء وأصر على الإنصراف فشعرت بتنهدة حارة من فدوى ولم أنظر لوجه بسام ، خجلت أن أنظر لوجه بسام
[/tabletext]



[tabletext="width:70%;"]

الكاتبة القديرة روان
وللمتابعة وحرفك الشيق متعة لا حدود لها
تكتبين بنبض الواقع
أكملي غاليتي
كل التقدير
[/tabletext]

تَعَـالَ ...
نَعْـجِن مِـن الحِـرَفِ رَغِيفًـا عَـلَى مَوَائِـدِ الـكَلَامِ ...
وَنَـكْتُب رَسَائِـلَ الحَـنِينِ إِلَى اليَـاسمِينِ ....

تعـالَ...
فمن تشتاق الـروحُ اليـهم ؛ قـــد أوغلـوا فـي الغيـاب !

فاطمة جلال

.....