عرض مشاركة واحدة
قديم 12-05-2013, 08:50 PM
المشاركة 1064
ايوب صابر
مراقب عام سابقا

اوسمتي

  • غير موجود
افتراضي
وألان مع العناصر التي صنعت الروعة في رواية رقم 40 "سلطانه" لكاتبها غالب هلسا - الاردن.

- تظل تجربة الروائي الأردني- بالرغم من غيابه الجسدي منذ سنوات عديدة- ‘غالب هلسا’ من أهم التجارب الروائية العربية التي تزداد ثراء، وغنى، كلما أعيدت قراءتها من قبل قارئ يجد نفسه أسير عوالمها التي لا يستطيع منها فكاكا.

- و من أهم ما يميز هذه التجربة- قصة ورواية- حفاظها الدائم على المعنى الطازج، والسرد الأليف، والبناء الدرامي المصنوع من مفردات ‘شرطنا الانساني’ الذي يمور بأسئلة الهوية، أسئلة الماضي والحاضر، أسئلة المفارقات المبكية المضحكة التي تناسلت في مجتمعاتنا، والتي لم يجد الكاتب أمام أوضاعها المبكية المضحكة، سوى التشريح الساخر لمختلف علاقاتها الظاهرة والباطنية.

- علاقة الرجل بالمرأة- قضية مركزية في معظم نصوصه.

- امتاز بأصالة التجربة الروائية- والحياتية أيضا- بمصادرها المتعددة.


- فانتماؤه – قولا وعملا- للحركة الوطنية، والتقدمية العربية،خاصة المقاومة الفلسطينية، منحه قدرة فكرية، وإبداعية، على اختيار مواقع الرؤية التي نظر من خلالها إلى ما يمور به المجتمع من مظاهر وظواهر ووقائع ونماذج مختلفة

- هو في ذلك، يختبر مصداقية الرؤية في الواقع، ومصداقية الرؤية في النص.

- لا شك أنتجربة ‘غالب هلسا’ هي نتاج تجربة حياتية- وفكرية- غنية تفاعلت فيها الروافد الماركسية بالمنابع القومية، ومحطات المنفى الدائم، بمحطات الوطن التي لم تسلم من أوضاع النفي والمطاردة المتواصلة، والخلفية النظرية .

- يقوم هذا السرد عند ‘هلسا’ على الاستبطان الهادئ للعلاقات الإنسانية، والانطلاق في تقشير أقنعتها المزيفة التي تحكم مختلف مسلكياتها في مختلف المجالات.

- من ثم انطلق السارد، عندغالب هلسا’، في رصد التحولات المبكية المضحكة، بلغة تقوم على التحليل العميق، منجهة، وعلى المزاوجة بين المحكي والموصوف، دفعة واحدة، من جهة ثانية، سواء تعلق الأمر بصراع الذات مع الذات، أو صراع الذات مع الذوات الأخرى.

- بعودتنا إلى بيت الحطيئة الشهير، والوارد في أحد ملحقات رواية ‘الضحك’، نلمس خصيصة أخرى تميز بها سرد الكاتب.

- تلك هي خصيصة السخرية التي شكلت موضوعة مركزية في معظم نصوصه الروائيةوالقصصية.

- أو بعبارة أخرى: لم يقتصر توظيف السخرية، عند الكاتب، على وظيفتها الموضوعاتية، بل امتدت إلى جانبها التشكيلي، لتصبح أداة سردية لصياغة العالم الروائي فضاء وشخصيات ولغة و مواقف.

- هكذا تجاوزت السخرية الهجاء، حينا، والدعابة،حينا آخر، ‘الكاريكاتورية’ حينا، والنقد حينا آخر، تجاوزت كل ذلك، لتصبح وسيلةمركزية على حد تعبير ‘لوكاتش- لـ(تجاوز تعاستنا الحاضرة).

- وعلى هذا الأساس لم يعدالغزل هو تعداد لمحاسن المرأة، بل هو تعداد لمظاهر الخلل في المجتمع. إنه خرق جديد،من قبل الجنس الأدبي، على حد تعبير ‘تودوروف’، لما هو متعارف عليه في النص والذائقةوالمجتمع.

- ما المانع ألا يتغزل الكاتب’في موضوعات غزلية، لا أول لها ولا آخر،يبدعها مجتمع يبدع العجائب في كل وقت وحين. ؟