عرض مشاركة واحدة
قديم 11-04-2011, 03:46 PM
المشاركة 205
ايوب صابر
مراقب عام سابقا

اوسمتي

  • غير موجود
افتراضي
والان مع سر الروعة في الرواية:

70 ـ «طبل الصفيح»، للمؤلف غونترغراس.

ولدت فكرة رواية الطبل الصفيح في ذهن "غونترغراس" عندما رأى طفلاً في الثالثة من عمره يحمل طبلاً ويتجول ضائعاً بين الموائد متجاهلاً عالم الكبار. كتب "غراس" الرواية ما بين 1956 و1959 في باريس. وفي مطلع عام 1958 قام برحلة غلى مدينة "غدانسك" للتحقيق من بعض الأحداث والتحري عن مجريات القتال بين المؤيدين للرايخ الألماني والمؤيدين لبولندا في مطلع الحرب العالمية الثانية في أيلول 1939.
كان هدف "غراس" أن يعرض المضمون الخيالي لقصته في إطار واقعي دقيق ويزاوج بين المستويين الواقعي والخيالي. وبالفعل حاول خلال رحلته أن يلتقي بعض أولئك الذين اشتركوا في معركة البريد واستطاعوا الإفلات من الحصار. الشخصية المحورية في الرواية هي القزم أوسكار "أوسكار ماتزرات"، وهو نزيل مستشفى للأمراض العقلية، ويكتب فيه مذكراته بين عامي 1952و1954، تتسلسل الأحداث في تتابع تاريخي واضح على هذا المستوى. ويقص علينا الراوي قصته مع مجتمع ما بعد الحرب، ذلك المجتمع الذي ما ‘ن انتهت الحرب حتى اندفع في إعادة الأعمار وانغمس في السعي إلى الثراء والاقتناء والاستهلاك.
أما الماضي القريب فقد استعان عليه بنفيه، من دائرة الوعي والحديث وكأنه كابوس فحسب. رفض هذا المجتمع ما جرى من أحداث شارك فيها وغلف الماضي بالكتب التام أو بالذكريات الساترة المزيفة. يرى "أوسكار" هذا المجتمع الجديد كمظهر آخر للقديم ويخيم على روايته على هذا المستوى الشعور بالسأم والاجتهاد اللامعنى. وعلى مستوى آخر، يعود بنا الراوي إلى قصة ميلاده ونشأته ومجرى حياته في ظل النازية والحرب وفي النهاية يلتقي المتسويان وذلك في عيد ميلاد (داولكار) الثلاثين ينفي أوسكار عن حق أنه يكتب سيرة ذاتية، كما ذهب بعض النقاد والأصح أنه يكتب سيرة ذاتية سافرة بمعنى أنه يحاول رؤية التاريخ من منظور حياة شديدة الخصوصية، من منظور ذلك القزم المسمى "أوسكار ماتزرات". إلا أن القضية أكثر تعقيداً، فأوسكار ذاته عاجز عن الإلمام بذلك الواقع الذي يعايشه، وهو يرفض ويتمرد عليه، وهو في الوقت نفسه مراه عكرة أو متكسرة لذلك الواقع. وفي النهاية هو شخصية فنية مصطنعة.
==
"طبل الصفيح" الرواية الأكثر شهرة في المانيا، تعد من أهم الأعمال الأدبية التي كتبت بعد الحرب العالمية الثانية، وما زالت إلى اليون مثار جدل واسع في مختلف الأوساط الثقافية والسياسية والاجتماعية. إنها رواية منذرة، جدية، عميقة الدلالة، ذكية في تناولها للموضوعات، المحرم منها والمباح، ولاذعة في سخريتها. وقد اعتمدت في بعض تقنياتها على أسلوب السرد العربي القديم الذي ينتمي إليه غراس حسبما أكد في مناسبات عديدة. توجت هذه الرواية الفريدة بجائزة نوبل في العام 1999.
وبهذه الرواية تستهل "منشورات الجمل" نشر الأعمال الكاملة للكاتب الألماني الكبير غونتر غراس