عرض مشاركة واحدة
قديم 02-14-2012, 07:18 PM
المشاركة 3
محمد الصاوى السيد
عضو النادي الأدبي بسوهاج
  • غير موجود
افتراضي
تحياتى البيضاء

دَعِي لِدَمِي عَبِيرَ الْمَوْجِ وَ الْقَلَقِ
وَ لَا تَسْتَنْشِقِي أَبَدًا
صَدَى الأَرَقِ

كمتلق أقف أمام هذى اللوحة الجميلة الباهرة متأملا العلاقة النحوية التى صاغت لنا هذا اللوحة وتفاصيلها العذبة الثرية التخييل

-ولنتأمل السياق " دعى لدمى عبير الموج والقلق " حيث نتلقى علاقة الفعل الآمر الذى يجىء أقرب للالتماس والتمنى والحلم " ثم ولنتأمل جمالية علاقة المجرور المخصص بياء المتكلم " لدمى " حيث نتلقى فى هذا السياق تخييلا عبر الاستعارة المكنية التى تجسد لنا الدم وقد صار كيانا حيا يستجدى ويتمنى أن يكون له من تلك الحبيبة المرتحلة ما يبقى له ذكرى شجية

- ثم ولنتأمل علاقة المفعول به " عبير الموج " وهى العلاقة التى تجسد لنا دلالة أخرى عبر التخييل حيث يستحيل الموج أمام بصائرنا زهرا فواحا بعبيره

- والحقيقة أن هذا التخييل يقوم على التناغم الرهيف مع الجو النفسى للوحة حيث استعذاب المكابدة والألم فى رضا الحبيبة ، فالموج الذى يحمل الخطر والفرقة يستحيل فى بصيرة بطل النص عبيرا فواحا

- ثم ولنتأمل ما تضيفه علاقة المعطوف " عبير الموج والقلق " وهنا المعطوف يمثل تخييلا عبر الاستعارة المكنية حيث يستحيل القلق ذاته تذكارا بسيطا يسأله بطل النص ويرجو أن تبقيه الحبيبة فلا ترتحل مشاعر الأسى حتى لو كانت قلقا فيكفى أنه قلق عليها

- ثم ولنتأمل سياق " وَ لَا تَسْتَنْشِقِي أَبَدًا صَدَى الأَرَقِ " حيث نحن أمام الاستعارة المكنية التى تنتجها علاقة المضاف " صدى الأرق " حيث يستحيل الأرق ذا نغم وجرس يخشى بطل النص العاشق المتيم أن تكابد حبيبته ليس الأرق بل حتى صداه يخشى عليها أن تحسه كما يحسه هو ويكابده