عرض مشاركة واحدة
احصائيات

الردود
12

المشاهدات
9692
 
عبدالسلام حمزة
كاتب وأديب

اوسمتي


عبدالسلام حمزة is on a distinguished road

    غير موجود

المشاركات
2,945

+التقييم
0.57

تاريخ التسجيل
Mar 2010

الاقامة

رقم العضوية
8997
08-10-2010, 03:01 PM
المشاركة 1
08-10-2010, 03:01 PM
المشاركة 1
افتراضي ماهية القصة القصيرة جدا ( للكاتب محمد معمري )


ماهية القصة القصيرة جدا

اختلف الكثير ممن كتبوا عن منبع هذا الفن ؛ فمنهم قال بأنه أتانا من أمريكا.. ومنهم من قال : أنه أتانا من الغرب.. ولا نجد من يقول أنه تراث عربي قديم ، دون أن يُلغي تراث الشعوب الأخرى.. ومهما يكن فشمس العرب تسطع من الغرب !..
ولا يفوتنا أن ميزة العرب من بين الشعوب كلها من لهم القدرة على وصف وتقصي الخبر والأثر كأنهم يمثلون فوق الخشبة ، أو كشاهد عيان .. وهذا راجع إلى قاموس اللغة العربية الزاخر بكل آليات التعبير التي يحتاجها الفيلسوف ، والأديب ، والشاعر ، والقاص...
وإذا كان البعض لا يهمه هذا الفن فتلك حرية الفرد التي تندرج ضمن اهتماماته وهواياته.. ولا يمكننا أن نتهمهم بكرههم ، أو عدم قبولهم لهذا الفن ! فهم فقط لا يهمهم الأمر إما مؤقتا أو إلى أجل مسمى... وكل إنسان قد يحب فنا، ولا يهتم بفن آخر...
والكثير ممن يكتبوا في هذا الفن ليسوا محنكين ، وإنما هواة.. يقرءون ويكتبون اقتداء.. وربما الاقتداء يكون في غير محله ! وهناك فئة أخرى تلج هذا الفضاء من بابه الواسع وتريد فرض وجود "الأنا".. ولكن سرعان ما يتضح أنهم ليسوا على شيء في هذا الفن الذي إن شئت قلت أن رواده قلائل جدا ً جداً ..
ورغم قصر النص فالقواعد العرفية التي يجب أن يخضع لها الكاتب في هذا المضمار جمة للغاية ؛ وهي ما سنتطرق إليها كماهية لهذا الفن .

* أنواع القصة:
كما أن القص ليس هو نمط واحد ، بل هناك أنماط كثيرة مثل :
القصة قصيدة ، النثر القصصي ، القصة الشاعرية ، القصة...
وعندما نقرأ هذه الأنماط يقع لنا ارتباك في الحكم على نوع القصة ! وأكثرنا نجده عندما يرتبك يرد على صاحب النص أنه يقرب إلى الخاطرة من القصة... والسبب أن هذه الأنواع تخضع للصيغ الشعرية ، والإيقاع النثري، والتقابل والتوازي... مما يجعل أسلوب القص يبتعد عن المألوف ويقترب من أسلوب الشعر...

* أركان القصة:
* لقد حدد الدكتور أحمد جاسم الحسين أركان القصة القصيرة جدا في:
1- القصيصة، 2- الجرأة، 3- الوحدة، 4- التكثيف.

* وحددها المبدع سليم عباسي في :
1- عنوان يخفي صدمة الخاتمة ، 2- الحكائية ، 3- المفارقة ،4- السخرية، 5- التكثيف، 6- الأنسنة، 7- الرمز، 8- الإيماء والتلميح والإيهام، 9- خاتمة مدهشة.
* وحددها الأستاذ نبيل المجلي في:
1- الحكائية، 2- التكثيف، 3- الوحدة، 4- المفارقة، 5- فعلية الجملة.

* وحددتها الدكتورة لبانة الموشح في:
1- الحكاية، 2- التكثيف، 3- الدهشة

* وحددتها الناقدة "بيوليطا روخو"، من فنزويلا، في :
1- المساحة النصية، 2- الحبكة، 3- البنية، 4- الأسلوب، 5- التناص.

* وحددها "لويس بريرا ليناريس" في:
1- عنصر الدهشة، 2- العلاقة بين العنوان والحبكة والنهاية، 3- تركيب الجمل داخل النص، 4- اجتناب الشرح والتوسع، 5- تنوع النهاية، 6- القاعدة السردية، 7- النص القصير جدا ليس نكتة.

* وحددها الناقد "راوول براسكا"، من الأرجنتين، في:
1- الثنائية – تتمثل في حادثتين متقابلتين-، 2- التناص، 3- الانزياح.

* وحددها الناقد "لاوروز زافلا"، من المكسيك، في:
1- الإيجاز، 2- الإيحاء، التناص، 3- الطابع التقطيعي، 4- الطابع الديداكتيكي.

ولكن هنا نجد خلطا بين الأركان والمميزات! لذلك نستطيع أن نستخرج من هنا القواعد والمميزات:
- الأركان:
1- عنوان له علاقة بين الحبكة والنهاية يخفي المفاجأة، 2- السرد، 3- الحبكة، 4-التكثيف، 5- الرمز، 6- التناص، 7- المقابلة، 8- البنية، 9- المفارقة، 10- خاتمة لها علاقة مع العنوان ومفاجئة، 11- التصوير البلاغي، 12- الانزياح التركيبي...

- المميزات:
1- عدم الشرح والتوسع، 2- تركيب الجمل داخل النص، 3- الأسلوب، 4- الجرأة، 5- الوحدة، 6- فعلية الجملة، 7- الإيماء والتلميح والإيهام، 8- الإيجاز، 9- الإيحاء، 10- السخرية؛ وأحبذ شخصيا السخرية في القصة البسيطة، 11- الوصف المقتضب، 12- الإيقاعية...

* أقسام القصة وفروعها:
يقع الكثير في الحكم الخاطئ على قصة لأنه يجهل تماما أقسام القصة وفروعها؛ ولا أقصد أنواع القصة التي تعني القصة، القصة القصيرة، الرواية..
وبالتالي فالقصة تنقسم إلى قسمين:
1- القصة المركبة:
إن القصة المركبة هي التي تتوفر فيها كل عناصر القص، وهي التي تحتمل تأويلات كثيرة؛ وستأتي نقط عناصر القص في مكانها المناسب.
والقصة المركبة بدورها تتفرع إلى فروع؛ ومن بين هذه الفروع نجد: المعقدة، الرمزية، المشفرة، النثرية، القصيدة...
نستنبط منها الحكمة، الموعظة، التجربة، وتفتح أمامنا عالم الفكر...

2- القصة البسيطة:
إن القصة البسيطة هي التي تتوفر فيها كذلك عناصر القص، إلا أنها لا تحتمل التأويلات، ونستنبط منها كذلك الحكمة، الموعظة...
وهي كذلك تتفرع إلى عدة فروع؛ ومن بينها نجد: النكتة، النوادر، الطرائف، وهذا النوع يسلي القارئ لأنه يتميز بسخريته ولا يخلو هو الآخر من الحكمة والموعظة... وكذلك الحب، المشاكل، الحوادث، الخبر... وكلها ينتهي القارئ منها بانتهاء القراءة ويفهم ما هو مكتوب لأنها لا تفتح الآفاق أمام القارئ...

ومن خلال ما هو مركب وبسيط نستطيع تقسيم القصة إلى ما هو ثقافي، سخري، طفولي، شعبي، اجتماعي، سياسي...


وبما أن هذا الفن أعتبره وليدا يحتاج إلى عناية كبيرة أرى أن يكون بين عشاق هذا الفن روح التوجيه؛ بحيث كل كاتب ينطلق من فكرة أن ما يكتبه يحتاج إلى تعديلات ينتظرها من زملائه بالملاحظات والنقد اللذان ليسا سوى توجيه إلى فضاء قد يفتح أمام الكاتب آفاقا جديدة فتتولد في نفسه معاني جديدة لهذا الفن، وليس من الضروري أن تكون كل الملاحظات والانتقادات صائبة نظرا للمولود الجديد الذي الكل يجهل مصيره في المستقبل... من هذا الباب يجب على كل كاتب في هذا المضمار أن تكون له رغبة شديدة في نقد نصوصه حتى يستفيد الجميع من الأخطاء التي طالما نراها ممدوحة بمجاملات لا تخدم لا هذا الفن، ولا الكاتب، ولا القارئ.. ولكن الملاحظات والانتقادات يجب أن تكون مبرهنة بالدلائل العرفية والمتداولة...

ونطرح السؤال: لماذا كل هذه الشروط لبناء عالم فن وليد؟
ويكون الجواب لأنه فن يطلب من القارئ بسرعة فائقة تقويم النص، وتشخيص عيوبه كأنه مقطع صغير لمعزوفة يعرفها الكل؛ إذا ما سقط الميزان في العزف ترى النفوس قد توقفت عن الحركة التي شحنتها بها الموسيقى.. ومن ثم تراها غضبت أو اشمأزت...

إلى حد هنا أكون قد ساهمت في إيصال ماهية القصة القصيرة جدا بشكل وجيز؛ حيث بينت أنواع القصة التي أقصد بها القصة قصيدة، النثر القصصي، القصة الشاعرية، القصة... وأركان القصة التي قدمت فيه رؤِية خاصة بأركان القصة القصيرة جدا، ومميزاتها.. ثم أقسامها التي أقصد بها ما هو مركب وفروعه، وما هو بسيط وفروعه؛ وقد رأيت أن أضع السخرية في البسيط، وهذا ليس قطعا، وإنما أردت أن لا يفهم من السخرية النكتة، وقد تكون السخرية في المركب ولكن حتما يكون مستواها عاليا جدا...
وفي الأخير أرى أن تفتح قلوب عشاق هذا الفن للتوجيه قبل أن يفطم الرضيع، أو يشب على حب الرضاع.



بقلم: محمد معمري