وشم على شفة أندلسية


الشاعر السوري / أ. غازي الخطاب

لك أنت ترتحل القصائد
مثل أسراب غريبة
لك أنت وهج بيانها
و مجامر الشوق التي انكفأت
على وجه الصقيع
لك أنت أسورة الربيع
و جداول الماء المعتق في ثرى حلم بديع
لك أنت سيدة البهاء مشاعري
و حفيف أجنحة الهوى
في شهقة الفجر المخضب بالنجيع
* * *
بيني و بينك لم يزل يغدو الأريج محملا
برسائلٍ كتبت بماء الورد
بالطل المعرش في بساتين الغمام
بيني و بينك ألف ساجعة
تغرد بين أسراب الحمام
لم تنسَ أشجار النخيل قصائدي
حلمي المصفد
مهرتي البيضاء
وجه حبيبتي
وجدا شآميا تزنّر بالسلام
كل الدروب المثقلات بعشقها
قرأتك في وجع الكلام
* * *
لحبيبتي الشقراء ينتجع القطا
شعري ووهج سلافتي
و بيادر الشاي المعطر في ارتعاشات المساء
و تذيب ليلات المدائن حبرها
وشما على شفة كأن مزاجها
بردى
و لذع سلافة عذب النداء
مزجتُ دماء حبيبتي بدمي
بضوع محبتي
و تألقت شمسا تغرد في انهمار مشاعري
فكأنما اعتكف البهاء هناك
في وطن البهاء
لحبيبتي ما يكتب الأموي في سفر الهوى
للجامع المحزون
للحمراء يسحب مطرفيه مفاخرا
ألق البدور الهاطلات من السماء
* * *
لا تغلقي الشباك إن رسائلي
احترقت بضوع الياسمين
وقفت على الشرفات ثم تأرّجت
بوحا تزمل بالمحبة و الحنين
لا تغلقيه فقد تأوب عاشق
و توهج الجمر الشآمي الدفين
مثل الصَبا داعبت شعر حبيبتي
و أضات في ليلاتها
قمرين من ماء و طين
و هززت جذع الحب فانهمر الشجا
إن الحزين يثير أوجاع الحزين
* * *
يا درة التاج الموشى بالمحبة و السنا
يا جنة الزمن الوضيء
وضوع أزهار المنى
لك أنت ترتحل القلوب فعانقي
قمرا دمشقيا ترجل ها هنا ....
* * *

من ديوان " قطرة من ندى الروح " / دار الناقد للطباعة و النشر 2008