عرض مشاركة واحدة
قديم 12-09-2013, 11:26 AM
المشاركة 1066
ايوب صابر
مراقب عام سابقا

اوسمتي

  • غير موجود
افتراضي
تابع ....العناصر التي صنعت الروعة في رواية رقم 40 "سلطانه" لكاتبها غالب هلسا - الاردن.

- في اعتقادنا أن كتابة غالب, الروائية منها والقصصيةوكذلك الفكرية والسياسية, كانت سعيا لكشف حقائق وإعادة بناء عالم انهار, وتصويرعالم ينهض في مكانه.
- هذا ما يجعل روايته تجمع ملامح من السيرة, فالسيرة عند أندريهموروا هي <<البحث الشجاع عن الحقيقة.
- كتب غالب كثيرا عن الأردن, عن مجتمعالقرية والمدينة وتفاصيله, وقدم قراءته للمكان بعناصره وتفاصيله وجمالياته.
- نجد فيحوار معه قوله <<قبل فوكنر كنت أحتار كيف أصيغ من الحياة البطيئة والرتيبة فيالقرية فعلا دراميا , فوكنر جعلني أرى الأحداث ليس كما وقعت, ولكن عبر تحولاتها فيالمجتمع.
- فيما بعد سيروي غالب كيف كتب <<وديع والقديسة ميلادةوآخرون>>, قبل أن يقرأ فوكنر, ثم كيف كتب <<زنوج وبدو وفلاحون>> بتأثير من فوكنر. ففي الفصل المخصص للكاتب الأمريكي المعروف, يتحدث غالب عن كونهولد ونشأ في مجتمع يتحول من البداوة إلى الزراعة, ومن الزراعة إلى التجارة. ويعودويتذكر ذلك الطالب الجامعي وشكواه, وأن رأيه كان من رأي الشاب, إلى أن قرأ فوكنر, فصار الواقع اليومي في خانة الاحتمالات, وبات يكتسب حيوية مدهشة, وتنوعا لا حد له.
- ويقول "فجأة <<امتلأ البشر حولي بإمكانات لانهائية>>. فثمة في الأردن, كما فيغيره من دول العالم, ما يستحق الكتابة, وهذا ما فعله غالب في رواياته, بعد سنوات, وكما لم يفعله سواه.
- يشير غالب إلى نقطة هي غاية في الأهمية, حول وجوده فيالمدرسة الداخلية, ببنيته الجسمانية الضئيلة, وكثافة الطلبة الكبار التي كان يستحيلاختراقها, فاختار من بينها نماذج لرواياته وقصصه.
- ثم يتذكر أنه كان يكتب مواضيعالإنشاء لعشرة طلبة, على الأقل, لإرضائهم, ولكنهم ظلوا يحتقروه لأنه- كما يقول- <<لم أكن أصلح لشيء إلا لهذه الأمور (يقصد الكتابة) التي لا تجعل من الإنسانرجلا>>. وفي هذا توضيح لنظرة كانت سائدة حول مفهوم <<الرجولة>>, ونظرة إلى انعدام أهمية الكتابة لدى المجتمع.
- بالمقاييس نفسها التي حاكم بها غالببطولة <<بوبي>>, يمكن القول إن البطل هنا أكثر من حالة واقعية, فهوتجسيد لواقع وتقاليد معروفة في العشائر البدوية الأردنية, وربما العربية, لكنه هناليجسد حالة ذهنية, وليكشف زيف هذه التقاليد حين يجعل أهل البطل يحاولون بكل مايمكنهم من الحيل أن لا يخضع ابنهم للاختبار.
- ويستكمل غالب الغوص في هذه الثقافة من زاوية أخرى, فيقدم في قصة <<وديع والقديسة ميلادة وآخرون>> نماذج للتخلف والخرافات التي تعشش فيمجتمع الريف والبداوة.
- في الطريق يبرز لنا الراوي مفارقاتغريبة من أجواء القرية, ثم ينقلنا, بسرد ساخر وتفصيلي, إلى البلدة المجاورة, حيثعلى أهل القرية انتظار الحافلة التي ستنقلهم إلى عمان.
- ورغم أن الراوي يعرض ما يبدو لنا وقائع, بدءا منصراع رهبان الكاثوليك والأرثوذكس ورعاياهما, والصراع بين هذين الجناحين وبينالبروتستانت, مرورا بالوعي البسيط, ولكن الخبيث والماكر للقرويين, فإن الصراع يدورحول هذا الوعي وما ينتج عنه.
-
ثمة صراع آخر في هذه القصة الطويلة (أوالرواية القصيرة, كما يسميها غالب), هو الصراع بين القروي والمديني. وهنا نسترجع ماقاله غالب حول أثر فوكنر في كتاباته حيث يقول عن شعوره تجاه أهل المدينة <<مارست انتقامي- انتقاما لخيبة أملي- من عم ان, إذ بدا أهلها ضيقي الأفق, مفجوعين بأحلام لا تتحقق
- هذه الخيبة يعلن عنها في سلطانة أيضا ) فحينيذهب أهل القرية إلى المدينة, بما فيهم الطفل وديع وأمه, ينزلون عند الأستاذ إلياس- الشقيق الأكبر لوديع- الذي يتعامل معهم بازدراء, كما لو كانوا من الهمج. من هناتأتي خيبة أمل وديع.