عشقتك..
حتى خلتك من دمي..
ولو أني
لم أتكلم عنك
لم أدر ما تكلمي..
عشقتك
حتى حسبت حدائقا
من عطرك..
وأن ريق ثغرك
من ماء زمزم..
عشقتك
فعرفت مهجتي
حين قتلتها
وحسبت
آخر طعنتاك فيها
قبلة في فم..
عشقتك
حتى ضمتت بلادا في يدي
لما صافحتك
وزرعت في عيني
إذ نظرتك
كل الأنجم..
عشقتك
حتى غدونا كواحد
في لقانا
ولو افترقنا
كانت أرواحنا
كروحي توأم..
عشقتك
فكل الجبال لها صدى
لروحي
وكل الرياح
ممسكات معصمي..
تسري بي للغمام
وأسري بها
بين واقف برسم
أو أيب عن متردم..
عشقتك
فللعيون النجل تلوع
لكن يزف
بافترار المبسم..
وللحاظ الذابلات تلطف
من هدبها
لكن ترى فيه
نظرة الضيغم..
وللقدود المائلات بطشة
من حسنها
لكن بذياك البطش
ألوذ وأحتمي..
عشقتك فكتبت فيك شعرا
نضدته
وقصائدا من قبل
لم تنظم..
عشقتك
حتى بات شعري كريهة
وبات موتي فيك
غنيمة لم تغنم..
وبات نظم القصيد جرائما
فأتيت فيك مذابحا
وجنايات
لم تلهم..
عشقتك
وما عشقت يوما صادقا
ومن يصدق في هواه
سلم الورى
ولم يسلم..
عشقتك
ولهفي هل مثلي عاشق
إذا تكلمت عنك
احتجت دمعا
بعد تكلمي..
يا مي كم من قصيدة
كي أعرفني
بك
وأرد شكي
وتوهمي..
وكم من قلاع أدكها
وكم من بلاد
أحتلها
كي تعلمي عني
ما لم تعلمي..
يا مي أعود
وبكفي قصيدة
ظلومة الوقر
وإن لم تظلم..
ويا مي اعود
والسماء ضحوكة
ووجه الأفق خال
من نسر وقشعم..
ويا مي أعود
والفلاة شحيحة
عن لبدة ليث
أو عن لمة أدهم..
عشقتك
وكم كان العشق سرا
لا يزال محفوظا
إذ هو لم يكتم..
عشقتك يا مي
وكم تصدق مهجتنا
من كذبة
إذا طال تردادها
في الشعر
وفي الفم..
لولا صدق القصيد
لم يجتن حلوه
ولولا كذب القوافي
لم تقوم..
ولولا مي باتت قصائدي
أخبار جني
أو أنباء منجم..
في كل قصيدة مي أدفنها
ثم أسبقها
إلى الرمس
فأرتمي..
فلم تزل مي في حية
ولم أزل فيها
كعظم مرمم..
ما زلت يا مي مفارقا
وإن أطلت
وهل يصيد النسر
ما لم يحوم..
فراق مي ولقاؤها
ظلم
وليس بعاشق
من ذاق صبابة
ولم يظلم..