آذَنَكَ النّاقُوسُ بالفَجْرِ،
( أبو نواس )
آذَنَكَ النّاقُوسُ بالفَجْرِ،
و غرّد الرّاهِبُ في العُمْرِ
و حنّ مخمورٌ إلى خمْرَة ٍ ،
و جاءَكَ الغَيْثُ على قَدْرِ
واطّرَدَتْ عيناكَ في رَوْضَة ٍ،
تضْحكُ عن خُضرٍ وعن صُفرِ
فعاطِ نَدْمانَكَ من خمْرَة ٍ،
مِزَاجُها منْ مُعْرَقِ القَطْرِ
على خُزَامَاها ، وحَوْذانِها
ومشْكِلٍ من حُللِ الزَّهْرِ
في مسْرَحٍ تَرْتَعُ أكْنافَهُ
شوادنٌ من بقَرٍ زُهْرِ
يا حَبّذا الصُّبْحَة ُ في العُمرِ ،
وحبّذا نَيسانُ من شَهْرِ
يا عاقِدَ الزُّنّارِ في الخَصْرِ ،
بحُرْمَة ِ الحانَة ِ والفُهْرِ
لا تسْقِني ، إن كنْتَ بي عالماً ،
إلاّ التي أضْمرْتُ في صَدري
هاتِ التي تعرِفُ وَجْدي بها ،
وَاكْنَ بما شِئْتَ عن الخمْرِ !