عرض مشاركة واحدة
قديم 11-12-2019, 12:52 PM
المشاركة 176
ناريمان الشريف
مستشارة إعلامية

اوسمتي
التميز الألفية الثانية الألفية الرابعة الألفية الثالثة الألفية الأولى الوسام الذهبي 
مجموع الاوسمة: 6

  • غير موجود
افتراضي رد: العقد الفريد ... كتاب فريد من نوعه في عالم الأدب العربي
قال المهدي:

جانيت قصد الرمية، وأبيت إلا عصبية، إذ رأي الحدث من أهل بيتنا، كرأي عشرة حلماء من غيرنا. ولكن أين تركتم ولي العهد؟ قالوا: لم يمنعنا من ذكره إلا كونه شبيه جده، ونسيج وحده، ومن الدين وأهله بحيث يقصر القول عن أدنى فضله، ولكن وجدنا الله عز وجل قد حجب عن خلفه، وستر من دون عباده، علم ما تختلف به الأيام، ومعرفة ما تجري به المقادير، من حوادث الأمور، وريب المنون، المخترمة لخوالي القرون، ومواضي الملوك، فكرهنا شسوعه عن محلة الملك، ودار السلطان، ومقر الإمامة والولاية، وموضع المدائن والخزائن، ومستقر الجنود، وموضع الوجوه، ومجمع الأموال، التي جعلها الله عز وجل قطباً لمدار الملك، ومصيدة لقلوب الناس، ومثابة لإخوان الطمع، وثوار الفتن، ودواعي البدع، وفرسان الضلال، وأبناء المروق. وقلنا إن وجه المهدي ولى عهده، فحدث في جيوشه وجنوده ما قد حدث بجنود الرسل من قبله، لم يستطع المهدي أن يعقبه بغيره، إلا أن ينهض إليهم بنفسه، وهذا خطر عظيم، وهول شديد، إن تنفست الأيام بمقامه، واستدامت الحال بأيامه، حتى يقع عرض لا يستغنى فيه، أو يحدث أمر لا بد فيه منه، صار ما بعده، مما هو أعظم هولاً وأجل خطراً، له تبعاً وبه متصلاً.