عرض مشاركة واحدة
قديم 12-31-2010, 04:57 PM
المشاركة 141
عبد السلام بركات زريق
مشرف منبر الشعر الفصيح

اوسمتي
الألفية الرابعة الألفية الثالثة الألفية الثانية المشرف المميز الألفية الأولى الحضور المميز 
مجموع الاوسمة: 6

  • غير موجود
افتراضي


المصدر
ديوان نداء الرميم
رقم القصيدة (6)



الشـاعـر



يُهيمُ يسألُ لا وِرد ولا صَدَرُ
مشتَّتُ الفكرِ أضنى جفنَه السَّهرُ


يلوذُ بالأمنياتِ الوهمِ يبعثُها
من رقدةِ الصَّحوِ لا صاحٍ ولا خدرُ


يبني جسوراً من الأحلامِ أوَّلُها
حرفٌ وآخرُها في صمتِه فِكَرُ


وينثني يهدمُ البنيانَ يحرقُه
كيما يضيءَ لهُ من نارِه شررُ


يغشى الظَّلامَ وفي عينيهِ بَرْقُ هوىً
من قلبِه فهو تحتَ القرِّ يَستعرُ


يبكي ويضحكُ والأيامُ شامِتةٌ
والحقُّ والباطلُ المغرورُ والقدرُ


ويَستحمُّ بضوءِ الشمسِ يسكبُهُ
على محيَّاهُ فجرٌ كاذبٌ أَشِرُ


كأنَّه أخلفَ الأيامَ موعدَها
فعاقبتْهُ وفرَّتْ منهُ تَعتذرُ


وغادرتْ في حشاهُ ألفَ نازلةٍ
كأنَّما وخزَها في صدرِهِ إبَرُ


واجتازَ بوابةَ الخمسينَ مُنطلِقاً
والخوفُ في نَفَقِ الستينَ يَنتظرُ


وما جنى من أماني العمرِ واحدةً
وكيف يَجني وما في كفِّهِ ضَررُ


* * *

أُنظرْ إليهِ تجدْهُ العمرَ مبتسماً
وفي حناياهُ قلبٌ كادَ يَنفطرُ


نفسٌ هي الطُّهرُ تَرقى في معارجِها
يقودُها النيِّرانُ الفكرُ والنَّظرُ


ما بثَّ شكواهُ إلا في قصائدِهِ
فيها تزاحمتِ الأفكارُ والصُّورُ


يستلهمُ الوحيَ رَقراقاً يُسلسلُه
شعراً هو النَّغمُ المسحورُ والدُّررُ


في كلِّ قافيةٍ نبضٌ يُنظِّمُهُ
شريانُ حبٍّ عليهِ تَنزلُ السُّورُ


ما مرَّ في دارةٍ إلا و(كَهْرَبَها)
قطباهُ من لَهَفٍ فاسَّاقطَ المطرُ


يَغشى المخاطرَ في قولٍ يجرِّدُه
شِعراً وكمْ لفَّهُ من فكرةٍ خَطرُ


وكم سرى في ليالي الخوفِ يَحْفزهُ
كشفُ الحقيقةِ لا يأسٌ ولا ضجرُ


مُنقِّباً في خفايا الناسِ مُحترِقاً
بما يُكِنُّون لا يَخفى لهُ أثرُ


والناسُ من حولِهِ أبطالُ معركةٍ
مع الحياةِ فذا خاوٍ وذا بَطِرُ