عرض مشاركة واحدة
قديم 02-20-2021, 08:28 AM
المشاركة 65
ناريمان الشريف
مستشارة إعلامية

اوسمتي
التميز الألفية الثانية الألفية الرابعة الألفية الثالثة الألفية الأولى الوسام الذهبي 
مجموع الاوسمة: 6

  • غير موجود
افتراضي رد: أسماء الله الحسنى
وتأمل سلامة الله للعبد المؤمن، وكرامته له في موطن موحش تخشاه النفوس وتهابه،
جاء في حديث البراء بن عازب قال: "خرجنا مع النبي صلى الله عليه وسلم ‬ في جنازة رجل من الأنصار، فانتهينا إلى القبر ولما يلحد، فجلس رسول الله صلى الله عليه وسلم ‬ مستقبل القبلة، وجلسنا حوله، وكأن على رؤوسنا الطير، وفي يده عود ينكت به الأرض، فجعل ينظر إلى السماء، وينظر إلى الأرض، وجعل يرفع بصره ويخفضه ثلاثًا، فقال: «استعيذوا بالله من عذاب القبر مرتين أو ثلاثًا، ثم قال: النبي صلى الله عليه وسلم
‬ «إن العبد المؤمن إذا كان في انقطاع من الدنيا, وإقبال من الآخرة نزل إليه ملائكة من السماء بيض الوجوه كأن وجوههم الشمس, معهم كفن من أكفان الجنة وحنوط من حنوط الجنة حتى يجلسوا منه مد البصر, ثم يجيء ملك الموت حتى يجلس عند رأسه فيقول أيتها النفس الطيبة (وفي رواية المطمئنة) أخرجي إلى مغفرة من الله ورضوان، قال: فتخرج تسيل كما تسيل القطرة من في السقاء، فيأخذها

(وفي رواية: حتى إذا خرجت روحه صلى عليه كل ملك بين السماء والأرض، وكل ملك في السماء، وفتحت له أبواب السماء، ليس من أهل باب إلا وهم يدعون الله أن يعرج بروحه من قبلهم) فإذا أخذها لم يدعوها في يده طرفة عين حتى يأخذوها، فيجعلوها في ذلك الكفن وفي ذلك الحنوط، فذلك قوله تعالى: (تَوَفَّتْهُ رُسُلُنَا وَهُمْ لَا يُفَرِّطُونَ)
ويخرج منها كأطيب نفحة مسك وجدت على وجه الأرض، قال: فيصعدون بها فلا يمرون – يعني – بها على ملأ من الملائكة إلا قالوا: ما هذا الروح الطيب؟ فيقولون: فلان بن فلان، بأحسن أسمائه التي كانوا يسمونه بها في الدنيا حتى ينتهوا بها إلى السماء الدنيا فيستفتحون له فيفتح لهم، فيشيعه من كل سماء مقربوها إلى السماء التي تليها حتى ينتهي به إلى السماء السابعة فيقول الله عز وجل: اكتبوا كتاب عبدي في عليين ( وَمَا أَدْرَاكَ مَا عِلِّيُّونَ * كِتَابٌ مَرْقُومٌ * يَشْهَدُهُ الْمُقَرَّبُونَ)
واعيدوه إلى الأرض فإني منها خلقتهم وفيها أعيدهم ومنها أخرجهم تارة أخرى، قال: فتعاد روحه في جسده قال: «فإنه يسمع خفق نعال أصحابه إذا ولوا عنه» فيأتيه ملكان فيجلسانه فيقولان له: من ربك؟ فيقول: ربي الله، فيقولان له: ما دينك؟ فيقول: ديني الإسلام، فيقولان له: ما هذا الرجل الذي بعث فيكم؟ فيقول: هو رسول الله صلى الله عليه وسلم فيقولان له: وما علمك؟ فيقول: قرأت كتاب الله فآمنت به وصدقت، فينتهره فيقول: من ربك؟ ما دينك؟ ما نبيك؟ وهي آخر فتنة تعرض على المؤمن، فذلك حين يقول الله عز وجل: }يُثَبِّتُ اللَّهُ الَّذِينَ آَمَنُوا بِالْقَوْلِ الثَّابِتِ فِي الْحَيَاةِ الدُّنْيَا) [إبراهيم: 27] فينادي مناد في السماء أن صدق عبدي فأفرشوه من الجنة وألبسوه من الجنة وافتحوا له بابًا إلى الجنة، قال: فيأتيه من روحها وطيبها ويفسح له في قبره مد بصره، قال: ويأتيه رجل حسن الوجه حسن الثياب طيب الريح فيقول: أبشر بالذي يسرك أبشر برضوان من الله، وجنات فيها نعيم مقيم, هذا يومك الذي كنت توعد، فيقول له: وأنت فبشرك الله بخير, من أنت فوجهك الوجه يجيء بالخير، فيقول: أنا عملك الصالح فوالله ما علمتك إلا كنت سريعًا في طاعة الله، بطيئًا في معصية الله، فجزاك الله خيرًا, ثم يفتح له باب من الجنة، وباب من النار، فيقال: هذا منزلك لو عصيت الله، أبدلك الله به هذا، فإذا رأى ما في الجنة قال: رب أقم الساعة حتى أرجع إلى أهلي ومالي»،

فهاهم يسلمون عليه وقت احتضاره حتى يطمئنونه، وكأن حالهم يقول: سيسلمك الله من الشرور وسيسلمك الله مما أتعبك وسيسلمك الله بعد أن تنتقل من ضيق الدنيا إلى سعة الآخرة، ولذا جاء في الآية الأخرى: (إِنَّ الَّذِينَ قَالُوا رَبُّنَا اللَّهُ ثُمَّ اسْتَقَامُوا تَتَنَزَّلُ عَلَيْهِمُ الْمَلَائِكَةُ أَلَّا تَخَافُوا وَلَا تَحْزَنُوا وَأَبْشِرُوا بِالْجَنَّةِ الَّتِي كُنْتُمْ تُوعَدُونَ * نَحْنُ أَوْلِيَاؤُكُمْ فِي الْحَيَاةِ الدُّنْيَا وَفِي الْآَخِرَةِ وَلَكُمْ فِيهَا مَا تَشْتَهِي أَنْفُسُكُمْ وَلَكُمْ فِيهَا مَا تَدَّعُونَ * نُزُلًا مِنْ غَفُورٍ رَحِيمٍ)، فتكون البشارة للمؤمن بالسلامة قبل خروج الروح، فبقدر ما يحقق العبد السلامة من النقائص والذنوب في هذه الدنيا بقدر ما يسلمه الله أشد الأوقات حاجة للرب جل وعلا فتنزل الملائكة رحمة من الله وتثبيتًا للعبد وها هي الملائكة تكفن روحه، وتحنطه قبل أن يكفن جسده، ثم يحظى المؤمن بصلاة كل ملك عليه، وصلاة الملائكة مستجابة لأنهم عباد صالحون لا يعصون الله ما أمرهم ويفعلون ما يؤمرون، ثم يحظى بسماع أفضل الثناء عليه من قبل السائل والمجيب، فالملائكة تسأل من هذه الروح الطيبة؟، ورسل الموت يجيبون: فلان بن فلان بأحسن أسمائه التي كان يسمى بها في الدنيا، ويرى فتح أبواب السماء له، وثناء المولى جل وعلا عليه، وكتابة اسمه في عليين، فأية سلامة أعظم من هذه السلامة، وأية كرامة خير من هذه الكرامة.