عرض مشاركة واحدة
قديم 02-19-2014, 12:37 PM
المشاركة 32
ايوب صابر
مراقب عام سابقا

اوسمتي

  • غير موجود
افتراضي
الاستاذ ياسر

وتقول " التقدم هو امتلاك فكر تقدمي مؤمن بأن الإنسان قادر على الفعل، وقادر على التأثير في المستقبل ، وعندما يتم التفكير على هذا النحو في مجتمعاتناآن ذاك لن تستغرق مسيرة التقدم كل تلك السنوات التي توحي بها الفروق التي تظهرشساعتها بيننا وبين الغرب ، فالصين بنت تقدمها في ظرف خمسين سنة ، والبرازيل بنفسالمجهود و في نفس المدة ، والهند انتهجت نفس الركب ، مع العلم أن تلك الدول تملكأكبر عائق من عوائق التقدم حسب النظرة الغربية وهي الكثافة السكانية ، و لكنها أيضاثروة إن تم استغلالها كثرت ثمارها ."

- أتصور أن هذا الفكر التقدمي الذي تتحدث عنه هنا يكون عادة مرتبط بالقائد الفذ ومثال ذلك ما جرى في عهد عبد الناصر. والذي يدقق في انجازات مرحلة عبد الناصر يجد أنها كانت مهولة واستثنائية ولكنني اعتقد بأن انجازاته كانت مرتبطة بشخصيته الكرزمية وبغض النظر عن الفكر الذي كانت تتبناه الثورة التي قادها. فالقائد الفذ قادر على التعبئة والحشد ورفع الهمم وبالتالي خلق مزاج شعبي ايجابي تدفع عجلة الإنتاج بشكل عام إلى الامام.

- لكن السؤال هو : هل وجود القائد الفذ يساهم مساهمة فعالة في إحداث ثورة تقدميةعلى شكل ما جرى في الغرب أم أن تأثيره يكون محصور في إحداث تحسن في الإنتاجية؟ أم أن التقدم بالمعنى الحضاري وتحقيق القفزات يتطلب أكثر من وجود قائد واحد فقطمهما كان هذا الواحد عبقري وملهم للجماهير؟

- وهل يمكن القول أن التقدم في أمريكا حصل مثلا بسبب وجود جون كندي؟ وان التقدم في بريطانيا كان وراءه تشرتشل؟ أم أن التقدم يتطلب انبعاث على مستوى الجماهير كافة وليس فقط فرد واحد؟

ولا شك أن الأمر يتطلب أكثر من وجود قائد فذ فغالبا ما يكون لموت هذا القائد اثر سلبيا على المجتمع الذي يحكمه ، ولا شك أن التقدم في الغرب عبارة عن نتاج حركة مجتمعية شاملة ولا يمكن ربط عجلة التقدم في شخص أو أشخاص مهما كانت شخصياتهم مؤثرة ودافعه نحو الإنتاجية.

ومن ناحية أخرى لا بد أن يكون هذا الفكر التقدمي شيء آخر غير التفكير الديني أو الايدولوجيا الدينية لان التجربة اثبت بأن أوروبا ظلت ترزح تحت ظلمات التخلف حينما سيطرت الكنيسة على مقاليد الحكم وأصبحت تتحكم في شؤون التعليم والفكر بشكل عام وعملت على تغييب دور العقل بتبنيها ايدولوجيه لاهوتية تعتقد أن النقل هو النهج الوحيد الضروري والذي يحقق للبشر كافة ما يحتاجون إليه وقاموا على اثر ذلك بمحاربة العقل والفكر العقلاني والفلسفي ولم تتحرر أوروبا من ذلك إلا عندما تخلصت من الفكر اللاهوتي ولا يبدو أن طبيعة الفكر البديل التفصيلة مهم كثيرا ولكن المهم انه يخلص المجتمع من الاثار المدمرة للتفكير الديني اللاهوتي المتطرف من حيث تعامله مع العقل والقضايا الفلسفية.