الموضوع: يَدُ المَوْت
عرض مشاركة واحدة
قديم 07-17-2011, 01:45 PM
المشاركة 22
محمد نجيب بلحاج حسين
من آل منابر ثقافية
  • غير موجود
افتراضي
[tabletext="width:90%;border:4px double green;"]
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته


وأخذتُ أحْرُفَهُ لِقافِيَتي
وَيَراعَهُ لِبَياضِ قِرْطاسي

أتحداك أيتها اليد الشريرة
هذا الذي تطلبين مني معاداته وقتله
اندمجت معه وكتبت بأحرفه قافيتي
وبقلمه على ورقتي البيضاء
فموتي بغيظك وانقرضي

تصور أخي عبده لو تندمج اللغات
وتتوحد الحروف بين القوميات والأعراق
فيكتب الشاعر المسلم للمسيحي وللبوذي
وللمجوسي ...
ألا يكون ذلك لصالح الشعر ولصالح الإنسان؟
تصور لو يعير الورق بياضه للقلوب
فتعبر بالشعر عن الحب وتدعو لقيم النبل والكرم
والخير ، ألا يخدم ذلك صالح الإنسان في كل عصر ومصر؟
أليس هذا التآخي والتوادد هو ما تشير له الآية الكريمة:
يا أيها الناس إنا خلقناكم من ذكر وأنثى
وجعلناكم شعوبا وقبائل لتعارفوا
إن أكرمكم عند الله أتقاكم
صدق الله العظيم
الآية موجهة للناس كافة
تلغي الأجناس وتعمم الأخوة بين الناس
وتجعل من التقوى المقياس
فلماذا ننغلق ولا نعترف بالتعدد ولا نسمح
بالإختلاف ...
ثم كيف سيتعرف الناس على سماحة ديننا
وعلى عدله المطلق إذا لم نتواصل مع الدنيا
ولم نتعامل مع مخالفينا بقيمنا وموازيننا
التي فرضها الله ؟
كل هذا الفكر وهذا التوجه الراقي
اختصره أخونا تركي في هذا البيت
ولعله قصد ما هو أبعد من ذلك
ولعلني أقصر في سبر المزيد من
أغواره الممتدة في اتجاه التآلف


وَمَشَتْ خُطايَ بِوَطْءِ خُطْوَتِهِ
واخْتَـــرْتُـــهُ رِئَـــةً لأَنْـفاسـي

مشيت معه ، رافقته وصاحبته وتبعته
والمعنى هنا قابل للإنعكاس وذلك بأن يفعل الطرف المقابل نفس ما يفعله الطرف الأول تكريسا لصدق الطوية وللإختلاط الذي يؤدي للمؤانسة والتلقائية ولنقاء العلاقة من كل زيف أو نية زيف...
ويزداد الشاعر تحديا ليد الموت المعتدية
فيعلن اختلاط الأعضاء واندماجها بطريقة خيالية رائعة...
أنفاسه تخرج من رئة نظيره الآدمي ...

يد الموت الشريرة التي يخاطبها الشاعر ستحتار في أمر هذا المتشبث
بأخوة ابن آدم والرافض لمعاداته ولقتله ، وستنحو ناحية اليأس من محاولات تغيير رأيه...

يد الموت هنا يا أخي عبده لا علاقة لها بملك الموت ، ولا علاقة لها بقضاء الله ... إنها الشيطان أعاذنا الله وإياكم من شروره ...يوسوس للإنسان بالعداوة ليوقعه في المعصية كما فعل مع قابيل وهابيل من قبل...
وكما يفعل مع المتطرفين من اليهود والمسيحيين والمسلمين والملاحدة...
والشاعر هنا يعلن براءته التامة من كل ذلك ، بل ويناضل بالفكر وبالشعر وبالإيمان ضد هذا التشدد الذي لا يؤدي إلا إلى سفك الدماء...

لن أتوجه للعداوة ... لن أستمر في القتل ...
أيتها اليد الخبيثة...برغم التفجيرات التي تصطنعينها...
لمحاولة استدراجي ...

الشاعر لا يقع في دوامة الثأر التي تستأثر بالقلوب فتنشر الأحقاد والضغائن ، إنه يرتفع ويسمو ، ثم يصبح واعظا ومنبها لبني آدم من النزول إلى هذا المستوى الهزيل ...فهو بفكره النير أرقى من أن يقع في فخ الشيطان...

لو ترجمت هذه القصيدة إلى الأنقليزية وقرأها وتعمق في معانيها جورج بوش مثلا لرفض أن يعلن الحرب على الإسلام في العراق وفي أفغانستان
وفي السودان وفي كل مكان...إثر تفجيرات 11 سبتمبر...فلا أحد من المعتدلين المتوازنين في أي طرف من الأطراف كان يرتضي بذلك التفجير المريع ، أو كان يساند العمل الإنتقامي الثأري للأميركيين...

ألست معي في ذلك؟

كما ترى أخي ، ثرية هي القصيدة
مشحونة بفكر عالمي يدعو للسلام
ويرفض الذي يجري بين الطوائف والأديان من قتل مجاني لا معنى له.

أعود لأكمل بإذن الله

تحياتي
[/tabletext]