الموضوع: الجزء الخامس
عرض مشاركة واحدة
قديم 06-15-2019, 10:39 AM
المشاركة 9
إمتنان محمود
من آل منابر ثقافية

اوسمتي

  • غير موجود
افتراضي رد: الجزء الخامس
فى تلك الليله, كونر و الأدميرال يعقدوا اجتماعا سريا فى مسكنه,يحتسوا القهوه من ماكينه كان يُشاع عنها أنها متعطله.
يتحدثوا عن رونالد و عن اشتباه كونر حوله,لكن الأدميرال ليس راضِ.

“أنا لا أريد شكوك, أريد دليل. لا أريد مشاعرك, أريد برهان”,يضيف الأدميرال من قنينة بعض الويسكى لقهوته.

حين ينتهى كونر من تقريره,ينهض ليغادر, لكن يوقفه الأدميرال. يصب لكونر فنجانا آخر من القهوه, الذى بالتأكيد سيبقيه مستيقظا طوال الليل. لكن حينها.. لم يكن سينام جيدا تلك الليله على أيه حال.!
“قله من الناس يعرفوا ما أنا على وشك أخبارك به”,يقول الأدميرال.
“لذا لماذا تخبرنى؟”
“لأن معرفتك به تخدم اهدافى.”
إنها اجابه صريحه, لكن مع ذلك فهى اجابه تخفى دوافعه. يتخيل كونر أنه حتما كان جيد جدا فى الحرب.
“حين كنت أصغر بكثير” يبدأ الأدميرال كلامه,:”حاربت فى حرب هيرتلاند. الندبات التى افترضت بوقاحه أنها ندبات عمليات زرع أتت من قنبله يدويه.”
“كنت على أى جانب؟”
يرد الأدميرال بتلك النظره الفاحصه التى يجيدها ببراعه,:”كم تعرف عن حرب هيرتلاند؟”
يحرك كونر كتفيه,:”لقد كانت الفصل الأخير فى كتاب التاريخ المدرسى,لكننا خضعنا لامتحان على مستوى الولايه ,فلم نصل إليه.”
يلوح الأدميرال بيده فى اشمئزاز,:“الكتب المدرسيه تغلف الحرب بالسكر على أيه حال, لا أحد يريد أن يتذكر كيف كانت حقا. لقد سألت على أى الجوانب كنت,فى الحقيقه : كان يوجد ثلاث أطراف فى الحرب,و ليس اثنان .. كان يوجد جيش الحياة و لواء الاختيار, و ما تبقى من الجيش الأمريكى, الذى كانت وظيفته منع الطرفين الآخرين من قتل أحدهما الآخر. هذا هو الجانب الذى كنت فيه. للأسف, لم نكن ناجحين جدا. فكما ترى, الصراع دائما ما يبدأ بقضية.. اختلاف فى الرأى, جدال .. لكن فى الوقت الذى تتحول فيه لحرب, فالقضيه لا تهم بعد الآن, لأن الآن الأمر عن شئ واحد وشئ واحد فقط: ما مقدار كراهيه كل طرف للآخر!.”

يصب الأدميرال المزيد من الويسكى فى فنجانه قبل أن يُكمل,:” كانت توجد أيام قاسيه تمهد الطريق للحرب. كل ما حدد الصواب و الخطأ فى اعتقادنا كان يُقلب رأسا على عقب. فعلى جهه, الناس كانت تقتل دكاتره الإجهاض لحمايه الحق فى الحياة,بينما على الجهه الأخرى, فالناس كانت تصبح حوامل فقط ليبيعوا أنسجه أجنتهم. وكان الجميع يختار قاداتهم ليس على أساس قدرتهم القياديه, لكن على مكان وقوفهم من تلك القضيه الوحيده. لقد كان أقصى من الجنون!, ثم انقسم الجيش, كلا الجانبين امتلكا أسلحه حرب, و الرأيين تحولا إلى جيشين مصممان على تدمير بعضهما ,ثم جاء قانون الحياة.”

بذكر قانون الحياة, كما لو تم سكب ماء مثلج على ظهر كونر. لم يكن يضايقه من قبل قط, لكن الأشياء تختلف ما أن تصبح متفكك..

“لقد كنت هناك تماما فى الغرفة حين أتوا بفكره أن الحمل يمكن أن يتم القضاء عليه بأثر رجعى ما أن يصل الطفل لسن المنطق”,يقول الأدميرال:”فى البدايه كانت مزحة.. لم يقصد أحد أن يؤخذ الأمر بجديه. لكن فى نفس السنه مُنحت جائزه نوبل لعالم استطاع اتمام نقل الأعصاب.. الوسيله التى تسمح باستخدام كل أجزاء المتبرع فى النقل.”

يأخذ الأدميرال رشفه كبيره من قهوته. لم يلمس كونر فنجانه الثانى. ففكره ابتلاع أى شئ الآن تعتبر مستحيله. هذا ما عليه فعله لإبقاء فنجانه الأول فى معدته.

“بسوء حاله الحرب”,يقول الأدميرال,:”سمسرنا معاهده سلام باحضار كلا الجانبين لطاوله التفاوض. ثم افترضنا فكره التفكيك,التى ستنهى الغير مرغوب بهم دون إنهاء حياتهم فى الحقيقه. افترضنا أن الأمر سيصدم كلا الطرفين و يروا المنطق..و أنهم سيحدقوا فى بعضهم و سوف يرمش أحدهم ... لكن لم يرمش أحد !,..الاختيار أن يُنهوا دون أن يوقفوا الحياة.. لقد أرضى رغبات كلا الطرفين.و تم توقيع قانون الحياة,واتفاقيه التفكيك أصبحت قيد التنفيذ, وانتهت الحرب.. الجميع كان سعيد جدا لإنهاء الحرب,فلم يهتم أحد بالعواقب.”

ينغمس الأدميرال فى أفكاره للحظه, ثم يلوح بيده,:”أنا متأكد أنك تعرف البقية.”
قد لا يعلم كونر كل الأجزاء,لكنه يعرف الخلاصه..:”الناس أرادت أعضاء.”
“طالبت أقرب للواقع. قولون مصاب بالسرطان يمكن استبداله بآخر سليم, ضحيه حادث كان من الممكن أن يموت بإصابات داخليه بإمكانه الحصول على أعضاء طازجه, يد متجعده مصابه بالتهابات المفاصل يمكن استبدالها بواحده أصغر بخمسين سنه. وكل تلك الأعضاء كان يجب عليها أن تأتى من مكان ما.”
يتوقف الأدميرال ليُفكر فى شئ ما,:” بالطبع, لو كان المزيد من الناس متبرعين بالأعضاء, فالتفكيك لم يكن سيحدث قط... لكن الناس تريد إبقاء ما هو ملكهم, حتى بعد موتهم ... لم يأخذ طويلا حتى انهارت الأخلاقيات تحت أقدام الجشع .. أصبح التفكيك عملا مزدهرا,و الناس تركته يحدث.”

ينظر الأدميرال لصوره ابنه.وحتى قبل أن يخبره الأدميرال, يُدرك كونر لماذا.. لكنه يعطى الأدميرال شرف الاعتراف.
“ابنى,هارلن, كان فتى رائع.ذكى. لكنه كان مضطرب.. أنت تعرف هذا النوع.”
“أنا هو هذا النوع.”يقول كونر بابتسامه طفيفه.
يومئ الأدميرال,:”لقد كان الأمر منذ حوالى عشره سنوات فقط. تورط مع الجماعه الخاطئه من الأصدقاء,تم القبض عليه يسرق. سحقا,لقد كنت مثله فى عمره.. لهذا السبب أرسلنى والداى للمدرسه العسكريه, ليقومونى. لكن, مع هارلن كان يوجد اختيار مختلف, اختيار أكثر.... فعاليه.”
“جعلته يتفكك.”
“كأحد آباء اتفاقية التفكيك, كان متوقع منى ضرب مثل,:”يضغط بابهامه و سبابته على عينيه,موقفا الدموع قبل أن تنهمر,:”لقد وقعنا الأمر, ثم غيرنا رأينا.لكن الوقت كان قد تأخر.لقد أخدوا هارلن مباشره من المدرسه لمخيم الحصاد, و سارعوا به .. لقد تم إتمام الأمر بالفعل.”

لم يخطر لكونر أبدا أن يفكر فى نتيجه التفكيك على الأشخاص اللذين وقعوا الأمر. لم يعتقد أبدا أنه قد يملك تعاطف لأهالى فعلت مثل هذا الأمر.. أو شفقه نحو أحد الرجال اللذين جعلوا من التفكيك أمرا ممكنا.!
“أنا آسف,”يقول كونر,ويعنيها.

يلملم الأدميرال نفسه..و يصحو من حزنه,تقريبا فى لحظتها,:”ليس عليك أن تكون. إنه بسبب اتفاقيه التفكيك هذه أنك هنا.بعد هذا,تركتنى زوجتى و أسست مؤسسه لتخليد ذكرى هارلن, تركت الجيش,و أمضيت سنوات عديده فى السُكر أكثر من الآن,ثم, منذ ثلاث سنوات, خطرت لى الفكرى الكبرى, هذا المكان, اولئك الأولاد,هم نتيجه هذا. ليومنا هذا قد أنقذت أكثر من ألف طفل من التفكك.”

الآن يفهم كونر لماذا أخبره الأدميرال تلك الأشياء.لقد كان أكبر من مجرد اعتراف. لقد كانت طريقه لضمان ولاء كونر... وقد أفلحت, الأدميرال كان رجل مهووس بحزن, لكن حزنه قد أنقذ حيوات.
قال هايدن مره أن كونر لديه النزاهه, تلك هى النزاهه نفسها التى ربطته بجانب الأدميرال. وبهذا يمسك كونر كوبه ويقول ,:”لهارلن!”
“لهارلن!” يردد الأدميرال,و معا يشربا على اسمه,:”شيئا فشيئا أنا أجعل الأشياء صحيحه يا كونر” يقول الأدميرال,:”شيئا فشيئا,و بأكثر من شكل واحد.”

35-ليف

مكان وجود ليف فى الوقت ما بين تركه لسايفى و وصوله للمقبرة غير مهم مقارنه بمكان وجود أفكارة. لقد استقروا فى مكان أبرد و أظلم من تلك الأماكن العديده التى اختبأ بها.

لقد نجى فى هذا الشهر عن طريق سلسله من التنازلات الغير مرضيه و الجرائم التى دعت لها الحاجه.. أيا ما كان ضرورى ليبقى نفسه حيا...اكتسب ليف ذكاء الشارع سريعا,و حكمه البقاء .. يقولوا أنه يتطلب الانغماس كليا فى ثقافه ما لتتعلم لغتها و طرقها.لم يأخذه طويلا ليتعلم لغه التائهين.!

ما أن انتهى به الأمر فى شبكه المنازل الآمنه, سريعا ما أوضح أنه ليس الفتى الذى يُعبث معه.لم يخبر الناس أنه عُشر. لكن,أخبرهم أن والديه وقعا الأمر ليفككاه بعد القبض عليه للسرقه المسلحه. كان أمرا غريبا عليه,لأنه حتى لم يلمس مسدسا أبدا. أذهله أن بقيه الأولاد لم يستطيعوا قراءة الكذبه على وجهه.. لقد كان دائما كاذب سئ.لكن حينها, عندما نظر فى المرآه, ما رآه فى عينيه بعث بداخله الرعب.
فى الوقت الذى وصل به للمقبرة, أغلب الأولاد عرفوا ما يكفى ليبقوا بعيدين عنه.وهو الأمر الذى أراده بالظبط.

فى نفس الليله التى حظى كونر و الأدميرال باجتماعهم السرى, ينطلق ليف فى الظلام الذى يشبه سواد النفط فى تلك الليله عديمه القمر, مبقيا مصباحه مغلق. فى ليلته الأولى هناك, تسلل بنجاح ليجد كونر,ليوضح بعض الأشياء معه.منذ وقتها, اختفت الكدمه من ضربه كونر ولم يتحدثا عنها مجددا. لم يتحدث كثيرا مع كونر على أيه حال .. لأن ليف يمتلك أشياء أخرى تشغل عقله.

كل ليلة بعدها حاول التسلل بعيدا,لكنه كان يُمسك فى كل مره و يرجعوه. الآن بعد رحيل كلاب حراسه الأدميرال, فالأولاد المخصصين للحراسه يتلكأوا.
بينما يتسلل ليف بين الطائرات,يجد أن العديد منهم نيام أثناء عملهم.ياله من غباء من الأدميرال أن يُبعد هؤلاء الأولاد دون أن يمتلك من يحل محلهم.!

ما أن ابتعد بما يكفى يُشعل المصباح و يحاول إيجاد وجهته. هو مكان أخبرته به فتاه قابلها منذ عده أسابيع,كانت مثله بشكل كبير. يعتقد أنه سيقابل آخرون الليله مشابهون له أيضا.

ممر ثلاثون,المساحه اثنى عشرة. هو أبعد مكان فى حدود المقبره عن الأدميرال. المساحه مشغوله بطائرة دى سى-10 ,متكومه لقطع فى مكان راحتها الأخير.

حين يفتح ليف الفوهه و يصعد لأعلى, يجد شخصان فى الداخل, سرعان ما ينهضا فى وضع دفاعى ما أن رأوه..
“اسمى ليف” يقول,:”لقد تم إخبارى أن آتى هنا.”
هو لا يعرف هؤلاء الأشخاص,لكن تلك ليست مفاجأه.. هو لم يكن فى المقبره منذ وقت طويل حتى يعرف أولاد كثيرون هنا. أحدهم فتاة أسيويه بشعر وردى اللون. الآخر هو فتى حليق الرأس ومغطى بالأوشام.
“ومن أخبرك أن تأتى هنا؟” يسأل الفتى ذو الرأس العارى.
“فتاه قابلتها فى كولورادو. اسمها جولى-آن.”

ثم يظهر شخص آخر من الظلال, هو ليس فتى لكن بالغ.. ربما فى منتصف العشرينات. هو مبتسم. يمتلك شعر أحمر زيتى,ولحيه مبعثره لتتناسق,و وجه معضم بخدود منغمسه. إنه كليفر.. طائر الهيليكوبتر.

”إذا,قد أرسلتك جولى-آن!” يقول,:”جميل,كيف أحوالها؟”
يأخذ ليف دقيقه ليفكر فى اجابته“,لقد أدت عملها” يخبره ليف.
يومئ كليفر..:”حسنا, إنه ما هو”

الآخران يعرفا بأنفسهم. عارى الرأس يكون بلاين, والفتاه هى ماى.
“ماذا عن ذاك البويف الذى يقود الهيليكوبتر معك؟”,يسأل ليف كليفر,:”هل هو جزء من هذا أيضا؟”
تضحك ماى ضحكه مشمئزه,:”رونالد؟ ليس فى حياتك!”
“رونالد ,ليس بالتحديد..الماده الخام لجماعتنا الصغيرة”, يقول كليفر,:”إذا, هل أتيت هنا لتبلغنا الأخبار الجيده بشأن جولى-آن, أم أنك هنا لسبب آخر؟”
“أنا هنا لأننى أريد أن أكون هنا.”
“كما تقول” يقول كليفر,:”لكن مازلنا لسنا متأكدين أنك صادق.”
“اخبرنا عن نفسك” تقول ماى

يستعد ليف لإخبارهم بنسخه السارق المسلح, لكن قبل أن يفتح فمه, يغير رأيه. تلك اللحظه تتطلب الصدق. يجب أن يبدأ هذا بالحقيقه. لذلك يقول لهم كل شئ, منذ اللحظه التى اختطفه كونر لوقته مع سايفى و الأسابيع التى تلك ذلك. حين انتهى, كليفر يبدو راضِ للغايه.. بشده.

“إذا,أنت عُشر! هذا رائع. أنت لا تعرف حتى مدى عظمه هذا الأمر!”
“ماذا الآن؟” يسأل ليف..”هل أنا معكم أم لا؟”
الآخرون يصبحوا هادئين. جادين. يشعر أن أحد الطقوس على وشك أن يبدأ.
“اخبرنى يا ليف” يقول كليفر:” كم مقدار كرهك للناس اللذين كانو سيفككوك؟”
“كبير.”
“آسف, هذا ليس جيد بما يكفى.”

يغلق ليف عينه, يحفر بداخله, ويفكر بوالديه. يفكر فى ما خططاه لفعله به,وكيف جعلاه فى الحقيقه يرغب به.
“ما مقدار كرهك لهم؟” يسأل كليفر مجددا.
“تماما و كليا.”يجيب ليف.
“و ما مقدار كرهك للناس التى ستأخذ أجزاء منك و تجعل منها أجزاء خاصه بهم؟”
“تماما وكليا”
“و ما مقدار رغبتك فى جعلهم و كل الآخرين فى هذا العالم فى دفع الثمن؟”
“تماما و كليا”
على أحد أن يدفع ثمن عدم عداله الأمر كله. على الجميع أن يدفع الثمن. سوف يجبرهم.
“جيد.”يقول كليفر.
ليف مذهول بمدى عمق غضبه... لكنه يغدو أقل و أقل خوفا منه.و يخبر نفسه أن هذا أمر جيد.
“ربما هو صادق,”يقول بلاين.

لو قام ليف بهذا الالتزام,يُدرك أن لا رجعه فيه,”شئ واحد أحتاج لمعرفته“ يسأل ليف:” لأن جولى-آن... لم تكن واضحه جدا بخصوص الأمر. أريد أن أعرف فيماذا تؤمنون؟”

“فيماذا نؤمن؟” تقول ماى,و تنظر لبلاين ويضحك. كليفر على الوجه الآخر, يرفع يده ليصمتهم,:” لا...لا, إنه سؤال جيد. سؤال حقيقى. يستحق إجابه حقيقية. لو تسأل ما إن كان لنا قضيه,فلا نملك, لذا اخرج هذا من عقلك.”
يلوح كليفر بيداه على قدرهم, يداه و ذراعيه يملئا المساحه التى حوله.
“القضايا قد عفى عليها الزمن, نحن نؤمن بالعشوائيه. الزلازل! الأعاصير! نحن نؤمن بقوى الطبيعة, نحن خراب,نحن فوضى .. نحن نعبث مع العالم.”
“و لقد عبثنا جيدا بالأدميرال, ألم نفعل؟”, يقول بلاين بخبث. يرمقه كليفر بنظره حادة, و ماى تبدو فى الحقيقه خائفه. الأمر يكاد يكفى ليعطى ليف أفكار أخرى.
“كيف عبثتم بالأدميرال؟”
“لقد تم,” تقول ماى, لغه جسدها متوتره و غاضبه,:”لقد عبثنا, و الآن انتهى. نحن لا نتحدث عن أشياء انتهت. صحيح؟”
يومئ كليفر لها, ويبدو أنها استرخت قليلا.
“الأمر هو”يقول كليفر:”لا يهم من أو بماذا نعبث به, ما دمنا نعبث. فكما نرى الأمر,فالعالم لا يتحرك إن لم يتم رجرجه الأشياء... هل أنا على صواب؟”
“أعتقد”
“حسنا.. حينها, نحن هم المحركون و المرجرجون” ويبتسم كليفر و يوجه اصبع ناحيه ليف,:” السؤال هو, هل أنت واحد أيضا؟ هل لديك ما يلزم لتكون واحد منا؟”
يأخذ ليف نظره طويله لثلاثتهم. هؤلاء هم نوع الناس اللذين سيكرههم والديه,قد ينضم لهم فقد لغيظهم, لكن هذا لا يكفى.. ليس تلك المره. يجب أن يكون هناك أكثر. مع هذا,بينما يقف هناك, يدرك ليف أنه يوجد الأكثر.هو خفى. لكنه هناك, مثل الشحنه المميته العائمه فى خط الكهرباء الساقط.
الغضب, لكنه ليس فقط الغضب..بل أيضا رغبه فى التصرف وفقا له.
“حسنا, أنا معكم.”

هناك فى المنزل,شعر ليف دائما كأنه جزء من شئ أكبر من نفسه. حتى الآن,لم يعرف كم اشتاق لذاك الشعور.

“مرحبا بك فى العائلة” يقول كليفر, ويضربه بكفه على ظهره, بقوه حتى يرى النجوم!.