عرض مشاركة واحدة
قديم 05-10-2019, 02:12 AM
المشاركة 3
إمتنان محمود
من آل منابر ثقافية

اوسمتي

  • غير موجود
افتراضي الفصل الثالث
3-ليف

الحفله كبيره, الحفله مُكلفه, الحفله تم التخطيط لها منذ سنوات.

يوجد على الأقل مائتي شخص فى صاله الرقص الكبرى بالنادى الريفى.
ليف حظى باختيار الفرقه,و اختيار الطعام,حتى ألوان أغطيه الطاولات,
أبيض و أحمر كلون فريق سينسيناتى ريدز*.
و اسمه “ليفى جيديديا كالدر” منقوش بالذهبى على مناديل حريريه, ليأخذها
الضيوف كتذكارات.
الحفله كلها لأجله , كل شئ متعلق به, وقد قرر أن يحظى بأفضل وقت فى حياته.
البالغون فى الحفله من الأقرباء وأصدقاء العائله وشركاء والديه فى العمل..
لكن ثمانون من المدعوون على الأقل هم أصدقاء ليف.
يوجد أطفال من المدرسه,من الكنيسه,ومن الفرق الرياضيه المختلفه التى انضم لها.
البعض من أصدقائه شعر بالتأكيد بالغرابه لحضور تلك الحفله.
“لا أعلم ليف !” قالوا,”غريب قليلا, أقصد.. أى نوع من الهدايا من المفترض
أن أُحضر؟”
“لا يجب عليكم إحضار أى شئ” قال لهم ليف, “ لا يوجد هدايا فى حفلات العشور*, فقط تعالو, و احظو بوقت ممتع, أنا أعلم أننى سأفعل”
و بالفعل يحظى بوقت ممتع !.يطلب من كل فتاه دعاها الرقص, و لا واحده ترفض طلبه..
لقد حمله الناس حتى على كرسى و رقصو به حول المكان, لأنه رآهم
يفعلوا ذلك فى احتفال بار متسفا* لأحد أصدقائه اليهود ,بالتأكيد تلك حفله مختلفه للغايه, لكنها أيضا احتفال لبلوغه الثالثه عشر, لذا يستحق أن يتم رفعه على كرسى, اليس كذلك!

يعتقد ليف أن الطعام تم تقديمه مبكرا للغايه,ينظر الى ساعته ليرى أنه قد مرت ساعتان بالفعل, كيف يمر الوقت بهذه السرعه؟
سريعا بدأ الناس بحمل الميكروفون, رافعين كؤوس الشامبانيا, و يبدأوا بتقديم الأنخاب ل ليف..
والديه يصنعو نخب أيضا ,جدته تصنع نخب,عم له لا يعرفه يصنع نخب أيضا:
“إلى ليف, رؤيتك تنمو لتصبح رجلا صالحا كالذى أنت عليه الآن كانت متعه, و أنا أعلم فى قلبى ,أنك ستصنع أشياء عظيمه لكل شخص تلمسه فى هذا العالم”
انه شعور رائع و سحرى, أن يقول العديد من الناس كل هذا الكلام اللطيف عنه.
انه فقط كثير جدا..
لكن بطريقه غريبه.. ليس كافٍ !
يجب أن يكون أكثر,
طعام أكثر, رقص أكثر, وقت أكثر.

انهم بالفعل يُخرجو كعكه عيد الميلاد,الجميع يعلم أن الحفله تنتهى بتقديم
الكعك.
لماذا يُخرجو الكعكه؟ هل حقا انقضى ثلاث ساعات من الحفله؟

ثم يُسمع نخب آخر.. نخب يكاد يُفسد الأمسيه !.
من بين اخوه و اخوات ليف العديدون, ماركوس كان أكثرهم هدوءا طوال
الحفله, على خلاف طبيعته !
ليف كان يجب أن يُدرك حينها أن شيئا ما سيحدث...
ليف, فى الثالثه العشر, هو الأصغر.. و ماركوس, فى الثامنه و العشرين ,الأكبر.
سافر عبر نصف البلاد ليكون هنا, فى حفله عُشور أخيه ..

مع ذلك بالكاد رقص , أو تكلم, أو حتى شارك فى أى مظهر للاحتفال, إنه ثمل أيضا, ليف لم يرى ماركوس ثملا أبدا.
حدث الأمر بعد تقديم الأنخاب الرسميه, بينما يتم تقطيع و توزيع كعكه ليف..
لا يبدأ الأمر كنخب.. بدأ فقط كحوار بين أخين:
“مبروك, أخى الصغير” يقول ماركوس,معانقا له بقوه, يشتم ليف رائحه
الكحول فى أنفاسه,” اليوم أنت رجل, نوعا ما !”
والدهم, جالس على الطاوله الرئيسيه على بُعد بضع أقدام, يضحك ضحكه
مكتومه خافيا توتره.
“شكرا.. نوعا ما” يرد عليه ليف,و ينظر لوالديه..
يترقب والده ما الذى سيحدث لاحقا, تعابير والدتهما المنقبضه تبث التوتر فى
نفس ليف.
يُحدق ماركوس فى ليف, بابتسامه .. لا تحمل أى من المشاعر التى عاده ما
تُصاحب الابتسامات !ويسأله:“ ما رأيك فى كل هذا”
“إنه عظيم”,
“بالتأكيد هو كذلك,كل هؤلاء هنا من أجلك, إنها ليله رائعه , مدهش”
“أجل” يقول ليف,
لا يعرف إلى أين سيؤدى هذا الأمر, لكنه متأكد أنه سيؤدى إلى شئ ما,
“أنا أحظى بأسعد وقت فى حياتى.”
“صحيح بالتأكيد!, أسعد وقت فى حياتك, يجب أن تُجمع كل تلك الأحداث
الحياتيه, كل تلك الحفلات, أعياد الميلاد, الزفاف, الجنازه”
ثم يلتفت لوالدهم,”فعال للغايه, أليس كذلك والدى؟”
“هذا يكفى,” يقول والدهم بهدوء, لكن هذا يجعل ماركوس يُعلى صوته أكثر,:“ماذا؟ أنا ليس مسموح لى بالتكلم عن الأمر؟ آه, صحيح.. هذا احتفال, كدت أنسى”

ليف يريد أن يتوقف ماركوس, لكن فى نفس الوقت يريد أن يسمع ماذا لديه؟.
تقف الأم و تقول بصوت أكثر حزما من الأب:”ماركوس, اجلس, أنت تُحرج
نفسك”.

الآن كل من فى صاله المآدبه توقف عن فعل ما كان يفعله و أصبح مندمجا مع
الدراما العائليه التى تتكشف ببطء,
ماركوس, بعدما حظى على انتباه الصاله !, يمسك بكأس نصف ممتلئ من
أحدهم ,و يرفعه,” هذا لأخى, ليف” يقول ماركوس:” و لوالدينا, اللذان فعلا الشئ الصائب دوما, الشئ الملائم, اللذان أعطا بسخاء لعمل الخير, اللذان أعطا دائما عشره بالمئه من كل شئ لكنيستنا...,يااه, أمى.. نحن محظوظون لأنك حصلتى على عشره أبناء بدلا من خمسه, فلولا ذلك لكنا انتهينا بتقطيع ليف من الخصر!”

شهقات من المتجمعين, اغلبهم يحركوا رؤوسهم برفض, فباله من سلوك مُخزى من الابن الأكبر للعائله !
الآن الأب يأتى و يمسك بذراع ماركوس بشده,” لقد انتهيت,” يقول الأب: ”اجلس”.
يُزيل ماركوس قبضه والده,” أوه سأفعل ما هو أفضل من الجلوس”,

يوجد الآن دموع فى عينى ماركوس بينما يلتفت لأخيه !,
” أنا أحبك, أخى.. و أعلم أن هذا هو يومك المميز. لكن لا أستطيع أن أكون
جزءا من هذا..”
و يقذف بالكأس عرض الحائط, ناثرا جزيئات الكريستال على طاوله البوفيه.
ثم يستدير و يُسرع للخارج فى خطوات واسعه بثقه متماسكه,
حينها يُدرك ليف أن أخيه ليس ثملا, على الإطلاق !.

يُشير والد ليف إلى الفرقه, و يبدأو بالموسيقى قبل حتى أن يخرج ماركوس من الصاله الواسعه.
و يبدأ الناس بملئ الفراغات على أرضيه الرقص, باذلين جهدهم لإخفاء تلك
اللحظه المحرجه.
“أنا آسف يا ليف,” يقول له والده, “ لما لا,, لما لا تذهب للرقص؟”
لكن ليف لا يجد لديه الرغبه فى الرقص بعد الآن.
رغبته فى أن يكون مركز الاهتمام ذهبت بمغادره أخيه.
“أريد التحدث مع القس دان, إن كان لا بأس بهذا”
“بالطبع لا بأس”

القس دان كان صديق للعائله من قبل أن يولد ليف, و كان سهل التكلم معه أكثر من والديه, عن أى موضوع يتطلب الصبر و الحكمه.

صاله المآدبه صاخبه للغايه, مزدحمه للغايه, لذا يذهبا للخارج..عند الفناء المرصوف المطل على ملعب الجولف.
“هل بدأت تخاف؟” يسأله القس دان ,دائما ما عرف الذى يدور بعقل ليف.
ليف يومئ “ اعتقدت أنى مستعد, اعتقدت أنى جاهز”
“انه شئ طبيعى, لا تقلق”
لكن هذا لا يخفف من الإحباط الذى يشعر به ليف ,
كان لديه حياته كلها ليستعد لهذا الأمر, كان يجب أن تكون كافيه !, لقد كان يعلم منذ صغره أنه العُشر ....
(أنت مميز), والديه دائما ما قالا له,(حياتك ستخدم الرب, و البشريه),
لا يذكر عمره حينما فهم ما يعنيه الأمر حقا !

“هل الأولاد فى المدرسه يسببو لك وقتا عصيبا؟”
“ليس أكثر من المعتاد”, يقول له ليف.

انه حقيقى !, طوال حياته, اضطر أن يتعامل مع أولاد يحتقروه, لأن البالغون
عاملوه بتمييز , كان يوجد أولاد لطيفون و أولاد قساه.
تلك هى الحياه !
مع ذلك, لقد أزعجه الأمر حينما يطلقو عليه ألقاب ك”متفكك قذز”, كما لو أنه مثل بقيه هؤلاء الأولاد, الذين وقع آبائهم أمر التفكيك للتخلص منهم !,
لا يمكن أن يكون هذا أبعد عن الحقيقه فى حاله ليف !
إنه فخر و مسره عائلته…
تقديرات ممتازه متواصله فى المدرسه , و( ام فى بى)* فى دورى الناشئين ..
فقط لأنه سيتفكك, لا يعنى هذا أنه متفكك !.
يوجد بالطبع بعض الأعشار* فى مدرسته, لكنهم من ديانات أخرى, لذا لم يشعر ليف أبدا بالقرب من أحدهم.
أعداد الحاضرين للحفله يؤكد على كثره أصدقاء ليف, مع ذلك فهم ليسو مثله على الإطلاق..
سيعيشوا حياتهم فى حاله غير مقسمه,أجسادهم و مستقبلهم .. سيكونوا ملكا لهم.

دائما شعر ليف بالقرب من الرب أكثر من قربه لأصدقائه... أو حتى عائلته !.
غالبا ما تسائل: (هل كون المرء مختاراً يُشعر الشخص بالعزله الشديده, أم أن
هناك خطبا به؟)
“ تراودنى العديد من الأفكار الخاطئه” يقول ليف للقس دان..
“لا يوجد أفكار سيئه, فقط أفكار يجب العمل و التغلب عليها”
“حسنا.. لقد كنت أشعر بالغيره تجاه اخوتى..أظل أُفكر كيف سيفتقدنى فريق البايسبول؟ أعلم أنه شرف لى ان أكون عُشر, لكن.. لا أنفك أفكر لماذا يجب أن يكون أنا؟”
القس دان, الذى دوما كان بارعا فى النظر لأعين الناس, ينظر الآن بعيدا !,
“ لقد كان مُقررا من قبل أن تولد, انه ليس شيئا فعلته أو لم تفعله."
“ الأمر هو .. أنا أعلم العديد من الناس ذوى العائلات الكبيره...”
يومئ القس دان,:”نعم , إنه شائع للغايه هذه الأيام”
“لكن العديد من هؤلاء الناس, لا يتبعوا العشور على الإطلاق, حتى العائلات فى كنيستنا, و لا يلومهم أحد” يقول ليف,
يقاطعه القس :“يوجد أيضا عائلات تضحى بالابن الأول, أو الثانى أو الثالث,
كل عائله يجب أن تتخذ القرار بنفسها, لقد استغرق والداك الكثير من الوقت
لاتخاذ قرار انجابك.”
يومئ ليف دون حماس, مدركا أنه حقيقى, لقد كان “عُشر حقيقى” ..
له خمس أشقاء طبيعين و أخ متبنى, و ثلاثه ستورك,كان ليف واحد من العشره بالظبط.
دائما ما قال له والديه أن ذلك يجعله مميزا أكثر ...
“سأقول لك شيئا, ليف” يقول له القس دان,مقابلا عينيه أخيرا ,وعيناه لامعه كما كانت عينى ماركوس, على شفا الدموع,
” لقد شاهدت كل أخوتك و أخواتك يكبروا.. و مع أننى لا أحب التفضيل, أعتقد أنك الأفضل فيهم من نواح عديده, لا أعلم حتى من أين أبدأ.. هذا هو ما يطلبه الرب, ليس القطفه الأولى من الفاكهه, بل القطفه الأفضل”
“شكرا لك سيدى” ..
كالعاده, كلمات القس دان تجعل ليف يشعر بالتحسن..,
”أنا مستعد لذلك” يقول ليف,و قوله لذلك يجعله يدرك أنه بالرغم من مخاوفه و شكوكه...

هو حقا مستعد, فهذا ما كان يعيش لأجله.
مع هذا, فحفله عشوره تنتهى مبكرا للغاية...

فى الصباح,وجب أن تتناول عائله كالدر الطعام فى غرفه العشاء,بوجود كل المسافرون على الطاوله..كل أخوه و أخوات ليف.
فقط قله منهم مازالو يعيشون بالمنزل,لكن اليوم.. جميعهم أتوا لهذا الفطور, كل واحد فيهم .. ما عدا ماركوس !.

برغم ذلك , فالوضع هادئ جدا..
على غير العاده بالنسبه لمثل هذا التجمع العائلى.. و قعقعه الفضيات على آنيه الخزف تجعل من الأمر أكثر وضوحا.
ليف, مرتديا ملابسه الحريريه البيضاء, يأكل بحذر, حتى لا يترك أى بقع على ملابسه.

بعد الفطور, الوداع طويل, مليئ بالعناق و القبل...إنه أسوأ شئ.
ليف يتمنى أن يتركوه و ينتهوا من هذا الوداع ...
القس دان يصل, بناء على طلب ليف.. و ما أن وصل, تسارعت الوداعات,
فلا أحد يريد أن يضيع وقت القس الثمين !.

ليف هو أول راكب فى سياره والده الكاديلاك.. و بالرغم من عدم محاولته النظر خلفه, إلا أنه عندما شغل والده السياره و بدأ بالتحرك, نظر لمنزله و شاهده بينما يختفى وراءهم...
يُفكر ليف كيف أنه لن يرى هذا المنزل ثانيه... لكنه يدفع تلك الفكره بعيدا.
إنها غير مجديه, لا تساعد, أنانيه.
و ينظر ليف للقس دان الذى يجلس بجانبه فى المقعد الخلفى يراقبه..
و يبتسم القس :”لا بأس يا ليف” ,فقط قوله هذا يجعل منه حقيقه فعلا.
“كم يبعد مخيم الحصاد؟” يسأل ليف أيا من يكن مهتم بالاجابه.
“على بعد ساعه من هنا” ترد والدته
“و .... هل سيفعلوها على الفور؟”
ينظر والديه لبعضهما البعض,” أنا متأكد أنه سيكون هناك جوله توجيهيه”,
يقول والده.
الإجابه المختصره تؤكد لليف أنهم لا يعلمون أى شئ تماما مثله.
عندما بدأوا السير على الطريق السريع,أنزل ليف زجاج نافذته ليشعر بالهواء على وجهه, مغلقاً عينيه ليُعد نفسه.
هذا ما وُلدت لأجله,
انه ما عشت حياتى كلها لأجله.
أنا المختار,
أنا مُبارك,
أنا سعيد.
فجأه يضغط والده على الفرامل بشده,

بعينيه المغلقه, لا يرى ليف سبب توقفهما المفاجئ, فقط يشعر بتباطؤ العربه
الحاد و ضغطه حزام الأمان على كتفه !.
يفتح عينه ليجد أنهم توقفو فى الطريق السريع, أضواء الشرطه تومض, و .. هل كان هذا دوى إطلاق نار؟!
“ما الذى يحدث؟”

هناك, بالتحديد خارج نافذته, يوجد فتى آخر, يكبره ببضع سنوات,
يبدو خائفا... خطيرا.
يُسرع ليف لإغلاق نافذته, لكن قبل أن يفعل, يُدخل الفتى يده و يرفع القفل و يفتح الباب,

ليف متسمرا , لا يعلم ماذا يفعل :“أمى؟, أبى؟” ينادى ليف,
الفتى ذو الجريمه فى عينيه يجر قميص ليف الحريرى, محاولا سحبه خارج
السياره, لكن حزام الأمان يمنع ذلك :“ماذا تفعل؟, دعنى و شأنى”.

تصرخ والده ليف لوالده حتى يفعل شيئا, لكنه عاجز بسبب حزام الأمان !
المجنون يمد يده و بحركه سريعه رشيقه, يفك حزام الأمان من على ليف.
القس دان أمسك بالدخيل, الذى رد بلكمه سريعه, ضربه بالكوع مباشره
للفك السفلى للقس.
صدمه رؤيه هذا العنف تُشتت ليف فى لحظه حاسمه, المجنون يسحبه مجددا, و تلك المره يقع ليف من السياره, مرتطما برأسه على الرصيف...
حينما يرفع رأسه يرى أن والده قد خرج أخيرا من السياره, لكن الفتى المجنون يدفعه بباب السياره بقوه بعيدا.

“أبى..”!, يقع والده أمام مسار سياره قادمه بسرعه,
تنحرف السياره, و الحمد لله تجاوزه, لكن تقطع الطريق على سياره أخرى, مصطدمه بها, تدور تلك السياره دون سيطره, و صوت الحطام يملأ الأجواء.

الفتى يوقف ليف على قدميه,و يمسك بيده و يجره..
ليف كونه فتى صغيرا مقارنه بسنه, و كون هذا الفتى يكبره ببضع سنوات و أضخم منه, لا يمكنه التحرر من قبضته !.

“ توقف” يصرخ ليف,” يمكنك أن تأخذ ما تريد, خذ محفظتى,” يقول هذا بالرغم من أنه لا يملك محفظه !,” خذ السياره, فقط لا تؤذى أحد”
يفكر الفتى فى السياره ..لكن فقط للحظه.
الآن الرصاصات تحلق حولهم.

على الطريق الجنوبى, يوجد رجال شرطه أوقفو المرور على هذا الجانب من
الطريق السريع. و وصلوا للحاجز الفاصل بين الحاره الجنوبيه و الحاره الشماليه.

أقرب شرطى منهم يُطلق مجددا... رصاصه مخدره, تستقر على هيكل الكاديلاك.
الفتى المجنون الآن يُمسك ليف من رقبته فى وضع الخنق, واضعا ليف بينه
و بين الشرطه.

ليف يُدرك أنه لا يريد المال ...
ولا السياره..
هو يريد رهينه !

“ توقف عن المقاومه, لدى مسدس” و يشعر ليف بالفتى يوخزه فى جانبه.

ليف يعلم أنه ليس مسدس.. هو يعلم أنه لا شئ سوى اصبع الفتى !,
لكن من الواضح أن هذا الشخص غير مستقر, وهو بالتأكيد لا يريد استفزازه.

“أنا دون قيمه كدرع بشرى” يقول ليف, محاولا التحدث معه..
” تلك رصاصات مخدره التى يطلقونها, مما يعنى أن رجال الشرطه لن
يهتموا إن أصابونى, فقط سيفقدونى الوعى.”
“الأفضل أن يكون أنت و ليس أنا”

تطير الرصاصات مجاوزه إياهم, بينما ينحرفوا متجنبين المرور.
“أرجوك, أنت لا تفهم, لا تستطيع أخذى الآن, أنا يتم تقديمى كعُشر , سيفوتنى حصادى, ستُفسد كل شئ!”
و أخيرا... لمحه من الإنسانيه تحضر فى عيني المجنون.” أنت متفكك؟”

يوجد مليون شئ ليكون ليف غاضبا بشأنها,مع ذلك يجد نفسه مغتاظاً باللقب الذى أُطلق عليه للتو !:“أنا عُشر!”

بوق سياره يدوى, و يرى ليف حافله تقترب منهم..
قبل أن يحظى أحدهم بفرصه للصراخ, تميل الحافله مبتعده عن الطريق
لتتجنبهم, و تتحطم مقدمتها على جذع شجره بلوط,و تتوقف الحافله كليا...

يوجد دماء على الزجاج الأمامى المحطم,إنها دماء السائق,هو مُعلق فى منتصفه, ولا يتحرك.
“ أوه ,سحقا”, يقول المجنون بنبره انتحاب مريعه.

يلفت انتباه الفتى المجنون, تلك الفتاه التى ترجلت للتو من الحافله..

يُدرك ليف أن الآن ,بينما الفتى مشتتا, هى الفرصه الأخيره التى سيحصل
عليها للهرب !.
هذا الفتى حيوان, و الطريقه الوحيده للتعامل معه هى أن يُصبح ليف حيوانا
بدوره.لذا يُمسك ليف بذراع الفتى التى تحاوط عنقه, و يُغرس أسنانه بكل قوه فكيه حتى تذوق الدم..يصرخ الفتى, و ينفلت ليف من يده, و يسارع ليف بالهرب...جريا نحو سياره أبيه.

بينما يقترب, باب خلفى يُفتح, انه القس دان, يفتح الباب لاستقباله..مع ذلك فالتعابير على وجه الرجل لا تبدو سعيده على الإطلاق...!
بوجه متورم من لكمة الفتى المجنون الوحشية. يقول القس دان همسا و بصوت منخفض غريب,” هب, ليف”
ليف لم يتوقع ذلك !:” ماذا؟”
“اهرب, اهرب لأبعد ما تستطيع بأسرع ما يمكنك. اهرب!”

ليف يقف هناك, عاجزا, غير قادر على الحراك,لا يستطيع فهم هذا,
لماذا يقول له القس دان أن يهرب؟

ثم يأتى ألم مفاجئ فى كتفه,
و كل شئ يبدأ بالدوران و الدوران ...
تدريجيا ,نحو الظلام.
____________________________________
سينسناتى ريدز : فريق بيسبول
العشور : تخصيص عُشر الشى للتبرع به لسبب دينى أو الزام قانونى.
بار متسفا : احتفال يهودى دينى يُقام عند بلوغ الشاب اليهودى ثلاثة عشر عاما.
ام فى بى: أقيم لاعب:MVP: most valuable player
الأعشار: تم اعتبارهم كعشر( واحد من عشره) سيتم التضحيه بهم.