عرض مشاركة واحدة
احصائيات

الردود
4

المشاهدات
2348
 
إمتنان محمود
من آل منابر ثقافية

اوسمتي


إمتنان محمود is on a distinguished road

    غير موجود

المشاركات
56

+التقييم
0.03

تاريخ التسجيل
Sep 2018

الاقامة

رقم العضوية
15674
04-28-2019, 07:06 PM
المشاركة 1
04-28-2019, 07:06 PM
المشاركة 1
افتراضي الفصل الأول (متفكك)
“ لو كان عدد أكبر من الناس متبرعین بالأعضاء, فالتفكیك لم یكن سیحدث
أبدا”
_ الأدمیرال


"قانون الحیاة"
الحرب الأھلیة الثانیة.. تعرف أیضا بحرب "ھیرتلاند", كانت صراع طویل و دموى على قضیھ واحده فقط.
لإنھاء الحرب, مجموعة من التعدیلات الدستوریة عُرفت بقانون الحیاة تم تمریرھا
تلك التعدیلات أرضت جیوش كلا من “أنصار الحیاة” و “أنصار الاختیار”.

ینص قانون الحیاة على :
الحیاة الإنسانیة لا یتم مسھا منذ لحظة الحمل حتى وصول الطفل لعمر الثالثة
عشر.لكن, بین أعمار الثالثة عشر و الثامنة عشر, الوالد قد یختار أن"یقتل" طفلھ بأثر رجعى .. بشرط ألا تنتھى حیاة ذلك الطفل حرفیا.
العملیة التى ینتھى بھا الطفل و مع ذلك یبق حیا تسمى التفكیك.
التفكیك, الآن..ھو سلوك شائع و مقبول فى المجتمع.

الثلاث نسخ
”أنا لم أكن سأصبح ذات أھمیه على أیه حال,لكن الآن.. من وجھه نظر
إحصائیه.., فیوجد فرصة أكبر أن جزء منى سیتجه لیصبح عظیما فى مكان ما
فى العالم .فأنا أُفضل أن أكون عظیما جزئیا على أن أكون عدیم الجدوى كلیا”!..
_سامسون وارد

( كونر )
“یوجد أماكن تستطیع الذھاب إلیھا”, تُخبره (آریانا) ,
“و شخص فى ذكائك لدیھ فرصھ جیدة للنجاه حتى الثامنة عشر”!
كونر لیس متأكد تماما, لكن النظر إلى عینى آریانا یجعل شكوكه تذھب بعیدا.. و
إن كان للحظه.
عیناھا بلون البنفسج بخطوط رصاصیه.. یالھا من عبدة للموضة ! دائما تحصل على أحدث حقن الصبغات ما أن تكون صیحه.
كونر لم یكن یوما كذلك... دائما أبقى عیناه باللون الذى جاءا به.. البنى.
حتى أنه لم یحصل على وشوم,كالتى یحصل علیھا العدید من أطفال تلك الأیام
فى صغرھم!...
اللون الوحید الذى على بشرته ھو السمار الذى تأخذة من شمس الصیف, لكن
الآن, فى نوفمبر.. تلك السمره اختفت منذ أمد.
یحاول ألا یُفكر فى حقیقھ أنه لن یرى ذلك الصیف مجددا,على الأقل لیس ك"كونر لاستر" .. مازال لا یصدق أن حیاته تُسرق منه فى عمر السادسة عشر!..
عینى آریانا البنفسجیه تلمع بامتلائھما بالدموع.. التى تنسال على خدیھا
حینما ترمش .
"كونر, أنا أسفه جدا"...و تحضنه...
للحظه یبدو كل شئ بخیر, كأنھما وحدھما على الأرض, لتلك اللحظه شعر كونر بأنه لا یُقھر, لا یُمس..لكنھا تتركه.
تمر اللحظه,و العالم یعود من حوله!..

مره أخرى یشعر بطنین الطریق السریع أسفلھم, بینما تمر السیارات.. غیر مدركه أو مھتمه بوجوده ھناك! مره أخرى ھو فقط فتى مؤَشر, ینقصه أسبوع,..على التفكك.
تلك الأشیاء الناعمه الملیئه بالأمل التى تقولھا آریانا لا تساعد الآن, بالكاد یسمعھا
من اندفاع السیارات.
ھذا المكان الذى یختبئان فیه من العالم, ھو أحد تلك الأماكن الخطیره التى تجعل
البالغین یھزو رؤوسھم, ممتنین أن أبنائھم لیسو أغبیاء بما یكفى لیتسكعو على
حافه معبر على الطریق سریع.!
لكونر, الأمر لیس متعلق بالغباء, أو حتى التمرد..الأمر یتعلق بالشعور بالحیاة,
فالجلوس على تلك الحافه, مختبئا وراء إشاره الخروج ھو أكثر مكان یشعر فیه
بالراحه ..
بالتأكید,خطوه واحده خاطئه و یصبح مقتولا على الطریق.
لكن بالنسبه لكونر.. الحیاة على الحافه, ھى الوطن.
لم یُحضر أى فتیات أخریات ھنا, مع أنه لم یخبر آریانا بذلك.
یغلق عینیه, لیشعر بتذبذبات الطریق, كأنھا تنبض فى عروقه.. كجزء منه.
كان ھذا المكان دوما مكان جید للھرب من شجاراته مع والدیه, أو حینما یشعر
انه یغلى..
لكن الآن, كونر یتعدى الغلیان, یتعدى حتى الشجار مع والده أو والدته!
لا یوجد ما یتشاجر حوله ,لقد وقع والدیه الأمر .. انھا صفقه منتھیه!
“یجب أن نھرب” تقول آریانا:“ لقد سئمت كل شئ أیضا, عائلتى, المدرسة.. كل
شئ, قد أصبح آوول* ولا أنظر خلفى أبدا”
كونر یتمسك بالفكره, فكره أنه سیصبح آوول وحده ترعبه!, ھو قد یصطنع
خارجیا واجھه قویه... قد یتصرف كفتى سئ فى المدرسه.. لكن الھروب وحده؟
لا یعلم حتى إن كان یمتلك الشجاعھ ؟ !
لكن لو أتت آریانا فھذا مختلف, ھذا لیس .. وحده.
"ھل تعنین ذلك؟", آریانا تنظر إلیه بعینیھا الساحرتان,
”بالتأكید, بالتأكید أعنى ذلك, ممكن أن أترك ھذا المكان, لو طلبت منى ذلك”
كونر یعلم ان ھذا شئ مھم, الھرب مع متفكك... ھذا التزام, حقیقه أنھا قد تفعلها تحركه بما یفوق الوصف, یُقبلھا..
و بالرغم من كل شئ یحدث فى حیاته, كونر یشعر فجأه أنه أكثر إنسان محظوظا فى العالم..
تبتسم فى وجھه:" آوول... ماذا تعنى على أیھ حال؟"
"انھ مصطلح عسكرى قدیم او شئ مشابھ," یقول كونر:" انھا تعنى غائب بدون
عذر”
فكرت آریانا فى الأمر,”ھمم بل أقرب الى عائش دون محاضرات”
أخذ كونر بیدھا, و حاول بصعوبه ألا یضغط علیھا بشده...قالت أنھا ستذھب لو
طلب منھا!..
فقط الآن أدرك انه لم یطلب منھا بعد..
"ھلا أتیتى معى ,آریانا؟"
تبتسم آریانا و تومئ : “بالتأكید, بالتأكید سأفعل.”
__________________________________________________ _____

والدى آریانا لا یعجبھم كونر, (عرفنا دائما أنھ سیكون متفكك ) , یكاد یسمعھم
یقولون ذلك, (كان یجب علیك البقاء بعیدا عن ذاك الفتى ,فتى لاستر!) فهو لم یكن یوما (كونر) لدیھم, كان دائما (فتى لاستر).
لأنھ كان یدخل و یخرج من المدارس التأدیبیھ یعتقدوا أن لدیھم الحق فى الحكم
علیھ..مع ذلك, حینما یمشى معھا تلك الظھیره... یقف بمسافھ عن باب منزلھا,
مختبئا خلف شجره بینما تدخل.قبل أن یتجھ للمنزل, یفكر كیف أن الاختباء سیصبح منذ الآن, طریقھ للحیاة لكلیھما.
_________________________________________
(المنزل)

كونر یتسائل كیف یمكن أن یطلق على ھذا المكان الذى یعیش فیھ " منزل" ؟,
فى حین أنھم على وشك طرده, لیس فقط من المكان الذى ینام فیھ, لكن أیضا من
قلوب ھؤلاء اللذین من المفترض أن یحبوه!
والده یجلس على كرسى, یشاھد الأخبار بینما یدخل كونر: مرحبا, والدى..
یشیر والده إلى بعض المذابح العشوائیھ فى الأخبار: “المصفقون مجددا.”
”ماذا ضربو ھذه المره؟”
“ لقد فجرو أسطول بحرى قدیم شمال مول آكرون”
“ھممم” یقول كونر:” و تعتقد أنھ سیكون لدیھم ذوق أفضل”
“لا أجد ذلك طریفا”!
والدى كونر لا یعلمان بمعرفتھ أنھ سیصبح متفكك ,لم یكن من المفترض أن
یكتشف... لكن كونر كان دائما جید فى تحرى الأسرار.
منذ ثلاثھ أسابیع, بینما كان یبحث عن دباسھ فى مكتب والده وجد تذاكر طیران
للباھاماس, سیذھبون لرحلھ عائلیھ فى عید الشكر..لكن,یوجد مشكلھ واحده!
وجد فقط ثلاث تذاكر,والده, والدتھ, أخیھ الصغیر ..
لا یوجد تذكره له!
فى بادئ الأمر اعتقد ان التذكره فى مكان آخر, لكن كلما فكر فى الأمر , كلما بدا
الأمر خاطئا!
لذا بدأ كونر بالتعمق فى البحث بینما والدیھ خارج المنزل, و وجده,أمر التفكیك.
تم توقیعھ بالطریقھ الثلاثیھ القدیمھ,
النسخھ البیضاء كانت مختفیھ بالفعل.. مع السلطات,
النسخھ الصفراء ستصاحب كونر للنھایھ ,
و النسخھ الوردیه ستبقى مع والدیھ كدلیل على ما فعلاه ..
ربما سیبروزوھا و یعلقوھا بجانب صورتھ فى الصف الأول!
التاریخ على الورقھ كان الیوم الذى یسبق رحلھ الباھاماس, سیكون فى طریقھ
لیتفكك, و ھم سیذھبو فى رحلھ لیشعرو بالتحسن بخصوص ھذا الأمر!..
عدم عدالھ الموضوع جعل كونر یرید أن یكسر شیئا .. جعلھ یرید أن یكسر العدید من الأشیاء ..لكن لم یفعل! لمره, تحكم بأعصابھ,
و بجانب بعض القتالات المدرسیھ التى لم تكن خطأه ..
أبقى مشاعره مخفیھ .. أبقى ما عرفھ لنفسھ.

الجمیع یعلم أن أمر الفك غیر رجعى..فالصراخ و الشجار لن یغیروا شئ! علاوه على ذلك.. فقد وجد فى معرفھ سر والدیه سُلطه ما .
الآن الضربات التى یستطیع أن یوجھھا لھم أكثر فعالیھ بكثیر.
مثل الیوم الذى أحضر ورود لوالدتھ, و بكت لساعات..
مثل درجه جيد جدا التى حصل علیھا فى امتحان العلوم, أفضل علامھ حصل
علیھا فى العلوم, أعطاھا لوالده, الذى نظر إلیھا و اختفى اللون من وجھھ.
“أترى یا والدى, درجاتى تتحسن, فى نھایھ الفصل الدراسى قد أستطیع أن أرفع
علاماتى الى الامتياز
بعد مرور ساعھ, كان والده جالسا على كرسى ممسكا بورقھ الاختبار, محدقا فى
الحائط, بوجھ خالِ من التعابیر!..

حافز كونر كان بسیط: اجعلھم یعانوا,اعلِمھم لبقیھ حیاتھم مدى فظاعھ الخطأ
الذى ارتكبوه.
لكن , لم یكن ھناك حلاوه لانتقامھ...
الآن...بعد ثلاثھ أسابیع من تذكیرھم بما فعلوه, لم یشعر بالتحسن أبدا.
رغما عن نفسھ, بدأ یشعر بالسوء على والدیھ, و ھو یكره شعوره بتلك الطریقھ.
"ھل فوتَ العشاء؟"
والده لا ینظر بعیده عن التلفاز:” تركت أمك طبقا لك ”
یتجھ كونر للمطبخ, و فى منتصف طریقھ یسمع : “كونر”
یلتفت لیرى والده ینظر إلیھ,لا ینظر فقط بل یحدق...
(سیقول لى الآن) یفكر كونر,(سیقول لى أنھم وقعو الأمر, و ینھارو بكاءا,
و سیبدأ فى التحدث عن مدى أسفھ لھذا الأمر كلھ)
إن فعل, كونر ربما یقبل اعتذاره, ربما حتى یسامحھ !

ثم یخبره انھ لا یخطط أن یكون موجودا ھنا حین تصل شرطھ الأحداث لیأخذوه بعیدا..
لكن فى النھایھ, كل ما قالھ والده ھو :”ھل أوصدت الباب حین دخلت؟”
“سأفعل الآن”
و ذھب كونر لیوصد الباب, ثم ذھب لغرفتھ.
لیس جائعا بعد الآن لأیا ما كان الذى تركتھ لھ والدتھ....

فى الثانیھ صباحا اكتسى كونر بالسواد, و ملأ حقیبھ ظھرة بالأشیاء المھمھ
بالنسبھ لھ, مازال لدیھ مساحھ لثلاث غیارات أخرى ,..
یجد الأمر مذھل,حین یأتى الأمر لذلك ,كیف أن أشیاء قلیلھ فقط تستحق الأخذ.

ذكریات غالبا ...
تذكارات بالوقت قبل أن تصبح الأمور بھذا السوء بینھ و بین والدیھ, بینھ و بین بقیھ العالم!
استرق النظر الى غرفھ أخیھ, و فكر فى إیقاظھ لیقول وداعا ثم عدل عن ذلك ,
لیست فكرة جیدة.
بصمت تسلل خلال اللیل, لا یستطیع أخذ دراجتھ,لأنھ أوصلھا بجھاز تعقب.
فھو لم یحسب للحظھ أن سارق دراجتھ قد یكون ھو..مع ذلك فآریانا لدیھا دراجات لكلیھما.
منزل آریانا یبعد عشرون دقیقھ مشیا لو أخذ الطریق المعتاد .
أحیاء ضواحى أوھیو لا تملك شوارع فى خطوط مستقیمھ,لذا یأخذ الطریق المباشر, عبر الغابة و یصل ھناك فى عشر دقائق.
الأنوار فى منزلھا مطفأه.. ھو توقع ذلك, سیكون مثیر للریبھ لو بقت مستیقظھ
طوال اللیل,الأفضل أن تدعى انھا نائمھ, حتى لا تثیر الشكوك!
یحافظ على المسافھ بینھ و بین المنزل..
فناء المنزل و الشرفھ الأمامیھ مزودین بأضواء حساسھ للحركھ تضئ حینما
یتحرك أى شئ فى مداھا,غرضھا أن تخیف الحیوانات البریھ و المجرمین ,
والدى آریانا مقتنعین أن كونر من ضمن الفصیلتین.
یُخرج ھاتفھ و یطلب الرقم المألوف لدیھ .
من حیث یقف فى الظلال, فى طرف فناء المنزل الخلفى, یستطیع سماع ھاتفھا

یرن فى غرفتھا بالدور العلوى.
یغلق الخط بسرعھ و یغوص أبعد فى الظلال, خوفا أن یكون والدیھا ینظران من
نافذتھما
)فى ماذا تفكر؟ آریانا كان یجب أن تترك ھاتفھا على وضع الاھتزاز(!..
یتحرك بحركھ قوسیھ واسعھ حول طرف الفناء الخلفى, واسعھ بما یكفى حتى لا
تثیر الأضواء, بالرغم من إضاءه أحد الأضواء حین یدوس على الشرفھ
الأمامیھ..فقط غرفھ نوم آریانا تواجھ ھذا المكان
تأتى للباب بعد عده دقائق, فاتحھ إیاه لیس واسعا بما یكفى لتخرج ولا لیدخل
كونر...
"مرحبا, ھل انتى مستعده؟" یسأل كونر ,
من الواضح انھا غیر مستعده, ترتدى رداء فوق بیجاما من الستان ,
"أنتى لم تنسى.. ألیس كذلك؟”
“لا, لا, لم أنس”
“اذا فلتسرعى, كلما أسرعنا بالخروج من ھنا كلما كنا فى وضع متقدم قبل أن
یعرف أحد باختفائنا”..
“كونر.. “ تقول آریانا:”الأمر أنھ,”...
و الحقیقھ تكمن ھنا مباشرة,فى صوتھا, فى الطریقھ التى تجد بھا الصعوبھ حتى
فى نطق اسمھ.
رجفھ الاعتذار تتعلق فى الھواء كالصدى, لیس علیھا أن تقول أى شئ بعد
ذلك,لأنھ یعلم!,لكن یتركھا تقولھا على أیھ حال, لأنھ یرى كیف أن الأمر صعب
علیھا, و ھو یریده أن یكون كذلك, یریدة أن یكون..أصعب شئ تفعلھ فى حیاتھا.
“كونر, أنا حقا أرید الذھاب, حقا.. لكنھ فقط وقت سئ بالنسبھ لى, اختى
ستتزوج, و انت تعلم انھا اختارتنى لأكون وصیفتھا .. ثم ھنالك المدرسھ”
“انتى تكرھى المدرسھ, قلتى انك ستتركى الدراسھ حین تصبحى فى السادسھ
عشر”
“تجریب شئ أخر, یوجد فرق”
“اذا, لن تأتى ؟”
“أرید ذلك, حقا أرید أن آتى معك... لكن لا أستطیع”
“ “اذا فكل شئ تكلمنا عنھ كان مجرد كذب
“لا” قالت آریانا:” لقد كان حلم.. و الواقع وقف فى طریقنا, ھذا كل ما فى الأمر ,
و الھرب بعیدا لا یحل شئ”!..
“ الھرب بعیدا ھو الوسیلھ الوحیده لإنقاذ حیاتى” و یخفض صوتھ ھمسا.., “أنا
على وشك أن التفكك فى حالھ نسیتى الأمر”.
تلمس خده بلطف: “أنا أعلم , لكن أنا لا”!...
یضئ نور أعلى الدرج, و غریزیا تغلق آریانا الباب مسافھ بضع بوصات..
"آرى؟" یسمع كونر والدتھا تقول:" ما الأمر؟ ماذا تفعلین عند الباب؟ ,"
یبتعد كونر عن مسار رؤیتھا, و تلتفت آریانا و تنظر لأعلى السلالم,
"لا شئ یا أمى, اعتقدت أنى رأیت قیوط* من نافذتى و أردت أن أتأكد أن القطط
لیست بالخارج, ".
“القطط بالأعلى عزیزتى ,اغلقى الباب و ارجعى للنوم”
“اذا أنا قیوط !”, یقول كونر
“ششش, تقول آریانا بینما تغلق الباب تاركھ فتحھ ضئیلھ, و كل ما یستطیع رؤیتھ
ھو زاویھ وجھھا و عین بنفسجیھ واحده,“
“سوف تھرب, أنا أعلم أنك ستفعل, اتصل بى عندما تكون فى مكان آمن.”
ثم تغلق الباب.

یقف كونر لأطول وقت, حتى تنطفئ أضواء حساسات الحركھ..فكونھ وحیدا لم
یكن جزءا من خطتھ, لكن أدرك انھ كان یجب أن یكون !
فمنذ اللحظھ التى وقَع والدیھ تلك الأوراق,
كونر كان وحیدا.

لا یستطیع أن یستقل القطار, ولا الحافلھ,بالتأكید لدیھ ما یكفى من المال,
لكن لا شئ سیتحرك قبل الصباح, و حینھا.. سیبحثوا عنھ فى كل الأماكن
المحتملھ.
فالھاربون من التفكیك شائعین جدا فى تلك الأیام, لدرجھ أنھم خصصو فرق
كاملھ من شرطھ الأحداث مختصھ فقط بإیجادھم .
فالشرطھ حولت الأمر إلى فن!
ھو یعلم أنھ سیقدر أن یختفى فى المدینھ, یوجد العدید و العدید من الأوجھ ,
أنت لا ترى نفس الوجھ مرتین.!
و یعلم أنھ قد یختفى فى الریف أیضا, حیث الناس قلھ و متباعدین عن بعضھم.
قد یُنشئ ملجأ فى حظیره قدیمھ ولا أحد سیفكر بالنظر.
لكن حینھا أدرك كونر شیئا ,
الشرطھ بالتأكید فكرت فى تلك الأمور, بل من المحتمل أنھم جعلو كل الحظائر
القدیمھ كأفخاخ الفئران, تصطاد الأطفال شاكلتھ..
أو ربما ھو فقط یعانى من الشك المفرط!
لا, كونر یعلم أن موقفھ یستدعى الحذر, لیس فقط اللیلھ.. لكن للسنتان القادمتان ,!و ما أن یصبح فى الثامنھ عشر, فلا منزل لدیھ ..
بالتأكید یمكنھم حبسھ فى السجن , لكن لا یستطیعو تفكیكھ.
النجاه لتلك الفتره ھى الخدعھ...

بالقرب من الطریق السریع یوجد استراحھ تقف فیھا الشاحنات طوال اللیل..
ھناك حیث یذھب كونر.
یحسب أنھ سیستطیع أن ینسل فى صندوق احد الشاحنات ذات الثمانیة عشر
عجلھ, لكن سرعان ما یدرك أن سائقى الشاحنات یبقو صنادیقھم مقفولھ.
یشتم نفسھ لعدم تفكیره مسبقا ملیا ووضع ذلك فى الحسبان!..
فالتفكیر مسبقا لم یكن یوما أحد نقاط قوه كونر, لو كان, فغالبا لم یكن سیدخل فى
المواقف العدیده التى أصابتھ كالطاعون على مدار السنوات السابقھ ..
مواقف جعلتھ یحصل على تصنیفات ك" مضطرب" و " فى خطر", و أخیرا
التصنیف النھائى .. متفكك!
یوجد حوالى عشرون شاحنھ مصفوفھ, و عشاء مُضاء بقوه حیث یتناول الطعام
دستھ من سائقي الشاحنات.
انھا الثالثھ و النصف صباحا ,
فالسائقون على ما یبدو لدیھم ساعتھم البیولوجیھ الخاصھ!.
كونر یشاھد و ینتظر,ثم على حوالى الساعھ الرابعھ إلا ربع ..
دخلت سیارة دوریھ بصمت فى موقف الشاحنات.
لا أنوار.. لا صافره انذار ..
ببطئ تلف الموقف كسمكھ قرش تستعد للھجوم.
كونر یعتقد أن بإمكانھ الاختباء.. ھذا حتى یرى سیاره دوریھ أخرى تركن..
یوجد أضواء عدیده فى الموقف, فلا یمكن لكونر أن یختبئ فى الظلال ,
و لا یستطیع أن یفر دون أن یتم رؤیتھ فى ضوء القمر الساطع!
سیاره دوریھ تقترب من نھایھ الموقف...
بعد ثانیھ مصابیحھا الأمامیھ ستكون على كونر,
یتدحرج أسفل أحد الشاحنات.. و یدعو ألا تكون الشرطھ قد لمحتھ,
یشاھد بینما عجلات سیاره الدوریھ تدور ببطء و تتجاوزه .

على الناحیھ الأخرى من الشاحنھ ذات الثمانیھ عشر عجلھ, سیاره الدوریھ الثانیھ
تمر فى الاتجاه المعاكس ,
(ربما ھذا تحقق روتینى), یفكر كونر, ( ربما ھم لا یبحثو عنى), كلما یفكر فى
الأمر,كلما أقنع نفسھ أنھ صحیح.
لا یمكن أن یعلموا أنھ قد ذھب بالفعل ,!
والده ینام كجذع شجره, و والدتھ لا تطمئن علیھ فى اللیل بعد الآن.
مع ذلك, فسیارات الشرطھ تدور...
من موقعھ أسفل الشاحنھ, كونر یرى باب السائق لشاحنھ أخرى یُفتح.. لا, انھ
لیس باب السائق,انھ باب غرفھ النوم الصغیره وراء كابینھ السائق..
و یخرج السائق, یتمدد, و یتجھ ناحیھ حمامات الموقف, تاركا الباب مفتوحا!
یتخذ كونر قرار فى أقل من اللحظھ, و یسرع كالطلقھ من مكان اختبائھ,
نحو تلك الشاحنھ..

تنزلق الحصوات الناعمھ تحت قدمیھ بینما یركض, لم یعد یعرف أین توجد سیاره الشرطھ, لكن لا یھم..
لقد ألزم نفسھ بتلك القرارات, و یجب أن یعرف نھایتھا!
بینما یقترب من الباب, یرى مصابیح أمامیھ تدور, على وشك أن تلتفت نحوه,
یفتح باب غرفھ نوم السائق ,
یسرع بنفسھ فى الداخل ,
و یسحب الباب وراءه...
یجلس على سریر_لیس أكبر من سریر أطفال_ و یلتقط أنفاسھ ..
ما ھى خطوتھ التالیھ؟
سیعود السائق ,...
كونر لدیھ خمس دقائق إن كان محظوظا ,
و دقیقھ واحده إن لم یكن!..
ینظر أسفل السریر, یوجد مساحھ ھناك حیث یمكنھ الاختباء, لكنھا محجوزه
بحقیبتین ضد المطر ممتلئتان بالملابس .. یمكن أن یسحبھم, یحشر نفسھ و
یعیدھم لوضعھم أمامھ.. السائق لن یعرف أنھ ھناك! .
لكن قبل حتى أن یحرك الحقیبھ الأولى, ینفتح الباب...
كونر یقف ھناك .. غیر قادر على التصرف بینما یمد السائق یده للوصول
لمعطفھ.. و یراه.
"ووه, من أنت؟ و ماذا تفعل ھنا فى شاحنتى بحق الجحیم؟ ,"
سیاره شرطھ تحركت ببطء خلف السائق,
“أرجوك”, یقول كونر بصوت حاد كالذى كان لدیھ قبل أن ینضج صوتھ..
"أرجوك لا تخبر أحد, یجب أن أخرج من ھذا المكان ,"

یفتح حقیبتھ , و یتحسس بداخلھا, و یسحب رزمھ من النقود من محفظتھ
”أترید نقود؟ لدى نقود, سأعطیك كل ما لدى”...
“لا أرید نقودك”, یقول السائق.
“حسنا... ماذا اذا ؟” !
حتى فى الضوء الخافت... فلابد أن السائق یستطیع رؤیھ الذعر فى عینى
كونر, لكنھ لا یقول شیئا!..
“أرجوك”, یقول كونر مجددا, “سأفعل أى شئ تریده ..”
ینظر إلیھ السائق بصمت للحظھ أخرى..
"أھذا صحیح؟" یقول أخیرا... ثم یخطو بالداخل و یغلق الباب وراءه ..
أغلق كونر عینیھ, لا یملك الجرأه على التفكیر فى ما ورط نفسھ للتو!..

یجلس السائق بجانبھ," ما اسمك؟, "
"كونر" ...ثم یدرك متأخرا, كان یجب أن یقول اسما مزیفا !
یحك السائق ما یتبقى من لحیتھ و یفكر للحظھ..
”دعنى أُریك شیئا, یا كونر”
یمد یده فوق كونر و یمسك, دون كل الأشیاء أوراق كوتشینھ من كیس متدلى
بجانب السریر:" ھل رأیت ھذا من قبل؟ ,"
یأخذ السائق الأوراق فى ید و یخلطھم بمھاره بالید الأخرى.." جید جدا, ألیس
كذلك؟ "
كونر, لا یعرف ماذا یقول ,فقط یومئ برأسھ! ...
“ماذا عن ھذا؟...”
و یأخذ السائق أحد الورقات و بخفھ ید یخفیھا فى الھواء..ثم یمد یده و یسحب
الورقھ من جیب كونر ," أیعجبك ھذا؟"
كونر یُخرج فقط ضحكھ متوتره..
“حسنا, تلك الخُدع التى رأیتھا للتو..” یقول السائق..," لست أنا من فعلھم"
"أنا .. لا أعلم ماذا تقصد؟ .."
یسحب السائق كمھ لیكشف أن ذراعھ التى صنعت الخدع كانت موصولھ بجزء لا ینتمى إلیھا عند المرفق.
“منذ عشر سنوات, نمت على المقود” یقول لھ السائق.., "حادثھ كبیره, فقدت
ذراع و كِلیھ و بعض الأشیاء الأخرى. مع ذلك حصلت على أعضاء جدیده, و
نجوت."
ینظر كونر الى یدیھ, و الآن یستطیع رؤیھ أن الید التى قامت بالخدع مختلفھ قلیلا
عن الید الأخرى ,
ید السائق الأخرى لدیھا أصابع سمیكھ, و لونھا أقرب لأسود الزیتون!
“اذا", یقول كونر:" لقد تم توزیع ید جدیده علیك,"

یضحك السائق على ذلك, ثم یصمت لدقیقھ, ناظرا لیده المستبدلھ..
"تلك الأصابع تعرف أشیاء بقیھ جسدى لا یعرفھا..! ذاكره عضلیھ, ھذا ما
یطلقوه علي الأمر,و لا یمر یوم دون أن أتسائل ما الأشیاء الأخرى الرائعھ التى
عرفھا ذاك الفتى قبل أن یُفكك, أیا من كان." !
وقف السائق...
"أنت محظوظ لأنك أتیت إلى, یوجد سائقون ھناك سیأخذو ما لدیك لتعرضھ, و
یسلموك للشرطھ على أیھ حال”.!
“و أنت لست كذلك؟” ..یقول كونر,
“لا, لست كذلك" و یمد یده_یده الأخرى_ و یصافحھا كونر.
"جوسیاس ألدریدج", یقول السائق:”سأتجھ شمالا من ھنا, یمكنك أن تركب معى
حتى الصباح.”
ارتیاح كونر كبیر جدا لدرجھ أنھ أخرج ما فى صدره من ھواء, لا یمكنھ
حتى أن یقول شكرا!
“ھذا السریر ھنا لیس الأكثر راحھ فى العالم", یقول ألدریدج:" لكنھ سیفى
بالغرض, فالتحظى ببعض الراحھ, على فقط أن أذھب لأفرغ معدتى, بعدھا
سننطلق فى طریقنا ,”
ثم یُغلق الباب و یستمع كونر إلى وقع أقدامھ متجھا إلى الحمام.
أخیرا... كونر یتخلى عن حذره و یشعر بإجھاده.
السائق لم یعطھ وجھھ محدده... فقط إتجاه,
و كان ھذا مناسبا,الشمال,الجنوب, الشرق, الغرب ,
لا یھم مادام بعیدا عن ھنا.
أما بالنسبھ لحركتھ القادمھ,فعلیھ أولا أن یجتاز تلك الحركھ قبل أن یفكر فى ما
سیأتى لاحقا!.
بعد دقیقھ, بدأ كونر ینعس, حتى سمع الصیحات من الخارج...
“نحن نعلم أنك بالداخل! اخرج الآن و لن تتأذى”!
انھار قلب كونر ,
من الواضح أن جوسیاس ألدریدج صنع خدعھ أخرى,جعل كونر یظھر من
العدم للشرطھ, أبراكادابرا.
بانتھاء رحلتھ قبل أن تبدأ, یفتح كونر الباب و یرى ثلاث رجال شرطھ
یصوبون أسلحتھم..
لكنھم لا یصوبون نحوه.
فى الواقع, ظھورھم ھى ما یواجھھ.!..
عبر الطریق, باب كابینھ الشاحنھ التى كان یستلقى تحتھا منذ دقائق انفتح.
و یخرج فتى من وراء مقعد السائق الشاغر... یدیھ مرفوعھ فى الھواء.
كونر یعرفھ على الفور, إنھ فتى یعرفھ من المدرسھ, آندى جایمسون.
(إلھى, ھل آندى سیتم تفكیكھ أیضا؟)
یوجد نظره رعب فى وجھ آندى, لكن ما ورائھا.. ھو شئ أسوأ بكثیر,
نظره ھزیمھ ساحقھ..
ھنا یُدرك كونر حماقتھ ...
كان متفاجئا جدا بھذا التحول فى الأحداث لدرجھ أنھ مازال یقف ھكذا,مكشوفا
لأى شخص.!
حسنا.. لم تره الشرطھ,
لكن لیس آندى, ھو یلمح كونر و یستمر فى تحدیقھ, فقط للحظھ..و فى تلك
اللحظھ, یحدث شئ استثنائى!
نظره الیأس على وجھ آندى فجأه تُستبدل بتصمیم فولاذى یقترب من الانتصار.
بسرعھ یُحول نظره بعیدا عن كونر و یأخذ بضع خطوات قبل أن تمسكه الشرطھ ..

بضع خطوات بعیداً عن كونر ..
حتى یظل رجال الشرطھ فى مواجھتھ...
ظھورھم لكونر!...
آندى رآه و لم یفضحھ.. إن لم یملك آندى أى شئ بعد ھذا الیوم, فعلى الأقل
سیحظى بھذا الانتصار الصغیر.
یبتعد كونر لیختفى فى ظلال الشاحنھ, و ببطء یُغلق الباب.
بالخارج, بینما تأخذ الشرطھ آندى بعیدا.. یستلقى كونر, و دموعھ تسقط من
حیث لا یدرى, فجأه مثل أمطار الصیف !
لا یعلم على من یبكى,على آندى,على نفسھ,على آریانا.و عدم معرفتھ یجعل
بكاؤه أشد انھمارا..
بدلا من أن یمسح دموعھ,فقط یتركھا لتجف على وجھھ كما اعتاد أن یفعل
عندما كان طفل صغیر.
حینما كانت الأشیاء التى یبكى علیھا تافھھ لدرجھ أنھ سیتم نسیانھا بمجئ
الصباح.!
السائق لا یعود للاطمئنان علیھ, كونر یسمع صوت المحرك یشتعل, و یشعر
بالشاحنھ تبدأ فى التحرك ..
و حركھ الطریق السلسھ تھدھده للنوم.
یوقظ كونر من نومھ العمیق جرس ھاتفھ ...
یحارب وعیھ.. یرید العوده للحلم الذى كان یراوده!..
كان عن مكان ھو متأكد أنھ زاره من قبل, بالرغم من أنھ لا یتذكر تحدیدا
متى كان ذلك ؟.
كان فى كوخ على الشاطئ مع والدیھ, قبل أن یُولد أخاه الصغیر ,
علقت قدم كونر فى لوح قدیم على الشرفھ و مسكت فى شِباك عنكبوت سمیكھ
جدا... كان ملمسھم كالقطن.
صرخ و صرخ كونر...
من الألم, و الرعب من العنكبوت الضخم الذى كان یعتقد أنھ سیأكل قدمھ ..
مع ذلك, كان حلما جیدا, ذكرى جمیلھ.. لوجود والده ھناك لتحریره و حملھ
للداخل. حیث ضمدا قدمھ و أجلساه بقرب النار و أعطوه عصیر تفاح ذو نكھھ
قویھ, مازال یستطیع تذوق طعمھ حینما یفكر بھ!
والده أخبره قصھ لم یعد یتذكرھا, لكن لا بأس... لم تكن القصھ مھمھ ,
بل كانت نبره صوتھ.. دندنھ جھوریھ ناعمھ, مثیره للراحھ كالأمواج المنكسره
على الشاطئ .
كونر الصغیر شرب التفاح و مال بظھره على والدتھ و ادَعى انھ غرق فى
النوم..., لكن ما كان یحاول أن یفعلھ حقا ھو أن یتحلل فى تلك اللحظھ ..
و یجعلھا تدوم للأبد...
فى الحلم, لقد تحلل بالفعل ...
وجوده بأكملھ تدفق فى كوب التفاح,و والداه وضعاه برفق على الطاولھ ,
قریبا بما یكفى من النار لابقاءه دافئا دائما...للأبد...
أحلام غبیھ, حتى الجمیل منھا سئ ... تُذكرك بمدى حقاره واقعك.!
ھاتفھ یرن مجددا, مطاردا بعیدا أواخر الحلم.. كونر یكاد یرد علیھ.
غرفھ نوم الشاحنھ مظلمھ للغایھ... فلا یدرك على الفور أنھ لیس فى سریره !
الشئ الذى یُنقذه ھو أنھ لا یستطیع إیجاد ھاتفھ, و یجب علیھ أن یضئ
الأنوار..
حینما یجد حائط مكان وجود منضدتھ, یُدرك أن تلك لیست غرفتھ..
یرن الھاتف مجددا ,
ھنا یأتى كل شئ لعقلھ, و یتذكر أین ھو ...
یجد ھاتفھ فى الحقیبھ... المتصل ھو والده.
اذا الآن والداه یعرفان باختفاءه, ھل یعتقدان حقا أنھ سیرد على الاتصال؟
ینتظر حتى یأخذ البرید الصوتى المكالمھ, ثم یُغلق الھاتف.
ساعتھ تقول أن الساعھ السابعھ و النصف صباحا, یفرك النوم من عینیھ ,
و یحاول أن یحسب الى أى مدى ابتعد.
الشاحنھ لا تتحرك, لكنھم قد سافرو مائتى میل على الأقل بینما كان نائما ...
تلك بدایھ موفقھ.
یوجد طرق على الباب,” فالتخرج یا فتى, انتھت جولتك”
لا یتذمر كونر, لقد كان كرم جم من السائق أن یفعل ما فعل.
لن یطلب كونر المزید منھ... یفتح الباب و یخرج لیشكر الرجل .. لكن ,
لم یكن جوسیاس ألدریدج من طرق الباب..
ألدریدج على بعد عدة یاردات یتم تكبیل یده!..
و أمام كونر شرطى, یرتسم على وجھھ ابتسامھ كبیره...
على بعد عشر یاردات, یقف والد كونر , ممسكاً بالھاتف الذى اتصل منھ للتو!
“لقد انتھى یا بنى!”, یقول والده..
قولھ ھذا یجعل كونر حانقا..
”أنا لست ابنك”, یرید أن یصرخ بتلك الكلمات, “لقد توقفت عن كونى ابنك حین وقعت ذاك الأمر. ”

لكن صدمھ الموقف, تتركھ فقط عاجزا عن الرد..
كان غباءا كبیر من كونر أن یترك ھاتفھ مفتوحا, ھذا كیف قامو بتعقبھ, و
یتسائل كم من فتیھ آخرون تم إمساكھم بسبب ثقتھم العمیاء فى التكنولوجیا؟.
لكن, كونر لن یذھب كما فعل آندى جایمسون ..
بسرعھ یعید تقییم الموقف..
الشاحنھ تم توقیفھا فى جانب من الطریق السریع, من قبل سیارات دوریھ
مروریھ و وحده من شرطھ الأحداث.
المرور یتحرك بسرعھ سبعون میلا فى الساعھ, غافلا عن الدراما التى تحدث.
یتخذ كونر قرار بسرعھ البرق و یھرع بالجرى دافعا الشرطى على الشاحنھ ,
مسرعا ناحیھ الطریق السریع....
ھل سیطلقو النار على فتى أعزل؟ ,كونر یتسائل, أم ھل سیطلقو على قدمھ و
یتركو أعضاؤه الحیویھ؟ .!
حین یصل الى للطریق السریع,تنحرف السیارات من حولھ,لكنھ یستمر بالركض
“كونر ,توقف” یسمع والده یصرخ, ثم یسمع صوت طلق نارى.
یحس بتأثیرھا, لكن لیس على جسده, استقرت الرصاصھ فى حقیبھ ظھره,!..
لا ینظر خلفھ .
حین یصل لمنتصف الطریق السریع, یسمع رصاصھ أخرى, و تظھر رقعھ
زرقاء على الحاجز الأسمنتى بين الحارتين..
انھم یُطلقون رصاصات مخدره, انھم لا یحاولون قتلھ, یحاولون تخدیره!
و ھم أكثر حریھ لإطلاق الرصاص المخدر حسب رغباتھم عن الرصاص
الحقیقى.

یتسلق كونر الحاجز ویجد نفسھ أمام سیاره كادیلاك.. لا تتوقف لأى
شئ,.تنحرف السیاره لتتفاداه .. و بالحظ المطلق ,قوه دفع كونر تجعلھ على
بعد بضع إنشات من مسار الكادیلاك.
المرآه الجانبیھ تضربھ فى ضلوعھ بقوه قبل أن تتوقف السیاره باحتكاك قوى,
یُرسل رائحھ لاذعھ للمطاط المحترق فى أنفھ.
ممسكا بجانبھ المُصاب..., كونر یرى شخصا ینظر إلیھ من نافذه المقعد
الخلفى !..انھ فتى آخر.. ذاك الفتى مذعور...
الشرطھ وصلت بالفعل للحاجز المركزى ,
ینظر كونر لعینى ذاك الفتى المرعوب, و یعلم ما علیھ فعلھ.
حان الوقت لقرار متسرع آخر,
یمد یده داخل النافذه ,
یسحب القفل ,
و یفتح الباب...