عرض مشاركة واحدة
قديم 04-18-2014, 07:01 PM
المشاركة 21
ياسر علي
من آل منابر ثقافية

اوسمتي

  • غير موجود
افتراضي
استقراء الماضي يشير إلى استبعاد الشخصيات الوطنية عن صنع القرار في الجزائر فمنذ 63 من القرن الماضي انقلب العسكريون على القيادات الوطنية ذات الرؤية الموضوعية لإنشاء الدولة الجزائرية من أمثال محمد بوضياف و حسين أيت أحمد و استولى بن بلا على الحكم بإيعاز من جماعة وجدة كما يسميها المؤرخون ، قبل أن يتم إزاحة بن بلا ليتولى بومدين الحكم و ينفرد بالجزائر في حكم شمولي مطلق ، حاول بن جديد إبعاد من تبقى من جماعة وجدة ، والتخلي عن البومدينية و لسوء حظ الشخصيات الوطنية أن تم استدراجها في انقلاب التسعينيات لتقوية صفوف الانقلاب ، و رغبة لاحتوائهم كي لا ينضموا إلى مناصرة الفيس ، وهناك وجدت جماعة وجدة الباب مشرعا للعودة من جديد إلى إحكام القبضة على البلاد .
إذا كانت الانتخابات الجزائرية قد أفرزت مولودا جديدا في الساحة السياسية الجزائرية وهي حركة بركات التي تطلب بفترة انتقالية تؤسس لدستور لإنشاء الجمهورية الثانية ، فهذا بالضبط ما كان يصبو إليه صناع القرار في الجزائر ، هو بروز ضمير الأمة ليتم التلاعب بآماله و الركوب عليها في ظل الاستمرارية وتفاديا لكل تغيير جذري قد توحي به رياح الربيع الديمقراطي .
الجزائر في مواقفها من دول الربيع هيمن عليها الوقوف إلى جانب الأنظمة المستبدة في كل من ليبيا و سوريا ضدا على رغبة شعوبها من الانعتاق من الديكتاتورية ، وهي بذلك تناقض سياستها المعلنة منذ الاستقلال حول الوقوف بجانب الحركات التحررية ، والرغبة في تقرير المصير ، مما يجعل خطابها الإديولوجي في مهب الريح ، ويعرض فترتها الانتقالية لمجموعة من المخاطر .
ـ اضطراب الجوار الليبي ، و سهولة تهريب الأسلحة ، اضطراب الجوار المالي ، و حركة الطوارق و القاعدة ، انطلاق الدولة الحديثة في تونس و الاستعداد لبناء الجهورية الثانية بعد ديكتاتورية بورقيبة و خليفته زين العابدين .
كل هذه العناصر و غيرها تبقي الجزائر على صفيح ساخن في الأيام القادمة .

لتكون الجزائر مفتوحة على سيناريوهات متتعددة منها :

ـ نجاح الانتقال السلس الصوري للسلطة على غرار ما حدث في البلدان التي تنحى فيها الرئيس بفعل العجز أو لظرف قاهر كما في الملكيات واسغلال تلك الأجواء و ذلك بتوظيف آلة إعلامية قوية توجه الأنظار عن الحدث إلى جزئيات بسيطة كالحفاظ على الوحدة الوطنية ، والمؤامرة الأجنبية ، وغيرها من الشعارات التي تلجأ إليها السلطة الحاكمة للتمويه ، و بمباركة غربية حفاظا على حقول الغاز و النفط .
ـ انزلاق الأمور و مواجهة بين الجيش و الشعب بحركاته الديمقراطية والدينية والإثنية و حرب أهلية في الغالب ستؤدي إلى انقسام البلاد إلى عدة أقاليم يصعب توحيدها .
ـ انقلاب عسكري يعيد الجزائر إلى سنوات البومدينية .