عرض مشاركة واحدة
قديم 12-30-2013, 10:08 AM
المشاركة 24
عبده فايز الزبيدي
من آل منابر ثقافية

اوسمتي

  • غير موجود
افتراضي
أخي الكريم/ أحمد الوراق!
سألتني بارك الله فيك :
( هل بقية الاسلام من عقائد و عبادات ، اخلاقية ام غير اخلاقية ؟ فقط . اجب بنعم او لا !)
إن كنت تقصد أن العبادة هي ذاتها الأخلاق فجوابي بـ : (لا) صراحة.
و التفسير عندي:
أن الدين هو شرائع (عقائد و عبادات) و معاملات ( و منها الأخلاق والعادات)، و بالتالي سيسأل المرء لِم شرع الله الشرائع؟
و الجواب : شرع الله الشرائع لتهذيب الأخلاق و هذا هو مفهوم منطوق القرآن و السنة.
أي أن الأخلاق جزء من كل الدين بل هي مفتقرة إلي غيرها و ليست قائمة بنفسها إلا في مسألة الجبلة و التي يتساوى فيها المسلم و الكافر.

و سأبين ما أجملت أعلاه بقولي:
أما ما جَبَل الله عليه بعض الناس من حسن الخلق فقد جاء في الحديث الصحيح من حديث الشج بن قيس رضي الله عنه:
( جاء الأشجُّ يَمشي حتَّى أخذَ بيدِ النَّبيِّ صلَّى اللهُ عليْهِ وسلَّمَ فقبَّلها فقال لهُ النَّبيُّ صلَّى اللهُ عليْهِ وسلَّمَ : أمَّا إنَّ فيك لخُلُقَيْنِ يُحبُّهُما اللهُ و رسولُه قال جَبْلًا جُبِلْتُ عليهِ أو خُلِقَا معي قال : لا ، بل جَبْلًا جُبِلْتَ عليهِ)
و من هذا ثناء رسول الله صلى الله عليه و سلم على حاتم الطائي من حديث علي بن أبي طالب و جاء فيه:
( ... لمَّا أتَى بسبايا طيِّئٍ وقفت جاريةٌ في السَّبْيِ , فقالت : يا محمَّدُ إن رأيتَ أن تُخلِّيَ عنِّي ولا تُشمِتْ بي أحياءَ العربِ , فإنِّي بنتُ سيِّدِ قومي , وإنَّ أبي كان يَحمي الذِّمارَ , ويفُكُّ العانيَ , ويُشبِعُ الجائعَ , ويُطعِمُ الطَّاعمَ , ويُفشي السَّلامَ , ولم يرُدَّ طالبَ حاجةٍ قطُّ , أنا ابنةُ حاتمٍ الطَّائيِّ فقال صلَّى اللهُ عليه وسلَّم : يا جاريةُ هذه صفةُ المؤمنين حقًّا , لو كان أبوك مسلمًا لترحَّمنا عليه , خلُّوا عنها فإنَّ أباها كان يحبُّ مكارمَ الأخلاقِ ,..) و الحديث في اسناده ضعف كما قال عنه الإمام الألباني، ولكن يستدل به هنا.

فلو كانت الأخلاق هي الأصل لفاز حاتم ، و إنما حاتم تخلق بمكارم أخلاق قومه و ظهر عليهم بظهورها في تعاملاته و الإسلام جاء بعباداته و شرائعه ليهذب الأخلاق الفجة و يقيم الطبائع المعوجة ، و يثني على ما استقام من الناس خلقاً كما قال عليه الصلاة و السلام:
( إنما بعثت لأتمم مكارم الأخلاق)

أخي الكريم! لو تأملنا كتاب الله لوجدنا أن الله يبدأ بالشريعة ( عقيدة و عبادة) ثم بالمعاملة ( خلقا و عادة) فلنقرأ قوله جلَّ في علاه:
((قَدْ أَفْلَحَ الْمُؤْمِنُونَ (1) الَّذِينَ هُمْ فِي صَلَاتِهِمْ خَاشِعُونَ (2) وَالَّذِينَ هُمْ عَنِ اللَّغْوِ مُعْرِضُونَ (3) وَالَّذِينَ هُمْ لِلزَّكَاةِ فَاعِلُونَ (4) وَالَّذِينَ هُمْ لِفُرُوجِهِمْ حَافِظُونَ (5) إِلَّا عَلَى أَزْوَاجِهِمْ أَوْ مَا مَلَكَتْ أَيْمَانُهُمْ فَإِنَّهُمْ غَيْرُ مَلُومِينَ (6) فَمَنِ ابْتَغَى وَرَاءَ ذَلِكَ فَأُولَئِكَ هُمُ الْعَادُونَ (7) وَالَّذِينَ هُمْ لِأَمَانَاتِهِمْ وَعَهْدِهِمْ رَاعُونَ (8) وَالَّذِينَ هُمْ عَلَى صَلَوَاتِهِمْ يُحَافِظُونَ (9)) سورة المؤمنون.

وسائلٍ عَنْ أبي بكرٍ فقلتُ لهُ:
بعدَ النَّبيينَ لا تعدلْ به أحَدا
في جنَّةِ الخُلدِ صِديقٌ مَعَ ابنتهِ
واللهِ قَدْ خَلَدتْ واللهِ قَدْ خَلَدَا