الموضوع: قسطنطين كفافيس
عرض مشاركة واحدة
قديم 12-26-2010, 03:08 PM
المشاركة 16
رقية صالح
أديبـة وكاتبـة سوريــة

اوسمتي

  • غير موجود
افتراضي
لتأت





شمعة واحدة تكفي


نورها الخافت أنسب ما يكون


سيكون أكثر عذوبة حين تجيء بالحب


حين تجيء الأطياف


شمعة واحدة تكفي


لا حاجة في الغرفة هذا المساء إلى نور باهر


استغراف تام في الحلم والايحاء


وبالخافت من النور!


في الحلم كذلك


سأملك رؤى


لتأت بالحب


لتأت الأطياف




ترجمها عن الفرنسية


بشير السباعي




إيثاكا



عندما تتهيأ للرحيل إلى إيثاكا


تمن أن يكون الطريق طويلاً


حافلاً بالمغامرات، عامراً بالمعرفة


لا تخش الليستريجونات والسيكلوبات


ولا بوزايدون الهائج


لن تجد أبداً أياً من هؤلاء في طريقك


إن بقي فكرك سامياً
إن مست عاطفة نبيلة روحك وجسدك


لن تقابل الليستريجونات والسيكلوبات


ولا بوزايدون العاتي


إن لم تحملهم في روحك


إن لم تستحضرهم روحك قدامك


تمن أن يكون الطريق طويلاً


أن تكون صباحات الصيف عديدة


فتدخل المرافئ التي ترى لأول مرة


منشرحاً، جذلاً


توقف بالأسواق الفينيقية


واقتن السلع الجيدة


أصدافاً ومرجاناً، كهرماناً وأبنوساً


وعطوراً شهوانية من كل نوع


قدر ما يمكن من العطور الشهوانية


اذهب إلى كثير من المدن المصرية


تعلم، وتعلم ثانية، - من الحكماء


....


لتكن إيثاكا في روحك دائماً


الوصول إليها قدرك


لكن لا تتعجل انتهاء الرحلة


الأفضل أن تدوم سنوات طويلة


وأن تكون شيخاً حين تبلغ الجزيرةن


ثرياً بما كسبته في الطريق


غير آمل أن تهبك ايثاكا ثراءً


....


إيثاكا منحتك الرحلة الجميلة


لولاها ما كنت شددت الرحال


وليس لديها ما تمنحك إياه أكثر من ذلك


....


حتى وإن بدت لك إيثاكا فقيرة


فإنها لم تخدعك


ومادمت قد صرت حكيما، حائزاً كل هذه الخبرة


فلا ريب أنك قد فهمت ما تعنيه الإيثاكات




ترجمها عن الفرنسية


بشير السباعي





تذكر، أيها الجسد



تذكر، أيها الجسد


ليس فقط كم كنت محبوباً


ليس فقط الأسرة التي استلقيت عليها


بل أيضاً تلك الرغبات
التي كانت تلمح واضحة في العينين


وترتجف في الصوت، إشتهاء لك-


والتي بددتها عقبة طارئة


الآن إذ يتراجع كل ذلك إلى الماضي


يكاد يبدو كما لو أنك تهب نفسك لتلك الرغبات


تذكر، كم كانت تلمح في العينين
اللتين كانتا تنظران إليك


كم كانت ترتجف في الصوت


إشتهاء لك


تذكر، أيها الجسد




ترجمها عن الفرنسية


بشير السباعي




هيروداتيكوس



آه! أي مجد كمجد هيروداتيكوس


إذ وصل إلى أثينا للكلام


اسكندر السلوقي، أحد سفسطائيينا


وجد المدينة مهجورة


كان هيرود في الريف


فتبعته الشبيبة كلها إلى هناك لسماعه


....


عندئذ، كتب اسكندر السفسطائي رسالة إلى هيرود


راجياً إياه إعادة الإغريق


فأجابه هيرود الأريب فوراً:


"مع الإغريق أجيء أيضاً".


....


كم من فتية الآن في الاسكندرية


في انطاكية أو في بيروت


(خطباء الغد هؤلاء الذي تعدهم الهيلينية)


خلال حفلات الصفوة


حيث يتجمع الجميع


يتحدثون تارة عن الجميل من المغالطات المنطقية


وتارة عن غرامياتهم اللذيذة


فجأة، يسكتون تماماً، شاردي الألباب


كؤوسهم، يتركونها، قريبة منهم، دون أن يمسوها


ويفكرون في حظ هيرود السعيد


- (هل من سفسطائي آخر بلغ قط مجداً مماثلاً؟)


أياً كان ما يريد، أياً كان ما يفعل


فسوف يتبعه الإغريق (الإغريق)


دون إبداء رأي، دون نقاش


دون رؤية. لمجرد أن يتبعوه




ترجمها عن الفرنسية


بشير السباعي




هذي دمشقُ وهذي الكأسُ والرّاحُ
إنّي أحبُّ... وبعـضُ الحبِّ ذبّاحُ
أنا الدمشقيُّ لو شرحتمُ جسدي .. لسالَ منهُ عناقيـدٌ وتفـّاحُ
ولو فتحتُم شراييني بمديتكم .. سمعتمُ في دمي أصواتَ من راحوا
زراعةُ القلبِ تشفي بعضَ من عشقوا .. وما لقلبي إذا أحببتُ جرّاحُ
مآذنُ الشّـامِ تبكي إذ تعانقني .. وللمآذنِ كالأشجارِ أرواحُ
للياسمينِ حقـوقٌ في منازلنا.. وقطّةُ البيتِ تغفو حيثُ ترتاحُ
طاحونةُ البنِّ جزءٌ من طفولتنا .. فكيفَ أنسى؟ وعطرُ الهيلِ فوّاحُ
هذا مكانُ "أبي المعتزِّ".. منتظرٌ ووجهُ "فائزةٍ" حلوٌ ولمّاحُ
هنا جذوري هنا قلبي .. هنا لغـتي فكيفَ أوضحُ؟
هل في العشقِ إيضاحُ؟

- - - - - - - - - - - - - -
(أعشق وطني والمطر)