عرض مشاركة واحدة
قديم 09-24-2013, 08:02 PM
المشاركة 9
عبدالله بن علي
كاتب وأديـب
  • غير موجود
افتراضي موقف السلف الصالح من السادة الصوفية يتبع
[color="red"][/color]

موقف السلف الصالح من السادة الصوفية

الإمام الذهبي

وهذا هو الإمام الحافظ الذهبي يذكر في ترجمته للمحدثين كثيرا من الصوفية : ننقل منهم ما جاء في تذكرة الحفاظ الجزء الثالث صفحة (852) عن ( ابن الإعرابى ) الإمام الحافظ الزاهد شيخ الحرم أبو سعيد احمد بن محمد بن زياد بن بشر بن درهم البصري الصوفي صاحب التصانيف وكان ثقة ثبتا عارفا ربانيا كبير القدر بعد الصيت .
وكذلك في صفحة (961) : (غندر) وإما غندر الثالث فهو صوفي محدث جوال ، لقي الجنيد وطبقته وكتب الحديث وسكن مصر .
وفي صفحة (1070) (الماليني) الحافظ العالم الزاهد أبو سعد احمد بن محمد بن احمد ابن عبد الله ابن حفص الأنصارى الهروي المالينى الصوفي ، ويعرف أيضا بطاووس الفقراء .. وجمع وحصل من المسانيد الكبار شيئا كثيرا ، وكان ثقة متقنا صاحب حديث ومن كبار الصوفية .
وفي صفحة (1092) ( أبو نعيم ) الحافظ الكبير محدث العصر احمد بن عبد الله بن احمد ابن إسحاق بن موسى بن مهران المهراني الأصفهانى الصوفي …
وفي صفحة (1170) : (الكتاني) الإمام المحدث مفيد دمشق ومحدثها أبو محمد عبد العزيز بن احمد بن محمد علي التميمي الدمشقي الصوفي ، سمع الكثير وجمع فأوعى …
وفي الجزء الرابع صفحة (1356) : (الشيرازي) الإمام الحافظ الرحال أبو يعقوب يوسف بن احمد بن إبراهيم الصوفي مفيد بغداد وشيخ الصوفية بالرباط الأرجوانى .
وفي نهاية الجزء الرابع وهو الأخير من تذكرة الحفاظ ما نصه : ولزمت الشيخ الإمام المحدث مفيد الجماعة أبا الحسن علي بن مسعود ابن نفيس الموصلي وسمعت منه جملة ، وكان دينا خيرا متصوفا متعففا .
وسمعت من مفيد الطلبة المحدث الإمام المتقن اللغوي صفي الدين محمود ابن أبى بكر الارموى ثم القرافي الصوفي .
وسمعت من الإمام المحدث الأوحد الأكمل فخر الإسلام صدر الدين إبراهيم بن محمد بن المؤيد بن حمويه الخرساني الجويني شيخ الصوفية .
وقد لاحظت أن أمثال الحافظ الذهبى أيضا له عدة مشائخ من الصوفية بل انه ما ذكر في أحد منهم انه " لزمه" إلا الذي وصفه منهم انه كان " دينا خيرا متصوفا متعففا " واليك أيضا الحافظ ابن رجب الحنبلي في ترجمته في الذيل علي طبقات الحنابلة وهو يذكر كثيرا منهم بأنه صوفي فقد جاء في الجزء الأول صفحة "211" في ترجمة الإمام أبى محمد عبد الله بن علي البغدادي :
قال الحافظ الضياء المقدسي : اخبرنا أبو الفضل عبد الواحد بن سلطان ببغداد ، اخبرنا محمد المقرئ ، أجاز لهم وأنشدنا لنفسه :
ترك التكلف في التصوف واجب ومن المحال تكلف الفقراء
قوم إذا امتد الظـــلام رأيتهم يتركعون تركــع القراء
فإذا رأيت مخالفــــا لفعالهم فاحكم عليه بمعظم الإغواء
وذكر أيضا الجزء الثاني صفحة (329) إبراهيم بن علي بن احمد بن فضل الوسطي الصالحي الفقيه الزاهد العابد شيخ الإسلام بركة الشام قطب الوقت تفي الدين أبو إسحاق .
وفي صفحة "351" علي بن مسعود بن نفيس بن عبد الله الموصلي ثم الحلبي الصوفي المحدث …
وفي صفحة "353" محمد بن عبد الله بن عمر بن أبى القاسم البغدادي المقرئ المحدث الصوفي وكذلك ما ذكره أبو يعلي عن تلاميذ الإمام احمد بن حنبل فكثيرا ما يثني علي بعضهم بأنه صوفي فقد ذكر الإمام الحافظ القاضي أبو الحسين بن أبو يعلي في طبقات الحنابلة الجزء الأول صفحة "36" : ( احمد بن الحسن بن عبد الجبار بن راشد ، أبو عبد الله الصوفي سمع علي بن الجعد وأبا نصر التمار ويحيي بن معين من آخرين ، نقل عن إمامنا أشياء .
وكذلك في صفحة (418) يوسف بن الحسن بن علي أبو يعقوب الرازي من مشايخ الصوفية ، كان كثير الأسفار ، وصحب ذالنون المصري وأبا تراب النخشبي وأبا سعيد الخزاز وحكي عن ذى النون ، وسمع إمامنا احمد .
وبذلك يتجلي واضحا للعيان من هذه القول التى أوردناها من كتب رجال الحديث والفقه أن كلمة صوفي تعنى أن صاحبها بلغ درجة كبيرة في التقوى ولا يمكن أن نتصور أبدا أن هؤلاء الأئمة الذين قبلت الأمة أحكامهم علي صحة الأحاديث النبوية كالإمام الذهبي أن تصفوا بها رجال الحديث والفقه علي أنها دخيلة علي المنهج الإسلامى كما يدعي بعض النادي ذلك ويقولون : لماذا نسميهم صوفية والله تعالي يقول : (هو سماكم المسلمين من قبل) فهل غاب عن هؤلاء الأجلاء فهم هذه الآية حتى يتركوا العمل بها ويطلقوها بلا تبصر وروية انهم علموا وتيقنوا أن إطلاق هذه الكلمة لا يتعارض مع الآية الشريفة كما سبق أن شرح الإمام الشاطبي في كتابه الاعتصام عن سبب هذه التسمية وبدء ظهورها وإنها وصف لقوم التزموا بكل مبادئ الإسلام من العبادة والجهاد في سبيل الله والجهر بكلمة الحق كالعز بن عبد السلام الذي شارك في الجهاد وأفتى ببيع المماليك وكذلك أبو الحسن الشاذلي الذي شارك في معركة المنصورة وغيرهم كثير وذلك ليبطل القول انهم يلتزمون بالعبادة والزهد ولا يشاركون في معترك الحياة بل هم في الحقيقة رهبان بالليل سباع بالنهار فإطلاق لفظ الصوفية عليهم كما أطلق علي الصحابة أو التابعين ولم يقتصروا علي كلمة المسلمين .
وأخيرا بعد هذه الحجج الدامغة من أقوال العلماء الأجلاء الدين يعتد بشهادتهم ولا يستغنى باحث عن الاستدلال بآرائهم في شتى العلوم المختلفة كالفقه والأصول والتفسير والحديث هل يشك عاقل في نسبة التصوف والصوفية إلى أهل السنة والجماعة الذين يتمسكون بالكتاب والسنة اللهم إلا إذا كان الهوى والتعصب هو الذي يحول بينه وبين البحث العلمي الصحيح والحقيقة وأنه إذا كنا نسمع أن هناك خصومة بين الصوفية والسلفية فذلك مع أدعياء التصوف وليس مع الصوفية الصادقين لان الصوفية هم كبار العلماء الذين خدموا الأمة بمؤلفاتهم في مختلف فروع علوم الدين الإسلامى الحنيف وإذا أردنا أن ننسب أحدا إلى السلف الصالح فلن نجد غيرهم فالقول بوجود خلاف بين الصوفية والسلفية غير صحيح وإنما الخلاف بين من انتسبوا إلى التصوف كذبا وافتراء وبين غيرهم أو ممن يدعون الانتساب إلى السلفية .
ألا فليتق الله كل مسلم باحث عن الحقيقة والأحرى به أن يراجع تلك النصوص التى أوردتها من الكتب المختلفة ليقف علي حقيقة أمر هؤلاء الرجال ولا يسارع إلى الحكم عليهم إلا بعد التثبت والتمحيص فالحكمة ضالة المؤمن يلتقطها أنى وجدها ولا داعي للهجوم عليهم أو التسمية التى كثر حولها الخلاف وهل هي لقب أو نسبة فلا مشاحة في الاصطلاح كما قال الشيخ ابن تيميه والذى يعنينا هو الجوهر والمضمون وما هو عليه هؤلاء القوم من عقائد وآراء .
ونظرا لان الموضوع يشتمل علي أدلة كثيرة فأكتفي بهذا القدر لضيق المجال وأدعو الله تعالي أن يرزقنا الصدق في الأقوال والأفعال وان يرينا الحق حقا ويرزقنا اتباعه ويرينا الباطل باطلا ويرزقنا اجتنابه وان يجنبنا الزلل ويحفظنا من الزيع والضلال انه سميع مجيب .
وصل الله علي سيدنا محمد وعلي آله وصحبه وسلم
وما توفيقي إلا بالله عليه توكلت واليه أنيب.


هذه نبذه وجيزة عن السادة الصوفية.
في مشاركة قادمة - إن شاء الله - عندى موضوع طويل موثق يفند مزاعم الإفتراءات والأكاذيب على السادة الأخيار الصوفية.