عرض مشاركة واحدة
قديم 09-24-2013, 07:48 PM
المشاركة 8
عبدالله بن علي
كاتب وأديـب
  • غير موجود
افتراضي موقف السلف الصالح من الصوفية تابع
موقف السلف الصالح من السادة الصوفية - يتبع-


ولا يراد بكلمة المحدثون مطلقا عند أى أحد ، أولئك " الدجالون والكذابون والوضاعون " المنتسبون إلى هذه الطائفة الكريمة ، والذين قد بين فسادهم ودجلهم أئمة الجرح والتعديل في كل عصر وزمان هذا كما هو معلوم للجميع .
وهكذا هو الحال في الفقهاء والمتكلمين والمجاهدين والمؤرخين وغيرهم من طوائف المسلمين وهكذا يجب أن يكون الحال في الصوفية أيضا .
فعندما يقال الصوفية فحتما يكون المراد منهم : الفضيل بن عياض ومعروف الكرخي وأبو سليمان الداراني وبشر الحافي وعبد القادر الديلاني والجنيد البغدادي وغيرهم ممن سار علي نهجهم القديم .
ولا يراد بالصوفية البتة أولئك الدجالون المخرفون المخالفون لكتاب الله وسنة رسوله  الدخلاء علي التصوف وقطاع الطريق إلى الله والدار الآخرة ، فهذا هو قول الحق ومنهج الصدق وسلامة الفكر والإنصاف التام لهؤلاء الذين هم علما الأمة ومجهدوها ولن تجد عالما أو مجاهدا أو تقيا قدم للإنسانية اعظم النفع بعد التابعين إلا وينطبق عليه ذلك الوصف العظيم .
وهذا هو رأى الشيخ محمد بن عبد الوهاب في التصوف والصوفية وثناؤه عليهم كما جاء في القسم الثالث من مؤلفات الإمام الشيخ محمد بن عبد الوهاب جزء " فتاوى ورسائل " في الصفحة (31) المسألة الخامسة ، وسئل رحمه الله عن مسائل مفيدة فأجاب : ( اعلم - أرشدك الله - ان الله سبحانه وتعالي بعث محمدا صلى الله عليه وآله وسلم بالهدي الذي هو العلم النافع ، ودين الحق الذي هو العمل الصالح .
فإذا كان من ينتسب إلى الدين : منهم من يتعاني بالعلم والفقه ويقول به كالفقهاء ، ومنهم من يتعاني العبادة وطلب الآخرة كالصوفية ، فبعث الله نبيه بهذا الدين الجامع للنوعين " أى الفقه والتصوف " .
وهكذا يثبت الشيخ محمد عبد الوهاب إن الصوفية سندهم هو رسول الله صلى الله عليه وسلم واليه ينتسبون .وجاء أيضا : في (ملحق المصنفات) "هذه مسائل" في صفحة (124) .
ولهذا كان مشايخ الصوفية العارفون يوصون كثيرا بمتابعة العلم ، قال بعضهم : " ما ترك أحد شيئا من السنة إلا لكبر في نفسه " .
وقد نقل العلامة الجليل الشيخ محمد منظور النعماني في رسالته " دعايات مكثفة ضد الشيخ محمد بن عبد الوهاب طبعة مكتبة الفرقان ، صفحة (76) .
وينهى الشيخ عبد الله بن محمد بن عبد الوهاب رسالته هذه بقوله : (ولا ننكر الطريقة الصوفية وتنزيه الباطن من رذائل المعاصي المتعلقة بالقلب والجوارح مهما استقام صاحبها علي القانون الشرعي ) .
وهذا هو العلامة ابن القيم من كبار الصوفية كما ذكر الإمام الحافظ ابن رجب الحنبلي في الذيل علي طبقات الحنابلة ( الجزء الثاني ) صفحة (448) عن ترجمة ابن القيم بقوله :
( وكان عالما بعلم السلوك وكلام أهل التصوف وإشاراتهم ودقائقهم ، له في كل فن من هذه الفنون اليد الطولي ) .
وجاء في كتاب مدارج السالكين عن تعريف التصوف لابن القيم في الجزء الثاني من صفحة "307" ما نصه :
الدين كله خلق ، فمن زاد عليك في الخلق زاد عليك في الدين ، وكذلك التصوف قال الكتاني : التصوف : هو الخلق فمن زاد عليك في الخلق فقد زاد عليك في التصوف .
وذكر أيضا في صفحة "366" ما نصه :
قال أو عبد الرحمن السلمي : سمعت محمد بن مخلد يقول سمعت جعفرا يقول سمعت الجنيد يقول : " المريد الصادق غنى من العلماء " ، وقال أيضا : سمعت الجنيد يقول : "إذا أراد الله بالمريد خيرا أوقعه إلى الصوفية ومنعه صحبة القراء " قلت : إذا صدق المريد وصح عقد صدقه مع الله ، فتح الله على قلبه ببركة الصدق وحسن المعاملة مع الله ما يغنيه عن العلوم التى هي نتائج أفكار الناس وآرائهم وعن العلوم التى هى فضله ليست من زاد القبر .
وفي الجزء الثالث صفحة (128) ما نصه : قال الشافعي رضي الله عنه : صحبت الصوفية فما انتفعت منهم إلا بكلمتين سمعتهم يقولون : الوقت سيف فان قطعته وإلا قطعك ، ونفسك أن لم تشغلها بالحق وإلا شغلتك بالباطل .
قلت : يا لهما من كلمتين ، ما انفعهما واجمعهما وادلهما علي علو همة قائلهما ويقظته ، ويكف في هذا ثناء الشافعي علي طائفة هذا قدر كلماتهم .


يتبع - 10 -