عرض مشاركة واحدة
قديم 09-24-2013, 07:40 PM
المشاركة 7
عبدالله بن علي
كاتب وأديـب
  • غير موجود
افتراضي موقف السلف الصالح من السادة الصوفية -9-
موقف السلف الصالح من السادة الصوفية - 9 -

اثر الصوفية في المجتمع

ويقول أبو الحسن الندوي في كتابه : المسلمون في الهند ص 140 : ان هؤلاء الصوفية كانوا يبايعون الناس علي التوحيد والخلاص واتباع السنة … وقال أيضا في كتابه : روائع اقبال ص 7 ولولا وجودهم وجهادهم لابتلعت الهند بحضارتها وفلسفتها الإسلام .
والشيخ أبو الحسن ليس ممن يخدع بزيف من القول بل هو العالم المحقق والمجاهد الكبير وقال الأمير شكيب ارسلان في كتابه : حاضر العالم الإسلامى ج2 ص 393 : إن أسباب هذه النهضة الأخيرة - في إفريقيا راجعة إلى التصوف والاعتقاد بالأولياء - والأمير شكيب ارسلان من المجاهدين والعلماء المعروفين والمشهورين ويقول رشيد رضا في مجلته المنار السنة الأولى ص 726 : لقد انفرد الصوفية بركن عظيم من أركان الدين لا يطاولهم فيه مطاول وهو التهذيب علما وخلقا وتحققا . والشيخ رشيد رضا لم يكن متحيزا لهؤلاء القوم بل كان منصفا في قوله كلمة الحق التى لا بديل عنها .
ويقول الشيخ محمد عبده : ظهر التصوف في القرون الأولى للإسلام فكان له اثر عظيم وكان المقصود مه في أول الأمر تقويم الأخلاق وتهذيب النفوس وترويضها بأعمال الدين وجذبها إليه … وهذا ما ذكره الشيخ علي محفوظ في كتابه الإبداع في مضار الابتداع - والشيخ محمد عبده لم يكن مبالغا في هذا القول بل قال كلمة حق لما رآه من صدق الصوفية واتباعهم للكتاب والسنة وكذلك الشيخ علي محفوظ كان من المحاربين للبدع ويقول الإمام عبد القاهر البغدادي في كتاب الفرق بين الفرق ص 189 : في بيان أصناف أهل السنة والجماعة : والصنف السادس منهم الزهاد والصوفية الذي ابصروا فاقصروا واختبروا فاعتبروا دينهم التوحيد ونفي التشبيه إلى أن قال : ( وذلك فضل الله يؤتيه من يشاء والله ذو الفضل العظيم ) والإمام البغدادي هو من اجل العلماء قدرا وكتابه هذا من أوثق الكتب المعتمدة .
أئمة الحركة السلفية
وقد كتب الشيخ عبد الحفيظ المكي من علما مكة المكرمة كتاب : موقف أئمة الحركة السلفية من التصوف والصوفية وذكر قول الشيخ محمد عبد الوهاب وابن تيميه وابن القيم وابن رجب الحنبلي وابن كثير والحافظ الذهبي وأخيرا ذكر رأى الإمام احمد بن حنبل وقد قال في المقدمة
وهكذا نسمع بين حين وأخر من ينادي بأن التصوف كله باطل وان الصوفية طائفة زائفة لا علاقة لها بالإسلام ، بل انهم أعداء الدين وان أصلهم من اليونان أو بوذية الهند … إلى آخر ذلك من الترهات . وهذا كله أيضا مع الأسف الشديد باسم "السلفية المسكينة " .
مع أن الواقع بخلاف ذلك ، فان الصوفية عند أئمة الحركة السلفية وسادتهم طائفة إسلامية مثل بقية الطوائف الإسلامية الأخرى كالمحدثين والفقهاء والمتكلمين والمؤرخين والمجاهدين وغيرهم ، فيهم المصيب والمخطئ ، والصالح والطالح ، والأصلى والمزيف . ولكن إذا أطلق اللفظ فانه يراد به دائما : الصالح والمصيب والصحيح منهم ، فمثلا لو قلنا : "المحدثون" فالمراد به عند الجميع : المحدثون الصالحون الذي حفظوا علي الأمة أحاديث رسول الله ( صلي الله عليه وسلم )وخدموها وبلغوها ونشروها بالطريقة المرضية كالأئمة : البخاري ومسلم والترمذي وابن حجر العسقلاني والسيوطي والكاندهلوي وغيرهم .


يتبع - 10 -