عرض مشاركة واحدة
قديم 09-24-2013, 07:34 PM
المشاركة 6
عبدالله بن علي
كاتب وأديـب
  • غير موجود
افتراضي موقف السلف الصالح من السادة الصوفية
موقف السلف الصالح من السادة الصوفية - 7-

هذا وقد جاء في كتاب : العهد الوثيق لمن أراد سلوك احسن طريق للشيخ محمود خطاب السبكي مؤسس الجمعية الشرعية بمصر ص 30 : واعلم أن التصوف المتقدم ذكره عرف أيضا بتعاريف أخر منها : انه الجد في السلوك إلى ملك الملوك مع الأخذ بالاحوط من الأحكام إلى أن قال : ولذا قالوا : الصوفية قعدوا علي الدعائم الأصلية ووقف غيرهم علي الرسوم ومن هنا فازوا فوزا عظيما ، وبلغوا من الكمالات ما لم يصل إليه غيرهم ولكن لا سبيل لك أيها الإنسان إلى ذلك إلا بمجاهدة النفس ليلا ونهارا بهمه قوية . والشيخ خطاب السبكي من الذين عرف عنه واشتهر محاربته للبدع والخرافات وقال الإمام النووي شارح صحيح مسلم وصاحب كتاب رياض الصالحين : أصول طريق التصوف خمسة تقوي الله في السر والعلن واتباع السنة في الأقوال والأفعال والإعراض عن الخلق في الإقبال والأدبار والرضي عن الله في القليل والكثير والرجوع إلى الله في السراء والضراء وذلك في كتابه المقاصد في التوحيد والعبادة وأصول التصوف ص 20 والإمام النووي هو علامة عصره وحجة كبرى في الفقه الشافعي وعلم الحديث وجاء في كتاب الصوفية والسلفية للشيخ إبراهيم اليوسف : ثم تكلم ابن تيميه رحمة الله تعالي عن المتصوفة فقال في المجلد الحادي عشر من الفتاوى الكبرى 16 : ثم التصوف عندهم له حقائق وأحوال معروفة قد تكلموا علي حدوده وسيرته وأخلاقه كقول بعضهم : الصوفي من صفاء من الكدر وامتلأ من الفكر و هكذا إلى قال في ص 17 :
فطائفة ذمت الصوفية والتصوف وقالوا : إنهم مبتدعون خارجون عن السنة ونقل على طائفة من الأئمة في ذلك من الكلام ما هو معروف وطائفة غلت فيهم وادعوا أنهم أفضل الخلق وأكملهم بعد الأنبياء وكلا طرفي هذه الأمور ذميم والصواب أنهم مجتهدون في طاعة الله كما اجتهد غيرهم من أهل طاعة الله ففيهم السابق المقرب بحسب اجتهاده وفيهم المقصد الذي هو من أهل اليمين وفي كل من الصنفين من قد يجتهد فيخطئ وفيهم من يذنب فيتوب أولا يتوب ومن المنتسبين إليهم من هو ظالم لنفسه وعاصٍ لربه وقد انتسب إليهم طوائف من أهل البدع والزندقة ولاكن عند المحققين من أهل التصوف ليس منهم وقد تكلم ابن تيميه عن بعض أحوال الصادقين كما جاء في المجلد العاشر من الفتاوى الكبرى ص218 0 الفناء ثلاثة أنواع :
نوع للكاملين من الأنبياء والأولياء ونوع للقاصدين من الأولياء والصالحين ونوع للمنافقين الملحدين المشبهين فالأول : فهو الفناء عن إدارة ما سوى الله بحيث لا يحب إلا الله ولا يعبد إلا إياه ولا يتوكل إلا عليه ولا يطلب غيره وهو المعنى الذي يجب أن يقصد بقول الشيخ أبو يزيد حيث قال : ((أريد أن لا أريد إلا ما يريد))
وأما النوع الثاني فهو الفناء على جهود السوي وهذا يحصل لكثير من السالكين فإنهم لفرط انجذاب قلوبهم إلى ذكر الله وعبادته ومحبته وضعف قلوبهم عن أن تشهد غير ما تعبد وترى غير ما تقصد ولا يخطر بقلوبهم غير الله بل ولا يشعرون ... إلى أن قال :
وأما النوع الثالث : مما قد يسمي فناء فهوان يشهد أن لا موجود إلا الله وان وجود الخالق هو وجود المخلوق فلا فرق بين الرب والعبد فناء أهل الضلال والإلحاد الواقعين في الحلول والاتحاد ... وبذلك يتضح موقف ابن تيميه من التصوف وانه يحارب المدعين فقط .
وجاء في كتاب عوارف المعارف للسهر وردي عن الصوفية : ثم أن إيثاري لهدي هؤلاء القوم ومحبتي لهم علما بشرف حالهم وصحة طريقهم المبنية علي الكتاب والسنة ..
وكذلك جاء في رسائل الأخوان المسلمين عن الإمام الشهيد حسن البنا انه كان بقول : دعوتنا دعوة سلفية صوفية اجتماعية وقد عرف عنه انه اخذ الطريقة الشاذلية من الشيخ الحصافي ويظهر ذلك جليا في أوراده ومأثوراته .


يتبع - 8-