عرض مشاركة واحدة
قديم 02-16-2016, 05:08 PM
المشاركة 50
خالد أبو إسماعيل
من آل منابر ثقافية
  • غير موجود
افتراضي
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
طغيان الحاكم واستبداده شيئان مرتبطان ببعضهما فهو يطغى بعد أن يستبد ، لكن الناس ﻻيهمهم إن استبد بل يهمهم طغيانه الذي يولد الظلم الذي تفسد معه الحياة فيفتقر الناس ويجوعون ويعانون من الحرمان بسببه .
لكن النخبة المثقفة والسياسية يهمها إن استبد فهذا يعني حرمانهم من حرية التعبير وهو مايهمهم بعكس الناس الذين يريدون المعيشة .
للأسف اللعبة السياسية تجعل بعض المثقفين والسياسيين يتاجرون بقضية الناس البسطاء ومعاناتهم ويوظفونها في معركتهم السياسية ، لذلك لعبة المعارضة مع الحكومة دائما تستغل فيها معاناة الناس ليثبتوا أن الحكومة فاشلة ، وهي كذلك لكنه حق يرادبه باطل وهو توظيفه في اللعبة السياسية .
لذلك قضيتا طغيان الحاكم واستبداده قضيتان لفريقين من الناس مختلفين ، وهذا يفسر ثورة مصر ، فالمثقفون والسياسيون حاولوا اسقاط النظام بالمظاهرات لكن لم ينجحوا إلى عندما اقتنع الناس أن الطغيان قد وصل إلى ذروته .
لذلك كل طاغية مستبد وليس كل مستبد طاغية فقد عرف في التاريخ المستبد العادل ، ولذلك الثورة سببها عند النخبة استبداد الحاكم وعند الناس طغيانه ، والنخبة ليس لهم قدرة للقيام بثورة وحدهم والناس هم من يفجر الثورة .
وقد لوحظ هذا الفهم عند بعض الحكام فهم مستبدون بقوة مع النخبة ومحافظون على ميزان معين في معيشة الناس بحيث ﻻيصلون إلى الطغيان الذي يفجر الثورات ، أما ذلك العسكري الذي قال للناس ممعيش وظن أنه يستطيع أن يستبد ويطغى دون مشاكل وإن حدثت مشاكل فالقوة العسكرية حلها فهو واهم .
والله أعلم