عرض مشاركة واحدة
قديم 02-16-2016, 10:33 AM
المشاركة 48
ايوب صابر
مراقب عام سابقا

اوسمتي

  • غير موجود
افتراضي
الاستاذ يزيد الخالد
اهلا بك وبمرورك الكريم هنا في هذا الحوار الهام. تحليلك جميل مصائب الي ابعد حد.
-------------
البسطاء لا شك ينظرون الى الجوانب النفعية المباشرة للامور ولا يهمه كثيرا التعمق في الامور ومعرفة الاسباب والمسببات وفهم الدوافع...وربما هذا هو احد اسحلة النظام العالمي الجديد الذي فكر كيف يجهض الثورات العربية واجمع امره على ان افضل طريقة هي :

- افشال ما هو قائم من حراك وتحويل الدول التي جرت فيها هذه الحركات الي دول فاشلة ليزداد البؤس الاجتماعي والشقاء المعيشي ويصبح الناس نادموا على ما فعلوا ويتمنون لو ان عقارب الساعة تعود للوراء.

- منع تمدد الثورة الي دول اخرى من خلال افشال الحراك في تلك الدول ومن خلال اظهار الجانب شديد السلبية من الحراك....فيظل العالم كما تريده قوى الاستعمار التي تسير ضمن خطط مدروسة ولا يسمح لاحد بان يتجاوز هذه الخطط.

لكن الواقع يشير الى ان الثورة حدثت لان شروطها نضجت وهذه الشروط تغطي جانبين :

- العامل الاول الفقر وغياب العدالة الاجتماعية وغياب الوظائف والحريات والاعتداء على الكرامات بحيث اصبح الموت في دول الثورات يعادل الحياة وربما هو افضل ولذلك ستجد لو توفرت الدراسات الاحصائية بأن نسبة الانتحار قد ارتفعت في تلك الدول بين فئة الشباب وارباب العائلات تحديدا وهو مؤشر على عجز تجاه سياسات التفقير التي تنتجها سياسة البنكل الدولي...ولا عجب ان يكون سبب الثورات المباشر هو انتحار شاب يتيم كان يسعى لتوفير لقمة العيش لاسرته.

- هجرة العقول مؤشر على سوء الوضع الاجتماعي لكن هذه الفرصة التي ظلت عامل تنفيس 0 الهجرة ) اصبحت قليلة ولا تتوفر للجميع لاسباب عديدة ومنها الازمة الاقتصادية العالمية وتركز راس المال في يد القلة القليلة...
ولك ان تتصور حجم الازمة التي تركتها سياسية انهاء خدمات غير الخليجين على بلدان الثورات القائمة مثلا...ان عدم فسح المجال لاعداد هائلة من العمل في بلدان الخليج كما كان عليه الحال في ستينيات وسبعينات وثمانينيات القرن الماضي يعتبر ربما في تصوري واحد من اهم اسباب الفقر التي طرات على تلك الدول وذلك بعد قرارات دول الخليج بتويظف ابناء البلدان اولا...

- العامل الثاني هو ارتفاع مستوى الوعي والثقافة والمعرفة وذلك من خلال التعليم ومن خلال تطور وسائل الاتصال وعلى وجه التحديد وسائل الاتصال الجماهيري فلم تعد تعد السياسات الظالمة تنطلي على الشرائح المختلفة من المجتمع وخاصة شريحة الشباب ولذلك هبت الثورات ولن يتمكن احد من وقفها ما دامت شروطها حاضرة.

ان حركة التاريخ في تبدل دائم مثل ذرات الماء في نهر جاري ولذلك لن يتمكن احد من وقف ثورة اذا نضجت شروطها ..قد يتمكن بقدرته وجبروته على تغيير مجرى النهر لكن النهر يظل صاحب قوة ويحفر في الارض وتظل الحركة دائمة ويظل الحراك الذي يحقق ادنى حد من الحقوق الاجتماعية فربما تلك هي الوحيدة القادرة على وقف الحراك الجماهيري والا فان الثورات مستمرة.

والمشكلة ليس في من يصل الي الحكم بقدر ما هو موقف القوى الاستعمارية منه ..فمثلا نجد ان عددا غير قليل من الانقالابات العسكرية التي وقعت فعلا في افريقا فشلت لانها لم تحصل على go ahead من قوى الاستعمار فالمشكلة اذا في من يريد للنظام العالمي ان يكون على شاكلة تخدم مصالحه والكل يعرف بأن السير ضد سياسات البنك الدولي تعني السير ضد التيار وما يلبث ان يجرفه التيار.