عرض مشاركة واحدة
قديم 09-25-2011, 01:24 PM
المشاركة 111
ايوب صابر
مراقب عام سابقا

اوسمتي

  • غير موجود
افتراضي
جوزيف كونراد

هو أديبإنجليزيبولندي الأصل ولد في ما يعرف بأوكرانيا البولندية عام 1857 لوالد أديب مغمور انتقل مع والده إلى بولندا حيث توفى والده ومنها انتقل إلى فرنسا عام 1874 ( عندما كان عمره 17 سنه ) حيث عمل بالملاحة ثم انتقل إلى إنجلترا واستمر في عمله بالبحر. توفي عام 1924بنوبة قلبية وترك 13 رواية و 28 قصة قصيرة.

أغلب رواياته لها علاقة بالبحر ويرويها بحار عجوز اسمه مارلو من رواياته "قلب الظلام" "العميل السري" و"النصر" و"تحت عين غريبة " و"لورد جيم".
==

نوم بعد مشقة ، ومرفئ بعد عاصفة ، ويسر بعد حرب ، وموت بعد حياة . تجلب أعظم السرور ".

هذه الكلمات تعتلي قبر الكاتب الأنجليزي جوزيف كونراد المتوفي في عام 1924 م. الكلمات التي ختم بها إحدى أواخر أعماله وطلب أن تكون على ناصية قبره.
جوزيف كونراد، من أعظم كتاب القرن العشرين والكاتب الوحيد الذي له 3 روايات في قائمة أعظم 100 رواية في القرن العشرين، شخصية فذة ومكافحة؛ إختار البحر وسرقته منها الكتابة.
هذا ليس كل شيء. جوزيف كونراد الكاتب البريطاني ذو الأصول البولندية لم تكن اللغة الأنجليزية لغته الأم ولا لغته الثانية، لكنها اللغة الثالثة التي تعلمها في منتصف العشرينات من عمره ولم يمارس الكتابة إلا عندما أتم الثلاثين عاماً بقليل. اختار الكتابة بهذه اللغة الغريبة عنه ليصبح أكثر الكتاب تأثيراً في الحركة الحداثية في الأدب الأنجليزي قُبيل الحرب العالمية الأولى. كتب بالأنجليزية بشكل ملفت وباهر. كتب بالأنجليزية في براعة متناهية وتفوق على جميع كتاب جيله بخمس روايات تعتبر من الأعمال الخالدة التي كُتبت باللغة الأنجليزية. رواياته التي تُدرس لطلاب الأدب الأنجليزي في أمريكا وبريطانيا في وقتنا الحاض. هذا شيء يدفعك للتأمل حقاً. إنها معجزة بحق.


بدأ حياته بحاراً في الأسطول التجاري الفرنسي وهو ابن السادسة عشر ربيعاً في مدينة مارسيليا، بعد أن هُجر والديه من بولندا المستعمرة من قبل روسيا القيصرية إلى أوكرانيا وهو في الثالثة من عمره، تعلم الفرنسية في البحر، ثم إنتقل إلى الأسطول التجاري البريطاني بعد إصابته بطلق ناري كاد أن يودي بحياته. أمضى وقته في القراءة وسبر أغوار اللغة الأنجليزية على متن السُفن.


إنه الكاتب الذي يكتب "لمن لا صوت لهم"، تميزت كتاباتها بتعرية المستعمر الأوروبي وجشعه من أجل المال والسلطة والعراقيل التي تكون أمامه. بشخصيات تضحي بكل شيء من أجل المُثل العليا والمباديء. كتب عن البحر كما لم يكتب أحد آخر عنه. كتب عن الانسان وطموحاته وخيباته وكفاحه من أجل المباديء والبحث عن الإستقلالية والعيش بكرامة.

طريقته في الكتابة تميزت بحرصه على إختار الألفاظ الدقيقة في وصف الحدث، الحركة والإنفعال. ربما أنه يعود إلى أنه يتحدث أكثر من لغة فإختياره للفظ يكون بهذه الدقة المنتاهية. فمثلا بدلاً من أن يكتب: أحمد ذهب إلى السوق، يجعل الجملة أكثر دقة في وصف هذا الحدث البسيط إلى أحمد ذهب إلى السوق ماشياً أو مشى إلى السوق. وربما يكون أكثر دقة في وصفه إلى درجة أن يصف كيف كان أحمد يمشي، متخبطاً سريعاً ببطأ وهلمجرا. إنه لا يكتفي بإي فعل لوصف الحدث أو الحالة – لستُ لغويا للأسف- لكنه يتعمق في اللغة ليختار الفعل المناسب والنعت الدقيق ليكتب بدقة متناهي ويصور لك المشهد متكاملاً ويضع القاريء في منتصفه.


الخاصية الثانية كثرة إستخدامة للنعوت حين يتطرق إلى تحليل الحدث بكل تفاصيله مما لا يدع مجالاً للقاريء بأن يخمن المجهول. قال عنه الكاتب البريطاني العظيم فورد مادوكس فورد أن كونراد حين يقوم بوصف حادثة قتل فإنه سيأخذك إلى أسبابها وعلاقة القاتل بالمقتول. سينتقل بك معه إلى الطريقة التي حصلت بها الجريمة وكيف طعن القاتل القتيل، وبأي يد كان يمسكها، وحدت السكين وشكلها وصانعها. وربما أنه يعود بك للوراء إلى الوقت الذي إشترى فيه القاتل السكين وشخصيته المضطربة والتي أثارت الشك في البائع. وما الذي دفع البائع إلى تجاوز شكوكه ليبيع هذه السكين له. وربما أنه يعود بنا إلى البائع وحالته المادية ومشاوراته مع العاملين معه حول بيع هذه السكين. إنتهى كلامه بتصرف كبير. جوزيف كونراد يحلل ويتعمق في الحدث بكل تفاصيله وحذافيره من أجل أن يقنع القاريء بما يكتبه. إنه من النوع من الكتاب الذين يحترمون القراء بشكل كبير ولا يدعون ثغرة واحدة في نصوصه تقع في دائرة الشك.


جوزيف كونراد لم يتخذ الكتابة عملاً أو هواية، لكنها كانت حياته التي أختارها. إنه شخص متفاني جداً في حبه للكتابة إلى الدرجة التي كان يجعل زوجته تغلق عليه باب مكتبه في الصباح والمساء ولا تفتح الباب إلا من أجل تناول وجبتي الغداء والعشاء ثم الذهاب إلى النوم. هذه الشخصية العظيمة لا يمكن تجاهل مدى تفانيها وإخلاصها من أجل الكتابة الأدبية الإبداعية برغم أنه عاش فقيراً ولم يحضى بنصيب من الشهرة إلى في أواخر عمره. حيث كانت رواياته تناقش قضايا انسانية عميقة وتهاجم الإمبريالية الأوروبية وحب المال والتسلط وإستغلالها للشعوب الأخرى ونهب أموالها وممتلكاتها.


إنه يكتب كما لو أنه ينحت على الصخر، تقول أحدى الروايات التي ذكرتها زوجته أنه أمضى يوم كامل يراجع جملة واحد في رواية نوسترومو، لم يكن يراجعها من أجل تركيب الجملة أو كلماتها لكن من أجل الفاصلة. تقول زوجته أنه حذف الفاصلة في الصباح وأعادها في المساء. أو كما تقول الحكاية أنه في أحد الأيام سألته على وجبة الغداء ماذا فعلت اليوم فقال "حذفت فاصلة" بعد ذلك سألته على طعام العشاء ماذا فعلت فقال "أعدت الفاصلة".


أهم رواياته :
ـ قلب الظلام 1899م
_ زنجي السفينة نرجس ـ 1897م.
ـ لورد جيم ـ 1900 م .
ـ نوسترومو ـ 1904 م.
ـ العميل السري ـ 1907 م .
ـ تحت عيون الغرب ـ 1911 م .
ـ الصدفة ـ 1913 م .
ـ النصر ـ 1915 م .
ومن مجموعاته القصصية :
ـ الشباب وقصتان أخريان 1902 م.
ـ العاصفة وقصص أخري 1903م .
ومن أعماله النثرية :
ـ سجل شخصي 1912 م.
ـ مذكرات عن الحياة والأدب 1921م .

==

جوزيف كونراد
" اختار البحر ، واختارته الكتابة ..


الأديب البولندي جوزيف كونراد اختار البحر .. واختارته الكتابة .

الكثير من الناس يختارون المهنة التي يعملون بها ، والقليل منهم فقط هم الذين تختارهم مهنهم ..
حدث هذا في حياة الأديب البولندي الشهير جوزيف كونراد واسمه بالكامل جوزيف تيودور كونراد نالكز كورزينبوسكي المولود في العام 1857 م في برويز تسيو ببولندا .
عاش حياة ملؤها الغرابة والصعاب ولكنه اخترق شعابها ولم يقف عاجزاً أمام صعابها وتحدياتها .
ولد كونراد لأب أديب وثوري وأم تنتمي لاحد الأسر الثرية في بولندا.
في تلك الأونة كانت بلاده تعاني من وطأة حكم القياصرة فناضل أهلها في سبيل الخلاص من هذا الحكم ، فما أن بلغ الطفل عامه الثالث حتي وجد نفسه ومعه أمه يسعيان للحاق بالأب الذي نفذ فيه حكم النفي إلي خارج البلاد عقاباً له علي نشاطه الثوري ، وفي المنفي عاشت تلك الأسرة ظروفاً حياتية قاسية مما كان له الأثر السيئ علي صحةالوالدين فماتت الأم وسرعان مالحق بها الأب ولم يكن الصبي قد بلغ عامه الثامن .
عاش الصغير في بيت خاله الثري وهو يعاني من مرارة الوحدة واليتم ، ولكن الكتب التي كانت جزءاُ لا يتجزأ من حياة صاحب البيت جعلت من الصبي شيئاً آخر فهو يقرأ وبنهم شديد كل مايقع تحت يده من كتب ، وليس ذلك بغريب عليه خاصة وأن الأب الراحل قد قام بترجمة أعمال أدبية لمشاهير من أمثال وليم شكسبير وجان جاك روسو .
وسنحت الفرصة لكونراد في تلك السن ليجوب القارة الأوربية بصحبة معلمه الخاص ، حتي إذا بلغ الصبي سن السادسة عشرة من العمر فأعلن عن رغبته في العمل بالبحر مما أثار حفيظة أهله فثاروا ضده بسبب استيائم من تلك الرغبة ، ولكنهم سرعان ما استسلموا للأمر الواقع ولم يجدوا بداً من الرضوخ فسافر إلي مارسيليا عام 1874 م وتدرب هناك ثم عمل بالبحرية التجارية الفرنسية .
واستطاع كونراد أن يعلم نفسه بنفسه اللغة الإنجليزية من خلال المعاملات مع البحارة علي ظهر السفن .
حصل كونراد علي الجنسية البريطانية في العام 1886 م وعمل بعدها علي السفن البريطانية وغيرها في رحلات إلي المستعمرات في الشرق ، استطاع في خلال تلك الرحلات عبر آسيا وأفريقيا كسب الكثير من الخبرات ورأي بعيني رأسه شعوب تلك البلاد ومستعمريها من البيض .
وبعد فترة تبدلت نظرته الرومانسية للبحر والعوامل الطبيعية التي يتسم بها وحلت محلها تلك الفلسفة الواقعية التي تري الخطر المحدق كامناً وغير مرئي في كل المظاهر الطبيعية من بخار وعواصف وأخطار مما جعله بالتالي يشفق علي حياة قباطنة وبحارة السفن وهم يصارعون الأنواء والعواصف في كفاح أقل ما يوصف به أنه صراع مرير من أجل الحفاظ علي سفنهم وحيواتهم .
ولعل أشد ما أثار انتباه كونراد في خلال تلك الرحلات هو الأطماع المادية والقسوة التي تتلقاها الشعوب المستعمرة علي أيدي المستعمرين ..
وهنا وجد كونراد نفسه يوجه قلمه للدفاع عنهم وليعلي من أصواتهم حيث كان يسميهم ( من لا صوت لهم ).
وقد كان من أسباب اعتزاله البحر هو مرضه الشديد بسبب هذا العمل الشاق ، ومن هنا وجد نفسه ممن اختارتهم الكتابة لأن يحترفوها وليصبح روائياًُ يشار عليه بالبنان .
ففي العام 1895 م كان كونراد قد قام بنشر أول رواية كتبها في أثناء رحلاته الأخيرة ، وبعدها تزوج من سيدة إنجليزية تصغره في السن وتقل عنه ثقافة وإدراكاًُ ليجد نفسه يعاني المزيد من العزلة رغم استقراره في بريطانيا .
ولم تنته معاناة كونراد في الكتابة بل ظل بسبب اختياره الكتابة باللغة الإنجليزية ـ التي لم تكن لغته الأم ـ أن يكتب بالبولندية ثم الفرنسية ليضع الكتابة في قالبها النهائي باللغة الإنجليزية ..
وقد شكل هذا الأمر الكثير من الصعوبات لهبالنسبة له خاصة وأنه في بداية حياته الأدبية ولكنه تخلص من ذلك وتميز أسلوبه بالقوة والثراء .
ولما كان من العسير علي أي كاتب أن يعتمد علي قلمه في كسب قوت يومه فقد عاني كونراد أيضاً من هذا الأمر خاصة وأنه ككاتب يجب عليه أن يرضي القارئ الإنجليزي الذي كان وقتها يعاني من محدودية الثقافة ولا تجذبه سوي الكتابة عن المغامرات المثيرة .
وقد استفاد كونراد من قراءاته المتنوعة لكبار الكتاب من أمثال شكسبير وديكنز ومن تجاربه المتنوعة في حياة البر والبحر سواء بسواء وشكل له ذلك زخماً كبيراً اعتمد عليه كمادة للكتابة ، كما شكلت له تجاربه السياسية وعمق فهمه لتلك الحياة وأسراراها منطقة ثراء في هذا المجال ساعده كثيراً .
كتب كونراد العديد من الروايات والأعمال القصصية والمقالات النثرية ورسائل لأهله وأصدقائه وناشريه دونما انقطاع في خلال رحلة حياته التي انتهت بوفاته في العام 1924 م فيما تزيد في عددها عن خمسة وعشرين كتاباً ، ومن أهم رواياته :
ـ زنجي السفينة نرجس ـ 1897م.
ـ لورد جيم ـ 1900 م .
ـ نوسترومو ـ 1904 م.
ـ العميل السري ـ 1907 م .
ـ تحت عيون الغرب ـ 1911 م .
ـ الصدفة ـ 1913 م .
ـ النصر ـ 1915 م .
ومن مجموعاته القصصية :
ـ الشباب وقصتان أخريان 1902 م.
ـ العاصفة وقصص أخري 1903م .
ومن أعماله النثرية :
ـ سجل شخصي 1912 م.
ـ مذكرات عن الحياة والأدب 1921م .
غي ما تركه من مجلدات مختلفة لرسائله .
ومات كونراد في العام 1924 بعد حياة حافلة بالعمل الجاد في آخر مقر أقام به في إنجلترا ( أوزوالدز ـ بيشو بزبورن ) قرب كانتربري وهو في سن السابعة والستين ، وكتب علي لوحة قبره بساحة كنيسة كانتربري العبارة الأخيرة التي خطها في آخر مؤلفاته :
" نوم بعد مشقة ، ومرفغأ بعد عاصفة ، ويسر بعد حرب ، وموت بعد حياة . تجلب أعظم السرور ".
وقد احتل كونراد مكانة كبيرة في تاريخ الأدب الإنجليزي بعد أن ضخ في القصص الإنجليزية دماً جديداً وقوياً ، وكان انتاجه أكبر دليل علي تعاطفه مع الإنسان وقضاياه في كل مكان فكان يدعو إلي التعايش والتعاطف بين شعوب الأرض جميعاًمن خلال أسلوب مرهف وبعد إنساني كببر .
elabbasy_story@yahoo.com


يتبع جوزف كنراد