عرض مشاركة واحدة
قديم 05-26-2014, 02:41 PM
المشاركة 152
عبده فايز الزبيدي
من آل منابر ثقافية

اوسمتي

  • غير موجود
افتراضي
باسل البزراوي
هو أبو محمد باسل بن محمد بن علي بن موسى بن أحمد البزراوي, و تبضط البزراوي بباء مفتوحة و زاء ساكنة و راء مفتوحة، من مواليد قرية "رابا" في محافظة جنين في فلسطين. تعلّم الشاعر في مدرسة القرية حتى الصف التاسع ومن ثمّ أكمل دراسته الثانوية في بلدة " قباطية" القريبة. التحق بالجامعة الأردنية ولم يكمل دراسته فيها بسبب اعتقاله في الضفة الغربية على أيدي قوّات الاحتلال, ومنعه من الخروج عبر الجسور. التحق بجامعة بيرزيت ودرس اللغة العربية وآدابها وتخرّج فيها عام 1984. عمل الشاعر " دقّاقاً" لحجارة البناء, وظل في هذه المهنة حتى عودة قوّات منظمة التحرير الفلسطينيّة وإقامة السلطة الوطنية الفلسطينيّة التي قامت بدورها بإنصاف كل المحرومين والممنوعين من العمل في ظل الاحتلال, حيثُ عمل الشاعر معلّماً للغة العربية في مدارس المحافظة وما زال على رأس عمله حتى الآن.
حصل البزراوي على ماجستير في النقد الأدبي من جامعة النجاح الوطنية في نابلس.
و لباسل اتلبزراوي خمسة أولاد ، أما الأبناء فهم: محمد و يسار وخالد ، أما البنات فهن: روان و هُتاف.
أعماله الأدبية:
1- أغنيات في الزمن المستعار- شعر عام 1986 م.
2- أقول لكم- شعر - عام .
3- نفحات من مرج ابن عامر- شعر- مجموعة مشتركة مع شعراء من محافظة جنين .
4- ترنيمات على أوتار الزمن- شعر- 2010 م .
5 - قصائد- شعر- جمهورية مصر العربية عام 2012 م.
6- ملامح الغربة والحنين في الشعر الشعبي الفلسطيني- دراسة عام 2012 م.
7 - سميح القاسم: دراسة أدبية نقدية في قصائده المحذوفة عام 2008 رسالة ماجستير

ترافقنا أنا و البزراوي في منتديات منابر الثقافيىة ،
و من شعره:
صمتٌ,,,,
وأدتُ هنا الشعرَ الجميلَ المحبّرا = كأنّيَ لم أسكُبْ منَ السحر أنْهُرا
كتبتُ نعمْ, لكنّ غيثَ قصائدي تسلّلَ في بيدِ الجفافِ وأصحَرا
وسلّتْ رمالُ البيدِ سيفاً وأسرَجَتْ خيولَ النوى البيضاءَ في لُجَّةِ السُّرى
فلا الرملُ يستسقي الغيومَ وفيضَها ولا الشعرُ يرسو في كثيبٍ تمطّرا
تنوءُ بها الحالُ التي كانَ وقعُها مداراً لها بينَ الشغافِ ومِنْيرا
وتسقي حِمى الأيّامِ وجداً ودونَها سَواقٍ يحارُ الموجُ فيها مُكَسّرا
تَدارَكتُ صوتي حين لجّ على المدى وتاهَ على إيقاعِ حلمينِ مُضْمَرا
وتاهَت بهِ ريحُ الصحاري وهوّمَتْ على نزفِ حرفٍ باتَ فيها مُعَسْكَرا
لِتُرخي على نأي البحارِ خميلةً من الليلِ تعفو إذ يجنُّ بها الكرى
فيُوغِلُ في قتلِ الزمانِ جَهامُها لتقفِرَ أرضُ الأمسِ شكلاً وجوْهَرا
أراها تباري النوءَ روحاً شفيفةً فأهذي إلى الصفصافِ صمتي المعَثّرا
تنادمُ لونَ السهوِ حتى يفيئَها شراعٌ يُداني موجَها المتعكِّرا
فتكسرُ مِجذافيْنِ حتى رأيتُها على شَفَةِ الأيامِ ظاعنَةَ الذرى
حملْتُ قناديلي وأطفأتُ ليلتي وبؤتُ بصمتي كي أكونَ ولا أرى



2. قصيدة ( يا طائرَ البرق):
يا طائرَ البرقِ ما للبرقِ يُصبيني؟ = ويوقدُ الشوقَ في صدري ويغريني
أبيتُ أرقبُ خلـفَ الغيـمِ مطلعَـهُ وفي الحكايـا وأزهـارِ البساتيـنِ
أرى الوميضَ كأنّ الصبحَ يسكنـهُ وحولهُ الغيمُ سارٍ فـي شرايينـي
أسامرُ الغيمَ علّ الهمسَ يحمِلنـي إلى فضاءٍ سرى في الفجر يَحكيني
أضمُّ عطرَ الثرى فالصبحُ يألفنـي ويشربُ الخمرَ من دنّي ويروينـي
وأسْكِرُ الصبحَ من خمر القصيدِ بها وإن تنكّر لـي صبـوُ الشياطيـنِ
فقد غدوتُ حروفاً مـن حكايتهـا تشيخُ فيها أساطيـري وتوحينـي
مضى الزمانُ بها, ما للزمانِ ولي حتى تبعثرَنـا ريـحُ الخماسيـنِ؟
تلوذُ فـيَّ وتـذرو دمعَهـا ألمـاً وما تظـنّ بـأنّ الدمـعَ يُدمينـي
وما تظنّ بـأنّ الـروحَ تسكنهـا وتسكنُ "الطيرةُ" النجوى و"سيرينـي"
وفيّ حلّت ربا "حيفا" ومـن ألمـي تبوحُ "ميعارُ" أسـراري و"مَيْرونـي"
تعيش فيّ وتحلو حيـن تنبضنـي بين الضلوع وعند الليل تهذينـي
تجيشُ في الصدر آهـاتٌ أعلّلهـا بما أمِلتُ وهل دهـري يُوافينـي؟
فلستُ أدري إذا ما شاخ لـي أمـلٌ والليـل يظلـمُ والأيـام تعيينـي
فمنذُ أن كنتُ كنتِ الجرحَ يُؤلمنـي وكنتِ دفءَ حروفي في دواوينـي
وكنتِ لي وطناً في القلب أحملُـهُ وما يَزالُ علـى الآمـالِ يحيينـي
لك القصائد مثل السيـل تسكبهـا روحي فتسقي لماها ما تُساقينـي
ما أنت إلا احتراقاتـي وموجدتـي ولستِ إلا عبيرَ الشعـر يعرونـي
أدمنتُ روحك أسقيها الهوى بدمي وأعزفُ الدهرَ ألحـانَ المجانيـن
فمـا ذكرتـك إلا بـتّ أبصرنـي من رقّة الشوقِ قد تاهت عناويني
فهل نعودُ وهل للنفس مـن وجـعٍ إلا فـراقٌ, وأرضُ الله تَطويـنـي
وهل تروقُ الليالي بعـد جفوتهـا وتشرقُ الشمسُ بينَ الغيمِ تحدوني
ظمئتُ واللهِ, إذ ضاقت بما رحُبـت كلُّ الحدودِ وغيضَ الحبرُ من دوني
وتاق قلبي شذا الأغصان مائسـةً مع النسيم وأصـواتِ الحساسيـنِ
فكيف أسلو وما في سلوتـي أمـلٌ إلا اجتراحُكِ من عطر الرياحيـنِ؟
فما سلاني اختلاجُ الروح أو بكرتْ إليّ تسعى الخوافي كي تُناجينـي
فصرتُ أهذي وتهذي بي مخيّلتـي في كلّ ناحيةٍ قـد تـاهَ مكنونـي
وقفتُ ليلاً أناجي الظلّ واشتعلـت في مقلتـيّ أساريـري لتصبينـي
فتثملُ الروحُ من راحٍ بها انسكبت على القوافي فكانت فيـكِ أفيونـي
لك الدواوينُ من جرحٍ ومـن أمـلٍ يسري بقلبي وروحي يومَ تكويني
فلا تظنّـي بـأنّ الشعـرَ ينبضُـهُ سوى ربوعك في الوهج الفلسطيني




3. قصيدة (طيف الذكرى):

طيفٌ من الذكرى يمرُّ ويعبرُ = فيزيدُ حزنَ النفسِ ما أتذكّرُ
وتعودُني الذكرى ويشجيني الجوى ويروعُني حُلمي وصَدري مَحشرُ
فلقد عرفتكِ يا دلالُ ومجدُنا جمرٌ على جمرِ اللظى يتفجرُ
ولقد ذكرتُكِ والذئابُ تنوشني وينوءُ بي جسَدي , وشِعري يُنكرُ
ذكرى تؤرِّقني فأبكي وردة عبقت, وأحياها الغمامُ الممطرُ
فدلالُ حينَ تضرّجت بدمائها أنقى من الطهرِ الطهورِ وأطهرُ
طالت سنونَ البعدِ واشتعل النوى في مقلتيكِ ...فلم تعدْ تستذكرُ
أختاه أسقمَنا الرحيلُ وأوغلتْ فينا المنونُ وحالُنا مُستنكَرُ
نعبَ الغرابُ بأرضنا واسترسلتْ فيها البغاثُ كأنها تستنسرُ
ونهونُ بعدَكِ إذ يداهمُنا الرّدى وثعالبُ البيداء فينا تمكرُ
أنتِ التي عشقتْ سماءَ بلادِنا وترابَها, فأتتْ إليها تبكرُ
قد عدتِ في خفَرِ السواحل عودة للبرتقالِ وأرضِهِ تستحضرُ
أختاهُ أذكرُ حين دقّ بكِ الهوى أبوابَ حيفا والمنايا تمطِرُ
عرفتك بيّاراتُها فتألّقت فيها الشجيراتُ الحبيبة تسكرُ
ألِفتْ مروج البرتقالِ حبيبةً يحلو بعينيها الأريجُ الأسمرُ
ويحوكُ وجنتها اسمرارُ عروبتي المشبوبُ زيّنه النجيعُ الأحمرُ...
عيناكِ بارقتانِ في أهدابها عنفُ الصقورِ وقد نماهُ الكوثرُ
عيناكِ أبلغُ من بنادق سادةٍ صَدِئت كما صَدئوا فبئسَ المنظرُ
عيناكِ أبلغت العدوَّ بأنها أسيافُ خولة حين همَّ الأزوَرُ
واللهِ إن نظرتْ عيوني لحظةً في مقلتيكِ خجلتُ ممّا أنظرُ
أخجلْتِ كلَّ "القاعدينَ" وزادُهم لوْكُ السياسةِ والحديثُ مزوّرُ
وأكادُ حين أرى البريقَ يهزّني شوقٌ, ويرتعشُ الحنينُ المضمرُ
أشتاقُ للزمن القديمِ وثورةٍ هزّت كيانَاً للطغاة فغوّروا
هزّ الفدائيُّ العروشَ فأزهرت آياتهُ فينا وفينا تثمرُ
تقضينَ في الأسر الغريبِ مَشوقةً والشوقُ نارٌ والقلوبُ تهجِّرُ
تقضي الثلاثينَ العجافَ غريبة وقريبة, وعيونُنا تستعبرُ
لا ملكَ إلاّ بالدموعِ نشيدُهُ ولَكِ الملائكُ يسجدونَ إذا انبروا
فلْيعلَمِ الأعداءُ أنَّ بناتنا أمضى من القدرِ العظيم وأقدرُ
فدلالُ تقتحمُ العساكرَجَهرَة فيفرُّ قدَّامَ المنايا العسكرُ
فمن الجبالِ الراسياتِ تسنّمت قممَ البطولة والوغى يتنكّرُ
ومن السهول الساحلية نبضُها حلّ الوريدَ على الوريدِ يكبّرُ
ومن الزهورِ اليافويّة أرجُها ومن الجليلِ جلالُها مُتحَدِّرُ
ومن الشموخ التلحميّ إباؤها ومن النخيل شموخُها المتنوّرُ
فالأرضُ أرضكِ يا دلالُ ومهجة الثوّار أنتِ... وذكرُكِ المُتطهّرُ
فلقد نمتكِ الماجداتُ وأرهفتْ حسَّ الكفاحِ حَرائرٌ وتحرُّرُ
ورضعتِ من ثديِ الخليلِ بطولة تخشى صلابَتها الرياحُ الصّرصرُ
أختاهُ قومي وانظري ما نابَنا فالليلُ يعكرُ صفوَنا ويكدّرُ
ضَنّت عواصمُنا وأغرقَ رملَها بالدمِ مِنْ بعدِ النَّضَارِ البربرُ
وقضى الخريفُ بأنْ يخرّفَ شاعرٌ ويذودُ عن حلفِ القنافدِ كنغرُ
لتبوءَ بالتطبيعِ سادة أمّتي يتلاهثونَ, وفي السباقِ تكرّروا
وتبلُّ أوطاني الخدودَ بدمعِها ويُبلُّ من دمِنا الترابُ الأطهرُ
أدلالُ أنتِ لأمتي مرثيّةٌ تبكي على غدر الزمان وتزفرُ
تبكي وتندب ما سَئِمْنا وقعَهُ في النفس من ذلٍّ وعارٍ يبحرُ
تبكي مِنَ الساداتِ مَنْ باع الحمى وابتاع خمراً للذواتِ ليسكروا..
فأمامَ عينيكِ الجميلةِ تنحني الهاماتُ إجلالاً , وفيها تكبرُ
وأمامَ روحِك تستفيقُ قصيدتي والصوتُ يهدرُ والمدى مُستنفرُ
فترنّمت أطيارُ شعري حينما خضّبتِ ساحلنا بقانٍ يقطرُ
وتراقصت كلُّ الحروف وهوّمت روحُ الشهيدة في القصيدِ تعمَّرُ
لكنّ شعري ضاعَ فيكِ قديمُه فشرعتُ أكتبُ مُحْدَثاً وأحبِّرُ
فالشعرُ فيكِ يزلزلُ الأفقَ الذي رسموه غدراً بالقضية يغدُرُ
واستبدلوا الزمنَ الجميلَ بطبعةٍ نبدو بها في عكسِ ما نتصوّرُ
سيظلُّ شعري خالداً "بدلالِهِ" وتظلُّ فيه "دلالُ" روحاً تزهرُ

وسائلٍ عَنْ أبي بكرٍ فقلتُ لهُ:
بعدَ النَّبيينَ لا تعدلْ به أحَدا
في جنَّةِ الخُلدِ صِديقٌ مَعَ ابنتهِ
واللهِ قَدْ خَلَدتْ واللهِ قَدْ خَلَدَا