عرض مشاركة واحدة
قديم 06-25-2013, 11:24 PM
المشاركة 2
محمد جاد الزغبي
مستشار ثقافي

اوسمتي

  • غير موجود
افتراضي
أما الثانى حازم أبو إسماعيل فنموذج آخر للمساخر التى نشاهدها بين مدعى التدين , فالرجل لم يكتف بأن جعل أمه حديث الركبان ! , ولم يكتف من تلك الفضيحة التى واكبت ترشيحه للرياسة , بل وضع نفسه فى بوتقة واحدة مع الإخوان وأصبح ــ بلا حياء ــ يهاجم السياسة الأمريكية ليل نهار بينما عائلته كلها مقيمة فى الولايات المتحدة وحاصلة على جنسيتها ,
وبغض النظر عن ثبوت جنسية والدته , فقد حصلت على ( الجرين كارد ) باعترافه فضلا على حصول بعض إخوته وأقربائه على الجنسية وإقامتهم الكاملة فى أمريكا !!
فكيف يمكن التوفيق بين التناقض الصارخ فى شتم أمريكا ليل نهار واعتبارها ــ وهى كذلك ــ دولة الكفر والإلحاد والحرب على المسلمين , بينما نصف عائلتك أقسموا بالولاء للطاغوت الأمريكى , وهم شركاء فى السياسة الأمريكية باعتبارهم مواطنين لهم حق الإنتخاب , ومقيمين هناك فى دولة الكفر والعدوان ؟!!
وإن قال قائل أن الرجل ليس له ولاية على إخوته وأصهاره , فالرد البسيط أن حازم أبو إسماعيل تقدم لرياسة الدولة , وقدمه أنصاره كخليفة للمسلمين , وأعلن أنه سيقنع المجتمع بالتحول الكامل للشريعة الإسلامية , فإذا كان عاجزا عن إقناع ذوى رحمه بأفكاره فهل سيصدقه الشعب ويقتنع به !!
ولا زال الرجل إلى اليوم يطلق الإتهامات بالولاء لأمريكا فى مواجهة الجيش المصري والمواطنين دون ذرة من حياء ,
لهذا استحق أن تجعله إحدى الراقصات ألعوبتها الأثيرة , فلم تعد له حشمة من أى نوع , والعيب هنا ــ كما قلنا مرارا ــ ليس عيب الراقصين والداعرين لأن سمتهم الطبيعى انفلات الأخلاق , إنما العيب عيب من أسقط حشمته وهيبته وأخلاقه بين الناس بتناقض مواقفه مما جعله صيدا سهلا لهم ,
ولا يمكن عتاب الساخرين منه قبل عتابه هو لأنه بأفعاله الهزلية أصبح بديلا لاسماعيل يس فى نفوس الشعب , فكم من مرة خرج بهتاف حنجورى زاعق مهددا المجلس العسكري برد مزلزل إذا تم استبعاده فى الإنتخابات وبعد استبعاده لم نسمع له حسا ولا خبرا !!
ودعا فى مرات متعددة لعدد من الإعتصامات والمواجهات ثم فر منها أو لم يحضرها أصلا تاركا الشباب الذين صدقوه فى مواجهة المولوتوف والرصاص فى أحداث مجلس الوزراء والعباسية والإسكندرية , ولم نره معتصما إلا فى اعتصام مدينة الإنتاج الهزلى ــ الذى ذبحوا به العجول ــ وأكلوا وشربوا ثم انصرفوا لا يلوون على شيئ !!
ودفاعه المستغرب من البعض عن جماعة الإخوان , هو استغراب فى محله , فالرجل حورب من جماعة الإخوان , وكان الإخوان ـــ وفق شهادة العديدين ــ هم من وراء تفجير قضية جنسية والدته , وهم الذين رفضوا دعمه أو ترشيحه للرياسة , وكان من المنطقي أن يقف الرجل ضدهم ..
ليس لأجل غدرهم به فقط , بل لأجل غدرهم بأبيه أيضا الشيخ صلاح أبو إسماعيل ..
فما لا يعلمه الكثيرون أن الإخوان فى اتفاقها الإنتخابي الشهير مع حزب الوفد فى ثمانينات القرن الماضي ونزولهم على قوائمه , كان راعى الإتفاق ومنفذه الأصلي هو الشيخ صلاح أبو إسماعيل الذى فاوض الطرفين وجمعهم على التحالف , ونجح التحالف بالفعل وحصد عددا كبيرا من مقاعد البرلمان ..
ثم حدث بعد ذلك أن اختلف الشيخ صلاح مع حزب الوفد الذى انتمى إليه حزبيا , وفصله الحزب , فماذا كان موقف الإخوان يا ترى .. ( عملوا من بنها على رأى التعبير الشعبي المصري )
تجاهل الإخوان موقف الوفد تماما كعادتهم واستمروا فى تحالفهم مع الوفد مضحين بالرجل رغم خدماته لهم وانتماؤه لنفس التيار ..
فالمنطق يقول أن يرث حازم أبو إسماعيل مرارة التجربة ومرارة الغدر , لكنه لم يفعل , تفسير ذلك بسيط لأى متأمل ..
فوقوف حازم أبو إسماعيل مع الإخوان رغم أفعالهم وانهيار شعبيتهم , ورغم أن حازم نفسه كان يقف موقفا عدائيا لهم من قبل انتخابات الرياسة لا يفسره إلا أن الإخوان يملكون رقبته , وأعنى بها امتلاك الإخوان لمستندات جنسية والدة الشيخ حازم , وهو الأمر الذى لا زال ينكره حازم أبو إسماعيل لليوم , ولهذا ــ وتحت هذا الضغط ــ قبل أبو إسماعيل أن يصبح اليد الغليظة للإخوان بتنظيم ( حازمون ) ويضعه نفسه تحت إمرتهم ضد الإعلام المناهض لهم , رغم أنه لم ينتبه فى معاداته للإعلام أنه يدين لهؤلاء الإعلاميين بالكثير , فلا توجد قناة فضائية مستقلة أو مذيع أو صحفي ممن سبهم أبو إسماعيل لم يجلس هو نفسه ــ أكثر من مرة ــ مادحا لهم متزلفا إليهم وهم يستضيفونه فى برامجهم ليصنع شعبيته التى ارتفعت قبيل الإنتخابات الرياسية وانهارت بعد ذلك ..
تناسي أبو إسماعيل هذا التزلف والنفاق الذى كان يمارسه وكأن الذاكرة الشعبية تفقد المشاهد تلقائيا ..
لكن من سوء حظه وحظ الإخوان أن الذاكرة اليوم مسجلة بالصوت والصورة , والتناقض كان كاشفا وفاضحا
ورغم هذا لم يبال أبو إسماعيل والإخوان , وراهنوا على أن عقول أتباعهم صماء لا تعى وأنهم سيبررون لهم مواقفهم المخزية حتى أبعد مدى , وهو ما حدث بالفعل فلا زال أتباعه يدافعون عنه وعن مواقفه لليوم ويلتمسون له الأعذار فى فعل لو كان فاعله هو البرادعى لصنعوا منه فيلما كاملا عن عمالة البرادعى لأمريكا !!
وتصوروا ــ للحظة ــ أن الشعب سيقبل ما يقبله أتباعهم من تعطيل العقل , لكن الناس فاجأتهم انهيار شعبيتهم أولا , ثم بانعدام حشمتهم أمام الرأى العام ليفقدوا أهليتهم للحكم قبل حتى أن يفقدوا الشرعية