عرض مشاركة واحدة
قديم 12-29-2012, 12:40 PM
المشاركة 17
ايوب صابر
مراقب عام سابقا

اوسمتي

  • غير موجود
افتراضي
كتاب اللاطمأنينة لفرناندو بيسوا كاملا بالعربية
محمد الحمامصي
ترجمه المغربي المهدي أخريف
كتاب اللاطمأنينة لفرناندو بيسوا كاملا بالعربية

محمد الحمامصي: صدرت عن المركز القومي للترجمة في مصر طبعة جديدة من الترجمة العربية لكتاب (اللاطمأنينة) للشاعر البرتغالي الشهير فرناندو بيسوا من ترجمة وتقديم الشاعر والمترجم المغربي المهدي أخريف الذي أكد في مقدمته أنه لا شك في أن ظهور الكتاب في طبعته الكاملة للمرة الأولى في لغته البرتغالية الأصلية في لشبونة عام 1982 قد سدت ثغرة أساسية في معرفتنا بواحد من أكبر شعراء العالم في هذا القرن, وفي كل العصور. فقبل هذه الطبعة كانت معرفتنا بهذا الكتاب النثري الفريد جزئية لا تتجاوز بعض النصوص, وحتي الطبعة المشهورة من الكتاب قبل هذا التاريخ التي ظهرت 1961 تحت عنوان (صفحات مختارة) لم تحو سوى مقاطع محدودة لا تشكل من المجموع الأصلي للكتاب سوى نسبة ضئيلة, ومع ذلك فعليها تم الاعتماد في كافة الترجمات التي أنجزت إلي اللغات الأوروبية من الستينيات حتي مطلع الثمانينيات من كتاب (اللاطمأنينة).‏
ويضيف أخريف: معروف أن بيسوا "1888 ـ 1935" كان قد نشر في مجلة "AAguia" عام 1913 نصا نثريا معنونا بـ"في أريكة الانعطاف" قيل إنه كون جزءا من "كتاب اللاطمأنينة" الذي كان قيد الانجاز. وحينئذ كان بيسوا كاتبا شابا معروفا على نطاق محدود، ولم يكن قد نشر وقتها غير سلسلة مقالات في مجلة "AAguia " حول الشعر البرتغالي. وقبل عام من ظهور المقال المشار إليه كان بيسوا قد صرح باحتمال كتابته لسلسلة قصائد باسم شاعر مختلق يدعى ريكاردو ريس، الذي سيغدو أكبر من مجرد اسم مستعار لـ "بيسوا". سيغدو أنا آخر فيه وندا له، أي شخصية تمثل دورها داخل مسرح من الشخوص بدلا من مسرح الوقائع أو الفصول، شخصية مستقلة في تفكيرها ومزاجها عن خالقها نفسه.لكن في عام 1914 لن يكتفي بيسوا بإخراج ريكاردو ريس وحده إلى حيز الوجود الأدبي بل سيخلق معه وإلى جانبه وباستقلال عنه شاعرين مختلفين عنه أوضح ما يكون الاختلاف في الشخصية والأسلوب الشعري، هما البيرطو كاييرو والبارودي كامبوس، ولسوف يجد نفسه مقودا، بالقوة الرمزية الفعلية لهذه الشخصيات في داخله، إلى إدارة لعبة ظهور أنداده الشعريين هؤلاء على مسرح الإبداع الشعري والأدبي، مطورا ومعمقا مساره ومساراتهم في الوقت نفسه الذي حافظ فيه على لعبة توليد وتعديد أشباهه وأقنعته وتورياته المدوخة خلف عشرات الأسماء المستعارة.وفي تلك السنة بالذات، سنة ظهور الأنداد الثلاثة الكبار، ظل بيسوا يعتبر "كتاب اللاطمأنينة" كتابه الخاص، يتضح ذلك من خلال رسائله إلى الشاعر Azoriano Armando Cortes الدالة على وضعه النفسي المأزوم والكاشفة عن الكيفية المتقطعة التي كان بيسوا يشتغل بها على الكتاب.
ويقول المهدى أخريف: منذ ذلك التاريخ لم يتوقف بيسوا قط عن كتابة الشذرات والمقاطع تلو الأخرى من كتابه المدهش وإن بطريقة متقطعة جدا. ويبدو أن سنة،1929 حسب أنخيل كريسبا وآخرين ولو أن القرائن المقدمة غير كافية كانت السنة التي استعاد فيها بيسوا حماسه لمواصلة الكتابة بإيقاع أكثر كثافة وغزارة وفيها أيضا اختلق شخصية "برنارد سوار" الذي تسبب له في مشاكل وتعقيدات عديدة في ما يخص نوعية العلاقة القائمة بينهما، هل هو أنا آخر له، أم مجرد شخصية أدبية، وكذلك في ما يتعلق بالأسلوب وطريقة الكتابة والمنهاج المتبع في الكتاب. بدون أن نغفل الإشارة إلي أن بيسوا الذي اعتبر دائما كتاب اللاطمأنينة كتابه هو، كان ينسب الكتاب موقعا من طرفه ـ إلي فيسنطي غيدس ـ كما يوضح مقال له بعنوان وجوه يعود إلي حوالي 1915، ثم فيما بعد إلي الند الأقل شهرة بارون دي تايبي، غير أنه حتى بعد أن استقر رأيه علي برنارد سوارش فقد ظل يعتبره دائما نصف نديد تارة ومجرد شخصية أدبية تارة.
لقد توفي بيسوا قبل أن يتمكن من نشر الكتاب، والأسوأ من ذلك ـ يقول دوبرادو كويهو وأنخيل كريسبو أيضا ـ قبل أن يقوم بإجراء التنقيحات التي كان ينوي القيام بها لأغلب مقاطع الكتاب، بالإضافة إلي ما تستلزمه عملية النشر من ضرورة إخضاع الطبيعة الشذرية المقطعية لكتابته إلي نوع من التنظيم والبنينة، وهو الأمر الذي أدي إلي تأخر ظهور الكتاب في طبعته الكاملة حتى عام 1982.
ويؤكد أخريف في ختام مقدمته: "إن "كتاب اللاطمأنينة" كتاب يوميات، أجل، لكنها يوميات لا تشبه أي كتاب آخر، يوميات باطنة، حفريات في الذات أو بالأحرى الذوات، في لا واقعية الواقع وواقعية الأحلام والأوهام، هو كتاب نثر لكنه نثر مأهول بالشعر، وهو كتاب الإحساس وهو كتاب التأمل الجذري الذي يمضي بالأفكار إلي أبعد من حافاتها القصوى مطلا بقهقهة واهنة علي هاويات لم يختبر قرارها سواه.
نموذج
يا ابن العماء والليل
أهدأ أخيرا. كل ما كان أثرا وتبديدا يمحي من الروح كما لو لم يكن موجودا، أبقي وحيدا وهادئا، الساعة التي مضت هي مثل الساعة التي تحولت إلي دين. لاشيء، مع ذلك يجذبني نحو الأعلي، لا شيء يشدني إلي أسفل. أشعر أنني حر، كما لو كففت عن أن أكون موجودا، محتفظا بوعي ما عشت.
طمأنينتي، أجل طمأنينتي، سكينة هائلة، ناعمة، تنزل حتى عمق كينونتي، الصفحات المقروءة، الواجبات المنجزة، خطوات وحظوظ العيش ـ كل هذا تحول عندي إلي ظل غامض، هالة منظورة بالكاد، تحيط بشيء هادئ لا أعرف ما هو. الجهد الذي ضمنته، تارة وأخرى، نسيان الروح، التفكير الذي دسست فيه، تارة أخرى، نسيان الفعل ـ كلاهما يتحولان عندي إلي ما يشبه حنانا من دون إحساس وشفقة مبتذلة وخاوية.
ليس هذا النهار البطئ والناعم، الغائم والرطب.ليس بالنسيم الناقص، لا شيء تقريبا. ثمة ما هو أكثر قليلا من الهواء الذي لم يعد يحس الآن. لا، ليس باللون المجهول للسماء الزرقاء هنالك وهنالك.
لا، لا، لأنني لا أحس. أري بدون انتباه ولا وسيلة متنبها حفلا لا وجود له. لا أحس الروح، لكنني هادئ. الأشياء الخارجية الجليلة والساكنة، حتى التي لا تتحرك هي بالنسبة إلي مثلما كان العالم بالنسبة إلي المسيح، عندما من أعالي الكون أغراه الشيطان. إنها لا شئ، وأعرف أن المسيح لم يقع في الغواية، إنها هباء ـ الأشياء ـ ولا أفهم كيف أن الشيطان، الشائخ من كثرة العلم فكر بالغواية تلك.
إجري خفيفة، يا حياة لا تحس، يا جدولا في سكون ثابت تحت أشجار النسيان! إجري لدنة، يا روحا جاهلة، يا ضوضاء لا ترى أبعد من الأغصان الساقطة! إجر لا مجديا، إجر بلا سبب، يا واعيا خاليا من الوعي، يا بريقا غامضا من بعيد، بين خضرة أوراق، لا يعرف من أين أتت وإلي أين تمضي! إجر، إجر، ودعني أنسي.
هبة مبهمة مما لا أجسر علي أن أعيشه، علاج خسيس لما لا يمكن أن يحس، ضوضاء لا مجدية لما لم أرد التفكير فيه، انظر متمهلا، انظر واهنا، انظر من خلال الزوابع ما ينبغي أن تملكه، ومن المنحدرات ما سوف يعطاك، انظر إلي الظل أو صوب الضوء، يا أخ العالم، انظر إلي الزهرة أو نحو الهاوية. يا ابن العماء والليل، متذكرا، في أي زاوية من زواياك، أن الآلهة قد جاءت فيما بعد، وأن الآلهة أيضا تمضي.





by Fernando Pessoa, Portugal, (1888-1935)

This is a prize-winning international classic, first published in English by 'Serpent's Tail' in 1993. Sitting at his desk, Bernardo Soares imagined himself free forever of Rua dos Douradores, of his boss Vasques, of Moreira the book-keeper, of all the other employees, the errand boy, the post boy, even the cat. But if he left them all tomorrow and discarded the suit of clothes he wears, what else would he do? Because he would have to do something. And what suit would he wear? Because he would have to wear another suit. A self-deprecating reflection on the sheer distance between the loftiness of his feelings and the humdrum reality of his life, "The Book of Disquiet" is a classic of existentialist literature.