قد أينع الثمر
يا ليالي غابها السهر
أين منك النجم والقمر
في مدار الحزن فاتنتي
فاتها الإلهام والخَيَرُ
أرقٌ أمْ ظلُّ خائفةٍ
إِنه في عرفها الحذر
غافلتْ ريحٌ جدائِلَها
دربَها ٌقد ألهبَ الخطر
عن مسار الضوء أبعدها
واختفى عن عينها السمر
أيْقَنَتْ أحلامَها وأتتْ
كعروسٍ كلّلَ الزَهَرُ
لهبوب الفجر ناظرةٌ
فبدا في صفْحِها السَحَر
ياسمينٌ طلَّ يرشقُها
ما له في حبها وطر
أعلن الإحساس لهفته
فسرى في نبضها الأثر
مالت الأنسامُ تحملها
ما انتهى عن بعده النظر
ثورةٌ قدكان عاشقها
مؤمناً فيما قضى القدر
خبرٌ في إثره خبرٌ
لا تقلْ لمْ تنْطق الصور
هذه الأشلاءُ ماثلةٌ
وكذا الأسماءُ والحجر
وسماءُ الكون شاهدةٌ
ما خلا طيرٌ ولا شجر
تكتب الأيام عبرتها
من كثيرٍ وصفهمْ بشر
أوقدت بالليل مشعلة
فانثنى العشاق ما انتظروا
وصفت بالغار نسمتها
كحلت أهدابها الدرر
يا دمشق النصر موعدنا
هاته قد أينع الثمر