عرض مشاركة واحدة
قديم 09-15-2021, 12:09 PM
المشاركة 9
ثريا نبوي
المراقب اللغوي العام
الشعراء العرب

اوسمتي
الألفية الرابعة الألفية الثالثة الألفية الثانية التميز الألفية الأولى القسم المميز شاعر مميز المشرف المميز 
مجموع الاوسمة: 8

  • موجود
افتراضي رد: بانتظار اللون المفقود
هذه القصة من جملة مشاعر إحدى طالباتي في الجامعة، هي تدرس الآن في جامعة مختصة بتدريس القرآن الكريم وعلومه، وهي تصف العتمة التي تعيشها بدون ضوء ولا ألوان بسبب فقدان بصرها، حين أرسلتها لي أحببت مشاركتها معكم في المنتدى ووافقت
القصة بقلب عائشة، آمل أن تصل لقلوبكم

بانتظار اللون المفقود

بعد الصراع الطويل بين جدران الصِّبا، بعد السخرية المستمرة التي تعرضت لها كبرت الآن .. حسنٌ أنا الآن أحفظ منزلي وجدرانه جيداً .. لا أعرف أين يقع تحديداً ولا كيف هي ألوانه .. لكن يكفيني انني أستطيع أن استدل على غرفتي وغرفة أمي وأبي وغرف أخوتي .. يمكنني أيضاً معرفة في أي ركن تضع أمي الطعام في المطبخ .. كما أنني لم أعد بحاجةٍ إلى يدٍ تمسكني لدخول الحمام .. لقد عبرت يديّ /يدايَ جميع الجدران .. تحسستْ كل خدش وكل انحناء فيها .. علمت من أين تبدأ وأين تنتهي .. مع كل هذا السواد المحيط لا أستطيع معرفة كيف يبدو الأحمر أو الأزرق الذي يلون السماء والبحر كما يقولون .. أعتدت أن أرى بحري الأسود وسمائي السوداء نهاري وليلي بذات اللون ايضاً أيضًا .. أنا التي لا انتظر فجراً مثلكم .. فقط انتظر لوناً آخر .. لطالما تحسست الأشكال ..كانت تختلف في كل مرة .. بعضها مسنن وبعضها الآخر منحنٍ .. لكنني رغم كل هذا لا أستطيع رسم الشكل في مخيلتي .. أيمكنكم تصور ما معنى أن يحوي السواد كل شيء .. لا يعطيني الحق حتى في تخيل شكلي .. ذات مرة أمسكت والدتي بيدي وقالت لي هنا المرآة .. حسناً وقفت كالعادة أتلمس وجهي مبتسمةً وأحاول تكويني/ تكوين صورةٍ في داخلي .. أحاول وأحاول وأزداد تلمساً .. أضغط بشكل أكبر لكن محاولاتي كانت كلها تبوء بالفشل .. أنا لا أعلم حتى أين يكمن الاختلاف في وجه له عينان وأنف صغير وفم .. أعتقد بأننا/ أننا جميعنا هكذا .. الفرق الوحيد أن عيون البعض تبصر .. مؤلم جداً ذاك الشعور بالعجز المستمر .. في ناحية ما أمامي أنا لا أستطيع حتى تمييز تعابير المتحدث إلي .. لم أستطع الدفاع عن أشيائي التي أخبئها أمامهم بكل براءة .. بزغ / بزوغ فجر اليوم الذي لطالما تحدث الجميع عنه .. أن أحتضن مصحفي وأعرف تشكيل الآيات فيه بعيداً عن اعتيادي المستمر سماع القرآن من المسجل .. ما زلت أواصل الكبر .. هذا المطاف لم ينتهي/ ينتهِ به الحال هنا، ما زلت أكبر وأنا انتظر لوناً آخر في حياتي .. أعاني فحسب من صعوبات كثيرة لكنني بقضاء الله وقدره رضيت .. وأحببت أن أقول لكم أني ولله الحمد تخطيت .. فقط انتظر/ أنتظر لوناً .

يا ربي.. فقط أنتظرُ لونًا
جملةٌ صغيرةٌ قالتِ الكثيرَ من المشاعرِ والأمنياتِ والمُعاناة
والقصةُ كلها وجعٌ على وجع، وتَذكِرةٌ لِلغافلينَ عن نِعَمِ الله
لكِ اللهُ يا عائشة الأديبة الرائعة المُدهشة
وقد حصدتْ قصتُكِ الواقعيةُ دهشتنا جميعًا
وعن نفسي: فقد اقتسمتُ معكِ الأمل
ويبقى الرضا بالمقسومِ جنةَ الدنيا
إلى أن تحينَ جنةُ النعيمِ المُقيم

شكرًا مروة الطيبة على جمالِ ما نقلتِ إلينا
تحياتي لكما و
نقره لعرض الصورة في صفحة مستقلةنقره لعرض الصورة في صفحة مستقلة
وعندما تجدينَ جوريةً جميلةً بأي لونٍ،
أهديها لعائشة وأخبريها أنها من أمِّها ثريا
ولا يهم اللون،
فتكفي نعومةُ بتلاتِها وسطوةُ الشذا
وأنها رسالةُ حُبٍّ في بريدِ ورد