عرض مشاركة واحدة
قديم 01-04-2011, 05:19 PM
المشاركة 44
رقية صالح
أديبـة وكاتبـة سوريــة

اوسمتي

  • غير موجود
افتراضي


سونيت 82




أعترفُ أنني لم أُكَرِّسْكَ لأشعاري وحدها


ولهذا فربما تمعن النظر دون ريب


في كلمات الإهداء التي يستقيها الشعراء الآخرون


من شخصك الحبيب لتحظى كتبهم بالرواج


....


غزير أنت في معرفتك، مثلما أنت كريم في شمائلك


وإذا أرى قدرك أبعد شأواً من حدود مديحي


فأنت مجبر لذلك على البحث من جديد


عن تعبير أكثر طزاجة لأيام هذا الزمن التي تتعاقب


....


أرجو أن تفعل هذا أيها الحبيب، فإذا ما استخدموا أسلوباً خاصاً


فما الذي تغني عنه اللمسات البلاغية المبالغ فيها


إن التعبير الصادق صورة لجمالك الصادق


في الكلمات البسيطة الصادقة، لصاحبك الذي يُصْدَقُكَ القول


....


أما مبالغاتهم في تلوين الصورة، فمن الأفضل أن تُستخدم


للخدود التي تفتقر إلى الدماء، لأنها بالنسبة لك سخف وعدم




ترجمة: بدر توفيق




LXXXII




I grant thou wert not married to my Muse


And therefore mayst without attaint o'erlook


The dedicated words which writers use


Of their fair subject, blessing every book


Thou art as fair in knowledge as in hue


Finding thy worth a limit past my praise


And therefore art enforced to seek anew


Some fresher stamp of the time-bettering days


And do so, love; yet when they have devis'd


What strained touches rhetoric can lend


Thou truly fair, wert truly sympathiz'd


In true plain words, by thy true-telling friend


And their gross painting might be better usd


Where cheeks need blood; in thee it is abusd






سونيت 83



ما رأيتك أبداً في حاجة إلى تلوين صورتك


لهذا لم أضف أية ألوان إلى جمالك


لقد وجدتُ، أو اعتقدتُ أني وجدتُ، أنك أنت بذاتك


تتجاوز العطاء الخاوي الذي يضيفه الشاعر عليك


....


لهذا أغضيتُ عن امتداحك


طالما أنك أنت، بكونك حياً، ستُظهر في أقوى صورة


إلى أي مدى سيقصر باع المُبْتَدَل الأجوف


حين يتحدث عن القيم، وما أعظمها تلك التي تكبر دائما لديك


....


لقد وصمتَ سكوتي هذا فاعتبرته نوعا من الخطيئة


وهذه أعظم آيات الفخار عندي، أن أكون أخرساً


لأنني لا أفسد الجمال، ببقائي صامتاً


حين يجيء الآخرون بالقبر بدلاً من الحياة


....


تفيض وفرةُ من الحياة في عين واحدة من عينيك الجميلتين


أكثر من المدائح التي يبتكرها شاعراك معاً




ترجمة: بدر توفيق





LXXXIII




I never saw that you did painting need


And therefore to your fair no painting set


I found, or thought I found, you did exceed


The barren tender of a poet's debt


And therefore have I slept in your report


That you yourself, being extant, well might show


How far a modern quill doth come too short


Speaking of worth, what worth in you doth grow


This silence for my sin you did impute


Which shall be most my glory being dumb


For I impair not beauty being mute


When others would give life, and bring a tomb


There lives more life in one of your fair eyes


Than both your poets can in praise devise

هذي دمشقُ وهذي الكأسُ والرّاحُ
إنّي أحبُّ... وبعـضُ الحبِّ ذبّاحُ
أنا الدمشقيُّ لو شرحتمُ جسدي .. لسالَ منهُ عناقيـدٌ وتفـّاحُ
ولو فتحتُم شراييني بمديتكم .. سمعتمُ في دمي أصواتَ من راحوا
زراعةُ القلبِ تشفي بعضَ من عشقوا .. وما لقلبي إذا أحببتُ جرّاحُ
مآذنُ الشّـامِ تبكي إذ تعانقني .. وللمآذنِ كالأشجارِ أرواحُ
للياسمينِ حقـوقٌ في منازلنا.. وقطّةُ البيتِ تغفو حيثُ ترتاحُ
طاحونةُ البنِّ جزءٌ من طفولتنا .. فكيفَ أنسى؟ وعطرُ الهيلِ فوّاحُ
هذا مكانُ "أبي المعتزِّ".. منتظرٌ ووجهُ "فائزةٍ" حلوٌ ولمّاحُ
هنا جذوري هنا قلبي .. هنا لغـتي فكيفَ أوضحُ؟
هل في العشقِ إيضاحُ؟

- - - - - - - - - - - - - -
(أعشق وطني والمطر)