عرض مشاركة واحدة
قديم 12-16-2010, 08:19 PM
المشاركة 3
رقية صالح
أديبـة وكاتبـة سوريــة

اوسمتي

  • غير موجود
افتراضي
سلام الله على أخي الفاضل القدير

أحمد فؤاد صوفي





اسمح لي بهذه الإضافة:



التعلق بالطبيعة:



تعلق مارتينسون بالطبيعة، ولعل هذا النزوع يتبدى أكثر ما يتبدى في مختاراته هذه "باقة برية" ففي هذه القصائد يشعر المرء لدى قراءتها وكأنه يسير في بيئة ريفية جميلة مليئة بالأزهار، والأطيار، وجداول المياه، يسمع حفيف الشجر، وزقزقة الطيور، وخرير المياه، وتمتد أمام أبصاره مساحات واسعة من المروج الندية، والحقول الخضر، وتتبدل فصول الطبيعة، فهذه المختارات تحفل بمفردات الطبيعة وكائناتها، وألوانها، وأصواتها، ويشير لارس جيلينستين إلى أن مارتينسون يشبه كثيراً عَالِم النبات الشهيرمن حيث "براعته الأصيلة والعميقة، وتيقظه المرهف غير التقليدي، وتماهيه الحنون، اللطيف والهادئ مع شكل، وهيئة كل شيء حي" فمن أمتار مربعة قليلة لمشهد طبيعي، يراقبه ويدرسه، يطور الشاعر منظوراً كونياً أوسع، وفلسفة رحبة للحياة.


وبتواضع جم يقدم مارتينسون تعريفاً لما يسميه بـ"كاتب الطبيعة" بالقول"إنه الفنان القادر على التعبير عن حقائق بسيطة قديمة تجعلها تبدو جديدة. يمكنه أن يقول بأن العشب أخضر، وأن الطير يغني، وأن الشمس تتلألأ فوق المياه. لتحقيق ذلك يحتاج الكاتب إلى الصبر، والحساسية، والرغبة، وإلى المقدرة على نقل الذات إلى حالة خاصة من الهدوء الذهني الصافي في كل مرة يريد أن يحقق تواصلاً فنياً وتحليلاً مع الظواهر الطبيعية".


ينجح مارتينسون من خلال هذه القصائد، في تصوير ملامح الطبيعة في بلاده السويد، ويبرع في استحضار البيئة المحلية بكل زخمها ومناخاتها فهو لا يجنح كثيراً مع الخيال بل يكتب بواقعية سلسة وبسيطة وشديدة الوضوح، ولعل ما يميز قصائده تلك اللغة النابضة بالحياة والتي تحاول أن ترسم بصدق حالته النفسية القلقة والمضطربة، فهو يقدم صورة للطبيعة من خلال منظوره الذاتي إذ يسبغ على المشهد الماثل أمامه شيئا من روحه الكئيبة والقلقة فتبدو الطبيعة وكأنها تواسي الشاعر الذي لا يهمل كل ما تقع عليه عينه من النبات، والحيوان، والدروب، ولون الفصول، وحركة الطبيعة المتقلبة، وبرغم غلالة الحزن هذه التي تغلف نبرة القصيدة لديه إلا أنها لا تفتقر إلى الشاعرية، والرومانسية، وإلى تلك الغنائية العذبة التي تميز معظم القصائد.


وحسب مارتينسون لا توجد حدود فاصلة بين وصف الطبيعة والأدب المحض :"إن اللقاء بالطبيعة هو اللقاء بالحياة نفسها وبالوجود الصرف"، وفي قصائده هذه يستنهض مارتينسون الحواس جميعا: فالأوراق "ترمش على الأشجار"، والإوزة تشق طريقها عبر "المخمل المتخثر للمستنقع"، في حين أن الفراشات"بوشاحاتها المشرقية المضيئة" تصيخ السمع لأشعة القمر، والثوب الطويل لجلد الأفعى"يشع أبيض في الغابة"، و"صوت الربيع يسمع في الحقول.

المصدر: الموسوعة الحرة للمعرفة


أشكر تواجدك وحضورك البهي
ومتابعتك الدائمة والحثيثة لي
وجهدك المبذول


شكري وتقديري

ومودة لا تنتهي

هذي دمشقُ وهذي الكأسُ والرّاحُ
إنّي أحبُّ... وبعـضُ الحبِّ ذبّاحُ
أنا الدمشقيُّ لو شرحتمُ جسدي .. لسالَ منهُ عناقيـدٌ وتفـّاحُ
ولو فتحتُم شراييني بمديتكم .. سمعتمُ في دمي أصواتَ من راحوا
زراعةُ القلبِ تشفي بعضَ من عشقوا .. وما لقلبي إذا أحببتُ جرّاحُ
مآذنُ الشّـامِ تبكي إذ تعانقني .. وللمآذنِ كالأشجارِ أرواحُ
للياسمينِ حقـوقٌ في منازلنا.. وقطّةُ البيتِ تغفو حيثُ ترتاحُ
طاحونةُ البنِّ جزءٌ من طفولتنا .. فكيفَ أنسى؟ وعطرُ الهيلِ فوّاحُ
هذا مكانُ "أبي المعتزِّ".. منتظرٌ ووجهُ "فائزةٍ" حلوٌ ولمّاحُ
هنا جذوري هنا قلبي .. هنا لغـتي فكيفَ أوضحُ؟
هل في العشقِ إيضاحُ؟

- - - - - - - - - - - - - -
(أعشق وطني والمطر)