الموضوع
:
قراءة معمقة لبعض روائع الشاعر عبد اللطيف السباعي
عرض مشاركة واحدة
10-29-2016, 02:08 PM
المشاركة
46
عبد اللطيف السباعي
من آل منابر ثقافية
تاريخ الإنضمام :
Aug 2014
رقم العضوية :
13114
المشاركات:
84
وفيما يلي تعليق الاستاذة الاديبة هيام مصطفى قبلان على قصيدتي "سيف الكلام"..
سَيفُ الكلامِ
عبد اللطيف السباعي (غسري)
سَيفُ الكلامِ أتانِي حامِلاً صَدَأَهْ = والليلُ يَنْفُثُ فِي أنفاسِـهِ حَمَـأَهْ
ألْقَى على جَسَدِي سِفْرَ الوَعِيدِ فَمَا = ألْـقَـى الـفُـؤَادُ لَـــهُ بَـــالاً ولا قَـــرَأَهْ
إنِّي أتَيْتُ.. صَهِيلُ المـاءِ يَتبَعُنِـي = فهَلْ يُوَاريهِ صَمْتِي إذ رَوَى نبَأَهْ؟
الهَمسُ زَوْبَعَتِي.. لَيْتَ الأنا بِفَمِي = رَعْدٌ يَقولُ فَيُنْهِي الهَمسُ مَا بَدَأَهْ
وَالـلـيـلُ جـــاثٍ عـلــى أنَّـاتِــهِ ضَــجِــرٌ =* َهل ضَمَّدَ الصَّمتُ جُرْحَ الليلِ أمْ نَكَأَهْ؟
أحُومُ حَولَ خِبَاءِ الوَرْدِ يَجْذِبُنِي = رَوْحٌ يُعَرْبِـدُ فِـي قَلبِـي إذا مَـلأَهْ
والصَّمتُ يُطبِقُ مِنْ حَوْلي وَيَحْمِلُ فِي = جَنْبَـيْـهِ مَــا يَحْـمِـلُ العُصـفُـورُ لِلْـحَـدَأَهْ
************
سَيفُ الكلامِ أتانِي حامِلاً صَدَأَهْ = مـا صَــدَّهُ نَـزَقِـي عَـنِّـي ولا دَرَأَهْ
وَالأَعْيُنُ الحُمْرُ خَلفَ البابِ تَرْصُدُنِي = لا يُصْلِحُ الوَقتُ فِي أهْدابِهَـا خَطَـأَهْ
مَـهْـلاً عُـيـونَ التماثِـيـلِ الـكـلامُ دَمٌ = يخْضَلُّ فِي جَسَدٍ يَشْقَى بِمَنْ وَجَأَهْ
هُناكَ ظَبْـيٌ علـى خَـوفٍ يُطالِعُنِـي = هَل يَتْرُكُ القلبُ في بَيْدائِهِ رَشَأَهْ؟
وكيفَ يَترُكُهُ وَالشَّوقُ صارَ له = عُشْبًا يَنالُ بِهِ في لَحْظَةٍ كَلأَهْ
إنِّــي هُـنـاكَ! ولَكِـنِّـي أُقِـيـمُ هُـنَـا = وَمُنْتَهَى العِشْقِ أنْ أَخْتارَ مُبْتَدَأَهْ
لولاَ القصيدةُ مَا أمْسَى الفؤادُ على =* َنبْـضٍ وَلا حَكَـمَـتْ بَلْقِيـسُـهُ سَـبَــأَهْ
*
*هذا هو الطير الخارج من السّرب ، والعائد اليه ، هناك ، وفي القصيدة ، الغائب الحاضر ، والآن وأمامي هذه الرائعة والتي تثبت أنّ الشعر الجميل ليس له لا زمان ولا مكان بل انه الذي يعيش في كل عصر وفي الفضاءات الرحبة ، في الصحراء ، والبحار وعلى أغصان الشجر ، في الأزّقة وفي ملح العين والأرض .
متميّز أنت شاعرنا هنا ومتفرّد في استعاراتك الشعرية النابضة وهذه القافية الصعبة والتي من النادر أن نقرأها عند شعرائنا ، وهذا من ايمانك أنّ الشاعر المتمكّن المبدع يستطيع أن يخوض البحار دون أن يخاف الموج ، يرطّب شفة الشعر ويعيده للحياة.
الرقباء يا سيدي كثر ، وأنت تقود القصيدة غير مبال " بسيوف جارحة " من الرقباء الذين يريدون النيل منك ومن الشعر ، وأتساءل أتختار أن يكون العشق المبتدأ وما هو الاّ الحبيبة ، التي تتهادى وسط حديقتك الغنّاء ، وأنت تدرك أنّ العشق هي / وهي العشق ؟؟ يا لك من بارع في حياكة الحروف لتنسج من هذا العشق رداء تلتحف به وتعتلي بالحبيبة عرش القصيدة ،قلبك " مملكة سبأ" ومن غير بلقيس تستطيع أن تتربّع على عرش قصيدتك ؟
هُناكَ ظَبْيٌ على خَوفٍ يُطالِعُنِي = هَل يَتْرُكُ القلبُ في بَيْدائِهِ رَشَأَهْ
وكيفَ يَترُكُهُ وَالشَّوقُ صارَ لهُ = عشْبًا يَنالُ بِهِ في لَحْظَةٍ كَلأَهْ
إنِّــي هُـنـاكَ! ولَكِـنِّـي أُقِـيـمُ هُـنَـا = وَمُنْتَهَى العِشْقِ أنْ أَخْتارَ مُبْتَدَأَهْ
لولاَ القصيدةُ مَا أمْسَى الفؤادُ على = نَـبْـضٍ وَلا حَكَـمَـتْ بَلْقِيـسُـهُ سَـبَــأَهْ
وكيف يترك القلب ظبيا و " الشوق صار له عشبا" ،، وربيعا في بيداء النفس ؟ هناك وهنا وأينما تشاء هو العشق الذي لولا قصيدتك ما نبض الفؤاد وما حكمت " بلقيس " مملكة سبأ ... رائع ،، رائع ،،، رائع الى أن لا تنتهي هذه الروعة ، وأي اختيار من الممالك اخترت ، أتحب ركوب الصعاب شاعرنا كما اختيارك لهذه القافية الصعبة ،، قدرة فائقة ،، ودهشة ..
رد مع الإقتباس