عرض مشاركة واحدة
قديم 05-17-2012, 09:30 AM
المشاركة 12
زهراء الامير
فرعونيـة من أرض الكنانـة
  • غير موجود
افتراضي
[TABLETEXT="width:100%;background-image:url('http://www.7ozn.com/files52/17_05_2012_14f313372346581.jpg');"]
الخطاط الراحل رحمه الله خليل الزهاوي
نقره لعرض الصورة في صفحة مستقلة


الزهاوي ..مدرسة

خليل الزهاوي أو الحاج خليل -كما كان يُعرف في الأوساط الثقافية العراقية- هو فنان عراقي من أكراد الشمال، وصاحب مدرسة في الخط العربي يطلق عليها "مدرسة الزهاوي"، وقيل: إن أي دارس للخط لا بد أن يمر أولا عبر هذه المدرسة.



استطاع الزهاوي أن يؤسس لنفسه أسلوبا خاصّا في فن الخط العربي، أدخل فيه الكثير على تشكيلاته، وحررها من الجمود، وجعلها تنطلق نحو الدمج بين الحرف والشكل، وصار أكثر تتوقا إلى إدخال الحرف في أعمال الجرافيك والجداريات.

تتميز مدرسة الزهاوي للخط بأنها حافظت على قواعد الخط غير أنها خرجت من القالب التقليدي، ويقول هو نفسه عن هذه المدرسة: "حاولت أن أُلبس الخط العربي لباسا جميلا، ابتعدت عن الجمود الذي يخيم على الحرف، إضافة إلى أن جميع تشكيلاتي الفنية هي عبارة عن لونين فقط؛ هما: الأسود والأبيض، واللوحة الفنية لديّ تحمل القواعد نفسها، لكن بطريقة حديثة معاصرة".

ويقول عنه الخطاط العراقي إبراهيم الزيادي: إنه استطاع بجهوده أن يحافظ على روحية وأصالة خط التعليق (الخط الفارسي)، وكان لمولده في وسط عائلي محب للقرآن واللغة العربية الأثر الكبير في إبداعاته الفنية في الخط.

درس الزهاوي قواعد الخط العربي، وضبط أصوله وقواعده، وتمكن بتجربته وخبرته الطويلة من أن يضع يده على أصول خط التعليق ويصونه من العبث والتحوير.

ويكاد الدارس للوحات الزهاوي أن يتعرف على كونه متأثرا بمعتقدات روحية ذات تأثير خفي نابع من إيمانه بالله، وهو ما أثر في أسلوبه، وجعله ينزع نحو السمو في كثير من أعماله الفنية.

ولد الزهاوي سنة 1946، وكانت بداياته الفنية منذ الصغر؛ حيث كان يرسم بعض اللوحات المائية، وفي عام 1963 كان يتدرب في مدينة "خانقين" -مسقط رأسه- على يد خطاطين عراقيين على قواعد الخط العربي بأنواعه وأصوله، وبعدها انتقل إلى بغداد، وهناك التقى هاشم الخطاط الذي انبهر بأعماله وبموهبته، خاصة في كتابة الخط الفارسي "التعليق".

هذا التأثير الفارسي ناجم عن إقامته في مدينة خانقين القريبة من إيران؛ حيث كان الإيرانيون يأتون إلى المدينة دائما لقرب المسافة بينها وبين إيران، وكان الزهاوي يتبادل معهم الصحف وبعض الأعمال الفنية، إضافة إلى لقاءات مع بعض الخطاطين الإيرانيين في المدينة، فكان تأثره بالخط الفارسي واضحا، وهو ما جعله بعد ذلك ينتقل إلى طهران ليتقن فن الخط، وهناك حصل على شهادة في الخط العربي من طهران من الخطاط الكبير حسين زرين.

بعد عودته من طهران أصدر أول مؤلفاته في عام 1977 تحت عنوان: "قواعد خط التعليق"، ثم توالت كتاباته وإبداعاته بعد ذلك؛ فألف كتاب "جماليات الخط العربي"، ثم "ميزان الخط العربي"، ثم "موسوعة الزهاوي لفنون الخط العربي"، كما أصدر في بيروت "مصور الخط العربي"، و"مصور خط التعليق"، ثم "بردة المديح" في بغداد للإمام البوصيري، وقد كتبها بخط التعليق.

ومن مؤلفاته: كراسة خط التعليق في ثلاثة أجزاء، وقواعد خط التعليق، وهندسة خط التعليق، وتشكيلات الخط العربي.

قدسية الخط العربي

كما رسم بردة البوصيرى في مدح الرسول

في حديث صحفي سابق يقول الزهاوي عن سبب اختياره للخط الفارسي أو "التعليق": إن لهذا الخط جمالية خاصة، ويعتبر من أجمل الخطوط العربية من ناحية التنسيق والرشاقة والمد، وكذلك خط الثلث؛ لأنهما من أصعب أنواع الخطوط العربية، والذي لا يجيد هذين الخطين لا يعتبر خطاطا.

ويقول عنه الناقد العراقي عماد حفني في مقالة بعنوان: "قدسية الخط العربي من قدسية القرآن الكريم": إن أهم ما يشغل الزهاوي هو تعرض الحرف العربي للتزييف والتبديل، وقضيته الأولى هي الحفاظ على تراث الأمة؛ لأن تزييف الحرف العربي -على حد قوله- يعني القضاء على أعظم وأقدس ما تعتز به أمتنا العربية.

ويضيف: لوحات الزهاوي صامتة متحدثة، ساكنة متحركة، يخيل إليك -وهي كذلك- أنها بحر، وترمز إلى فكرة بعينها، وتدلك على معنى تستخرجه أنت من نفسك عند رؤيتك لأعمال الزهاوي، فكل جملة لها مناخها المناسب بحيث تمتلئ خلفية اللون بعمل تجريدي متداخل الألوان، يحاور الإيمان والخشوع؛ فيأخذ بلُبّ المشاهد الذي يستهويه الخط.

وعن أستاذية وعبقرية التشكيل الحروفي عند خليل الزهاوي يقول "عياض الدوري": استطاع خليل الزهاوي بجهوده أن يحافظ على روحية وأصالة هذا النوع من الخطوط العربية، وتمكّن من صيانة خط "التعليق" بالعراق من العبث والتحوير، وحاف ظ عليه من الزوال.

نقره لعرض الصورة في صفحة مستقلة

واخيراً رحيله رحمته الله عليه
يأتي حادث اغتيال شيخ الخطاطين العراقيين خليل الزهاوي (66 عاما) -في أثناء خروجه من منزله بحي بغداد الجديدة بالعاصمة العراقية يوم السبت 26-5-2007- ليضيف لخطوط لوحاته لونا أكثر قتوما، وليوجه ضربة قاسية جديدة للأوساط الثقافية في العراق، تضاف إلى الاغتيالات التي طالت العلماء والأطباء والأكاديميين في شتى المجالات، وكأن لسان الحال يقول: إن تصفية العقول العراقية هو هدف خفي لهذه الحرب غير الشرعية.
[/TABLETEXT]