عرض مشاركة واحدة
قديم 10-21-2016, 06:21 AM
المشاركة 5
ايوب صابر
مراقب عام سابقا

اوسمتي

  • موجود
افتراضي
الإخوان ما عادوا يصلحون «شماعة» لأخطاء النظام… كوارث اقتصادية بالجملة يتحملها المواطن البسيط
حسام عبد البصير
Oct 21, 2016

القاهرة ـ «القدس العربي»: كلما مرت الأيام وتسارعت وتيرة الأزمة الاقتصادية ضاقت الأرض بما رحبت على النظام ورموزه، وباتوا ينظرون للأغلبية الفقيرة من الجماهير باعتبارها عبئا ينبغي الخلاص من تبعاته.
ولأن الناس على ضفاف المحروسة جربوا عبر زمن المخلوع المستبد مبارك وبعد رحيله الموت براً وبحراً وجواً فلم يعد لديهم ما يخافون عليه في المستقبل، خاصة حينما يستمعون للإعلاميين الذين يلوثون الهواء بنفاقهم للنظام كل مساء عبر فضائيات تزكم الأنوف بنفايات وأكاذيب عن غد مشرق أوشك أن يدق أبواب الفقراء. فيما تبدو مصر على قلب رجل واحد تبحث عما يقيم «الأود» بعد أن ارتفعت الأسعار وعز الخبز والسكر والأرز وكافة السلع الضرورية. وغاب الحديث عن الحريات بشكل مخيف ومزعج.. تلك الحريات التي كلفت أربعة من الكتاب والمذيعين خلال الأسبوع الماضي عملهم بعد أن تجرأوا وقالوا «لا» في زمن على الجميع أن يقول «نعم».
وفي الصحف المصرية الصادرة أمس الخميس 20 أكتوبر/تشرين الأول تواصل الحديث عن سائق «التوك توك» الذي انتقد النظام ببلاغة يفتقدها كثير من الإعلاميين الذين يتقاضى بعضهم مليون جنيه أجراً شهرياً. شريط فيديو لا تتجاوز مدته ثلاث دقائق للسائق الشاب لازال يقلب الدنيا من غير أن يقعدها، ويثير غضب وذعر النظام الذي يحرك «مرشديه» في الصحف والفضائيات كي يشنوا الهجوم تلو الآخر ضد السائق الذي قال كلمتين وغادر لحال سبيله، ثم ما لبث أن تعرض منزله للسرقة لكن النظام لازال لم يهدأ، بل اعتراه القلق بعد أن اندلعت أمس الأول مظاهرات عارمة في مدينة بورسعيد الساحلية ردد خلالها المتظاهرون هتافات تجاوزت سقف 25 يناير/كانون الثاني. في مثل هذا المناخ يظل السيسي نجم الأغلفة والصفحات الأول للجرائد التي يمطره كتابها بالثناء، فيما يواصل الكتاب المستقلون تحذيراتهم من لحظات فارقة باتت تقترب منها البلاد وإلى التفاصيل:

إنذار للعقلاء

«المظاهرات التي شهدتها بورسعيد أمس الأول إنذار جديد، ضمن سلسلة من الإنذارات الشعبية العفوية التي شهدتها مصر في الأسابيع الماضية، وهي كما يراها جمال سلطان رئيس تحرير «المصريون» رسائل إيجابية للغاية بالنسبة للقيادة السياسية التي تحسن استقبالها وفهمها والتعامل «السياسي» الجاد والمسؤول معها، أما من يتحصنون بالمكابرة والإلهام الذي يتصورونه في شخصياتهم ويتمترسون بآلة قمع أمنية أو غيرها، فهؤلاء هم الذين لا يستفيدون من تلك الرسائل التي هي مقدمات حقيقية للزلزال، وبالتالي يفاجأون بالأرض تميد من تحت أقدامهم في اللحظات الأخيرة، وساعتها لا تفيد مراجعة ولا تنفع إعادة قراءة للرسائل. في بورسعيد خرج الآلاف يهتفون ضد قيادات سياسية ومؤسسية، وهي هتافات خطيرة، وتستعيد ـ تقريبا الهتافات نفسها التي عرفها ميدان التحرير في ثورة يناير/كانون الثاني،غير أن الرسائل التي أتت من بورسعيد تحمل دلالات إضافية عما سبق من أحداث ورسائل، وهي رسائل تؤشر إلى خطر حقيقي من انفجار شعبي مقبل لا محالة ولن تنفع معه أي أدوات سيطرة. الانفجار المحدود الذي حدث في بورسعيد كان في «تفريعة» صغيرة من هموم المصريين الآن، وهي السكن، حيث كان الأهالي قد تعاقدوا مع المحافظة على شقق الإسكان الاجتماعي قبل سنوات بمقدمات عشرة آلاف جنيه، وبعد أن تم المشروع فوجئ الحاجزون ـ وكلهم من البسطاء والفقراء ـ أن الدولة تطالبهم بأربعة أضعاف هذا المقدم، حوالي سبعة وأربعين ألف جنيه، فانفجر الغضب في الشوارع على الصورة التي شاهدها العالم كله أمس، والتي اضطرت الدولة إلى التراجع السريع عن قرارها».

سيذهبون به للجحيم

الويل كل الويل لمن يهاجم النظام ولو بقليل الكلام كما حدث مع إعلاميين لوحقوا اخيرا كعمرو الليثي ورانيا بدوي، فضلا عن عامة الشعب أمثال سائق «التو توك» الذي لاحقته تهم الأخونة، وهو الأمر الذي يعتبره محمد علي إبراهيم في «المصري اليوم» دليلاً على أن النظام لا يطيق النقد: «لا يمكن أن تكون رانيا بدوي أو سائق التوك توك أو غيرهما هم الذين كشفوا عن بطحة «مفاجئة» للحكومة وجردوها من المحسنات البديعية واللغوية التي يلهج بها مادحوها ليل نهار.. إن ببغاوات النظام يسيئون إليه أكثر من رانيا بدوي وعمرو الليثي وسائق التوك توك. اكتشفت الكاتبة الشهيرة مثلا أن سائق التوك توك ينتمي لحزب الحرية والعدالة المنحل، ما يعني أنه تنظيمي أو إرهابي أو قابض من التنظيم الدولي الممول من قطر وتركيا وإسرائيل. هؤلاء الببغاوات زعموا بعد الخلاف مع السعودية أنه حدث لأن المملكة «غيرانة» من مصر وقررت تشويه إنجازات السيسي.. مع إنها الجهة نفسها التي قدمت رشاوى لبعض الصحافيين والإعلاميين من أظرف وساعات رولكس ورحلات الحج الفاخر.. الغيرة سببها الإنجازات الفظيعة للرئيس التي تتحقق في زمن قياسي لم يعرفه التاريخ والله العظيم لقد ابتلانا الله بكم وأنتم نقمة على الحكم ولستم ذخرا له. ويسأل الكاتب مذيعي الفضائيات المليونيرات: ألم تزهقوا من تبرير الفساد والاحتكار بأنه نابع من الإخوان وشماعة مبارك ورجاله؟ ليس كل من يصرخ من الفواتير إخواني وليس من يعاني لإطعام أسرته متطرف أو من أهل الشر.. الغلاء يكوينا جميعا والمصروفات المدرسية أكثر من طاقة الأهالي والخدمات الصحية متدنية وأسعار الدواء ترتفع وعبواته تختفي.. كل ناقد إخواني يستحيل.. لا تكمموا الأفواه وينبري مؤيدوكم المليونيرات لوصلات ردح للمعارضين ستحيا مصر إذا نسفنا أنفاق التخوين».

أسبوع مؤلم

لم يكن أسبوعا مبهجا ولا مطمئنا، ذلك الذي مضى ويحدثنا عنه فهمي هويدي في «الشروق»: «في بدايته هبت عاصفة حديث رجل التوك توك المسكونة بشحنة عالية من الغضب والغيرة إزاء ما انتهى إليه الحال في مصر، أتحدث عن حوار الدقائق الثلاث الذي ترددت أصداؤه بقوة وسرعة في الفضاء المصري، الأمر الذي أسفر عن إلغاء البرنامج الذي بث الفقرة، ووقف صاحبه الإعلامي عمرو الليثي، الذي قيل إنه أعطي إجازة مفتوحة. بعد ذلك شاهدنا فيديو انتشر على مواقع التواصل الاجتماعي ظهرت فيه سيدة عبرت عن مشاعر الغضب والسخط ذاتها. ولم تمض أيام قليلة حتى أشعل أحد الأشخاص النار في جسده في الإسكندرية، حاول الانتحار يأسا من قدرته على الاستمرار في الحياة بسبب الغلاء الفاحش، وكان إسكندري آخر قد سبقه إلى الجلوس شبه عارٍ في أحد شوارع قلب المدينة وهو يصيح معلنا أنه لم يعد قادرا على تحصيل قوت يومه. في الأسبوع ذاته انتقدت إحدى الإعلاميات وزيرة في الحكومة، ففسخت القناة التلفزيونية عقدها واختفت من على الشاشة. ومنعت جريدة «الأهرام» العامود اليومي للدكتور أسامة الغزالي حرب الذي انتقد فيه مشروع العاصمة الإدارية. كما منعت نقابة الصحافيين ندوة صالون إحسان عبدالقدوس، لأول مرة منذ عشرين عاما، لأنها كانت مخصصة لمناقشة سياسة الحكومة إزاء المشروعات الكبر،. إلا أن ما صدمنا حقا وأشاع جوا من الحزن في بر مصر، كان ما جرى في سيناء حيث تم قتل 13 جنديا في هجوم شنته مجموعة مسلحة، وجرى صده ما أسفر عن مقتل 16 شخصا من المهاجمين. وهو الاشتباك الذي أعقبته حملة تطهير للبؤر الإرهابية شاركت فيها طائرات أباتشي وإف 16. هذه الأحداث المتلاحقة بحسب الكاتب جاءت محملة بإشارات سلبية تشيع درجات متفاوتة من البلبلة والقنوط، وتضيف إلى فضائنا الرمادي سحابات كثيفة تشكل خصما على الحاضر وتحجب منافذ التفاؤل بالمستقبل».