عرض مشاركة واحدة
قديم 09-01-2013, 11:41 AM
المشاركة 1460
ايوب صابر
مراقب عام سابقا

اوسمتي

  • غير موجود
افتراضي
الترجمة الكاملة للمقال عن اثر الصدمة في ايقاظ الذهن كما يقول العنوان وهو للكدتور كيرك شنايدر
=====================

اليقظة المرتبطة بالصدمة المروعة .......أغسطس 23 عام 2011 .
اليقظة الكبرى المرتبطة بالصدمة
د. كيرك جي شنايدر ---كلية سابورك للدراسات العليا والأبحاث – سان فرانسسيكو - كاليفورينا
كم مرة نسمع هذه الأيام الصغار وهم يتعجبون من وقع الأحداث عليهم باستخدام كلمة مذهل أو مروع! أو قولهم أنا مرتاع! أو مذهول! وفي مجال آخر كم مرة سمعنا وما نزال نسمع القادة العسكريين يصفون أعمالهم الحربية بكلمات ملحمية وبأنها تقوم على الصدمة والترويع... أتصور أن ذلك يتكرر كثيرا هذه الأيام.
لكن الصحيح أن عودتنا لاستخدام كلمة الترويع ومشتقاتها بشكل مكثف هذه الأيام ليس بالضرورة إشارة تدل على الخطر. بل بالعكس فربما أن في ذلك مؤشر ايجابي. فعلى الرغم من المعنى التقليدي المقصود من الكلمة فإن إعادة ظهورها واستخدامها مؤشر على العودة للإحساس بالذهول والترويع وتلك المشاعر العميقة.
إن الإحساس بالهلع والترويع يعود ليتجسد بعدة أشكال في تاريخ البشرية. في العصور القديمة، مثلا ، كان ينظر إلى الترويع من زاوية ضيقة تتمثل في الرهبة المثبطة للهمة أو الهلع من أحداث الطبيعة المروعة . إن التجارب التي تصيب الناس بالهلع يقول رادولف اتو، في دراسته الكلاسيكية للدين بعنوان ( فكرة المقدس) كانت التجارب الأساسية في عملية الخلق والتجارب الأساسية للخلق يقول اتو، هي الأرض الخصبة لولادة الدين.
في المقابل نجد انه المعنى أو الإحساس المرتبط بكلمة الهلع awe في العصور الحديثة نجد انه قد تم إهماله وذلك ما حصل مثلا أثناء الثورة الصناعية وصعود العلوم. بينما نجد أن المعنى المرتبط بالكلمة في عصرنا الحاضر يقتصر على المعنى الايجابي والذي يقصد به التمجيد مثل قدرة الكلمة على التأثير.
والصحيح أن الشعور بالهلع لا يؤدي إلى شل الحركة ولا إلى الإحساس الطيب، ولكنه وضع أو موقف عميق ومعقد. وهذا الوضع الذي يحصل مع من له حظ يؤدي إلى حصول زيادة في الإدراك واللذة والمرتبطة بالتواضع والعظمة لعملية الخلق.
وعليه فعندما يقول الشباب بأنهم أصيبوا بالهلع أو الدهشة أو الروعة...فهم غالبا ما يكونوا قد اختبروا شيء من الإحساس بالروعة وليس الهلع أو الروعة المرتبط بالكلمة بمعناها الكامل.
إن الصدمة المريعة التي أيقظتني أنا شخصيا بدأت منذ 50 سنة وعندما كنت في سن الثانية والنصف. حدث ذلك عندما انهار أخي الذي كان في السابعة من عمره على سرير إحدى المستشفيات بعد معركة طويلة مع مرض الجدري تضاعف أثره بسبب إصابته بذات الرئة. ومع انهيار آخى انهار عالمي أيضا. فلم يبق شيء على ما كان عليه. فقد ذهبت براءتي وروتين حياتي وأحدثت صدمة الموت أثرا كبيرا على والدي فلم يعودا أبدا كما كانا. لقد احدث موت أخي مزقا في نسيج طفولتي الذي كان يمنحني الأمان. ومن خلال ذلك الشق الذي وقع للنسيج الذي كان يمنحني الآمان دخلت العفاريت من كل جنس ونوع يمكن للإنسان أن يتخيله- ومن ذلك الساحرات وفرانكيشتيان والوحوش وقتله من دون وجوه.
لقد كنت أخشى الليل بشكل خاص لان مشاعر الفقد والفراغ والهوة التي كنت أحسها تزداد اتساعا في ساعات العتمة...حيث كانت أكثر الشخوص التي يمكن تخليها شرا... تتربص بي لتدخل من تلك الكوة الفارغة. .
ذلك ما كان عليه الحال.. لقد كنت في سن الثالثة وكنت على شفا الكارثة. لقد كنت اغرق لكنني لم أدرك حينها أنني كنت أيضا على شفا يقظة استثنائية، أمر عجيب، تتمثل في أن الجريح إنسان محظوظ أو منعم عليه، ( أو انه ربما انه سيء الحظ ملعون! ).
لكنني لم اشعر حينها أبدا أنني إنسان محظوظ ( منعم عليه ) . لقد كنت اشعر بالرعب..وحاولت بشكل يائس أن امنعه عنى..أو أن اصرخ حتى يذهب ما بداخلي من شعور مرعب.
ومع مرور الزمن وبمساعدة عدد من وسائل الاستشفاء أدركت أن الجواب أو الحل ليس في التهرب، ولكن في طرح الأسئلة، كما انه ليس في انسحابي وإنما في اكتشافاتي.
بهذه الطريقة التغيير والمجهول أصبحتا تدريجيا بالنسبة لي بوابات فتحت المجال لليقظة عندي. من هذه البوابات صدمة نفسية مصحوبة بشعور عميق أن الحياة أمر مؤقت وان قيمة اللحظة يكمن في مدى اليقظة المصحوبة بها.
أما البوابة الثانية فتتمثل في اكتشاف شعوري بالوحدة والتفرد aloneness ، واكتشاف الأمور العجائبية المرحة التي يمكن أن تنتج عن ذلك الشعور بالوحدة .
والبوابة الأخرى والأخيرة هو الإدراك المفاجئ بالأشياء غير المؤكدة والمشكوك فيها في الحياة.والتي يمكن أن تكون خادعة ومثيرة للفضول ذلك إذا لم نقل مثير للجنون.
والحساسية الأخيرة هذه أدت إلى إفراطي في حب الخيال العلمي. حيث كنت امضي ساعات في تخيل أو مطالعة قصص عن أراضي بعيدة، وعوالم خفية، أو حالات عقلية غريبة الأطوار.
لم أكن أتأثر بهذه السيناريوهات لكنها كانت أيضا تأسرني. وقد أصبحت الكتب والأفلام والمسلسلات التلفزيونية مثل Wrinkle in Time and The Fall of the House of Usher, movies like The Wizard of OZ and Frankenstein, and TV shows like The Outer Limits and One Step Beyond رفقي الحميم.
كنت استلقي على ارض غرفت النوم خاصتي لعدة ساعات أحيانا بعد مشاهدة حلقة تلفزيونية أو مسلسل درامي، وأتخيل شخصيات ومسرحيات وأفكار وأفلام. حتى أنني قمت على إعداد أستوديو لصناعة الأفلام، مجهز بكافة التفاصيل مثل التعاقد مع ممثلين، والنصوص، والرسومات والألعاب المطلوبة للتصوير.
وعندما تقدمت في السن تحولت هذه الغزوات التخيلية إلى كتابة قصص قصيرة وأشعار وشغف بالفلسفة وعلم النفس.
وخلاصة القول، لقد أصبحت مسحورا بالكون والأسئلة الكبيرة المتعلقة بالكون: من نحن؟ ما نحن؟ وما معنى الوجود؟ طبعا لم تكن غايتي الإجابة على هذه الأسئلة أو البحث فيها لمعرفة كنهها ومدياتها، والسير على خطى ما تقدمة من تفسير. ذلك لم يكن طريقا سهلا بكل تأكيد..ولم يكن طريقا سهلا مستقيما ..لكن في النهاية كان طريقا مجديا بالنسبة لي. لقد كان هذا طريقي إلى الذهول و الروعة.

انتهى ،،

ملاحظة : ارحب باية اقتراحات بخصوص دقة الترجمة خاصة فيما يتعلق بمعنى كلمة Awe .