عرض مشاركة واحدة
قديم 02-24-2013, 02:22 PM
المشاركة 64
ايوب صابر
مراقب عام سابقا

اوسمتي

  • غير موجود
افتراضي
تعالوا نتعرف على واحد من أعظم كتاب القصة للأطفال وهو يصنف على انه واحد من اعظم 100 كاتب في التاريخ وهو :

هانس كريستيانأندرسن (Hans Christian Andersen

كاتب وشاعر دنماركي يعد واحدا من الكتاب البارزين في مجالكتابةالحكاية الخرافية، وهو يعتبر شاعرالدانمارك الوطني، ورغم كونه كتب فيمختلف حقول الأدبكالرواية، والنص المسرحي، والشعر غيران موهبته تجلت، أكثر ما تجلت، في مجال الحكايات الخرافية التي برع في كتابتهاليحتل مكانة بارزة في هذا المجال من القص على مستوى العالم.
فحكاياته تأخذ من ناحيةالشكل قالب الحكاية الشعبية، وبعضها ينطلق من القصص الخرافية التي سمعها عندما كانصغيرا، كما ان حكاياته، رغم بساطتها، تحمل مستويات عدة في بنائها , و يروى أنه أسعدالكثير من الأطفال في أثناء حياته في كل أرجاء المعمورة
سيرةحياته
- ولدهانس كريستان أندرسن في الثاني من إبريل عامأودنسه بالدنمارك يوم2 أبريل 1805 لأسرة متواضعة الحال حيث كان والده يعمل كصانعللأحذية.بينما كانت والدته تعمل على تنظيف ملابس الأغنياء في المنازلالكبيرة، وكانت له شقيقة واحدة من والدته فقط،توفى والده في عام 1816موتوفتوالدته في إحدى دور رعاية المسنين في عام 1833.
- عاش أندرسن في كنف أسرةفقيرة، فعانى، هو المرهف الإحساس، من شظف العيش، لكنه تعلق بالفنون منذ صغره، فأقامفي ركن من الغرفة الوحيدة لأسرته مسرحا للدمى، وراح يمضي وقته في محاكاة دماهوتحريكها متخذا منها شخصيات لمسرحه الخيالي الصغير، وكان يتابع بشغف عروض مسرحياتشكسبير وسوفوكليس وسواهما من عباقرة المسرح التي كانت تقام على المسرح الملكي فيكوبنهاغن.

وشأنه شأن الكثير من العباقرة فقد كانأندرسن في المدرسة، بليداً، ثقيل الفهم، اخرق، يرتبك في حركاته، يدلف بين الناسبقامته الطويلة يثير سخريتهم لمجرد رغبته في ان يكون ممثلا، لكنه ما لبث ان هجرالمسرح، وتحول اهتمامه إلى الحكايات الشعبية والخرافات والقصص، وكان هذا الشغفوالاهتمام يزدادان مع إصغائه إلى الروايات والقصص التي كان يسمعها من والدته التياستطاعت بأسلوبها الشفاهي البسيط أن تلهب خيال الطفل الغض، فانطبعت الخرافاتكالحقيقة في وعيه، وكوشم جميل في ذاكرته البيضاء، وراح يؤمن بأن عالمه الخرافي أجملمن عالمه الواقعي الراكد.

لم يكن طريق الشهرة ممهدالهذا الفتى الموهوب، بل لاقى الكثير من الصعوبات والعقبات، وحين سئل أندرسن، ذاتمرة، عن سيرة حياته، أجاب: «اقرؤوا حكاية فرخ البط القبيح»!

وهي حكاية تتحدث عن قصةالنجاح التي لا تتحقق إلا بعد مشقة ومعاناة، فالحكاية تتحدث عن فرخ بط قبيح لم يلقالمودة من شقيقاته البطات، فكان منبوذا نظرا لقبحه وضخامة حجمه، فراح يتنقل من مكانإلى آخر بحثا عمن يهتم به ويقدره، لكنه كان يعاني من نظرات الازدراء من جميع الطيوروالحيوانات، حتى من المقربين له، إلى ان كبر واكتشف انه بجعة جميلة بيضاء وليس فرخبط قبيحاً، فتباهى بنفسه بين أترابه كبجع جميل يثير الإعجاب، والواقع أن سيرةأندرسن تشبه إلى حد بعيد سيرة فرخ البط هذا، وقد كتب أحد النقاد معلقا: «لكل مبدعولكل شاعر حكاية فرخ البط القبيح الخاصة به»، مضيفا: «إن هذه الحكاية هي العملالإبداعي الذي يكشف فيه أندرسن عن معاناته، وأحلامه، عن نجاحاته الأولى المغمسةبمرارة الاخفاقات، وعن مكنوناته...

ظهرت محاولات الكاتب الأدبية الأولى وهو دونسن العشرين، أي في العام 1822، وبعد حصوله على الثانوية، كتب في العام 1829 أول عملأدبي له بقص إبداعي خفيف الظل يحمل عنوانا طويلا (السفر سيرا على الأقدام من قناةهولمن إلى الرأس الشرقي لجزيرة آما)، وبعده كتب مسرحية «حب في برج نيكولاي»، وفيعام 1831 اصدر كتاب في أدب الرحلات بعنوان «صور الظل» يحوي قصتين يتجلى فيهما بعدالقص الخرافي، وصدرت روايته الأولى في العام 1835 بعنوان «الفنان المرتجل»، وبعدهاكتب مجموعة من القصص الخرافية من أهمها «حورية البحر الصغيرة» التي تعد نقطةانطلاقته الفنية، ثم اصدر في العام 1836 رواية «واو، تاء»، وفي العام التالي رواية «مجرد عازف»، وفي عام 1839 اصدر مخطوطات نثرية بعنوان «كتاب مصور بدون صور» مستوحىمن ألف ليلة وليلة، وكذلك اصدر في العام 1842 كتاب «سوق شاعر» وهو من أدب الرحلات،وبين العامين 1843 و1848 اصدر من جديد حكايات خرافية بينها «العندليب»، و«الظل»،وفي العام 1848 كتب رواية «البارونتان» التي تتناول انتقال المجتمع بأكمله من العصرالقديم إلى العصر الجديد، وفي العام 1855 اصدر سيرته الذاتية بعنوان « قصة حياتيالخرافية»، وبعدها بعامين صدرت له رواية «نكون أو لا نكون»، واستمر الكاتب في كتابةالقصص الخرافية فضلا عن كتابته في مجال أدب الرحلات التي تناولت مشاهداته ورحلاتهفي أسبانيا والبرتغال، وفي العام 1870 كتب رواية «بيير المحظوظ»، وتوفي في العام 1875 في كوبنهاغن.

توفى أندرسونفي الرابع من أغسطس عام 1875 عن عمر يناهز السبعين عاماً بعد أن منح العديد منالأطفال السعادة بمجموعة كتبه الضخمة التي قدمها لهم في شكل سلس جميل حبب القراءةإلى نفوسهم ولم تكن هذه الكتب للتسلية والحكايات الترفيهية فقط ولكن كانت تتضمنالحكمة والمعرفة أيضاً.

حكايات خرافية
أول كتاب قام هانز بكتابته للأطفال هو كتابعن قصص الحوريات وتم نشره في عام 1835، ولاقي هذا الكتاب نجاحاً باهراً وتوالتأعماله المتميزة بعد ذلك حيث شهدت الفترة اللاحقة لعام 1835 غزارة في الإنتاجبالنسبة له فأصبح يكتب كل عام كتاباً جديداً واستمر في إنتاجه الغزير هذا حتى عام 1872.
قام هانز بكتابة العديد من الكتب الشيقة فيخلال سنواته الأدبية حيث وصل إجمالي ما كتبه حوالي 168 كتاب نذكر منهم: حورية البحرالصغيرة، البطة الصغيرة القبيحة، عندليب الإمبراطور، الجندي الصفيحي، ثيابالإمبراطور الجديدة، القداحة العجيبة، ولقد تم ترجمة أعمال هانز للعديد من اللغاتوتم تداولها ونشرها في ملايين النسخ بالكثير من بلاد العالم وتزخر أغلب المكتباتبهذه الكتب الرائعة.

في جميع قصصه وحكاياتهالخرافية ثمة عالم جميل تنسج خيوطه مخيلة أندرسن الخصبة، وثمة افتتان بالمتعة،والجمال، والحكمة، والشجاعة، والنباهة، والفكاهة...وغالبا ما يقول فكرته على لسانالحيوان، والنبات، والطير، ففي قصة «زهور إيدا الصغيرة» نجد شفافية عالية، إذ يقصأندرسن حكاية طفلة صغيرة حزينة لأن زهور حديقتها قد ذبلت، لكن مخيلة الكاتب تجعل منزهور إيدا الصغيرة كائنات رقيقة ملونة تغني، وتتكلم، وترقص...فتمضي معها إيداالصغيرة وقتا ممتعا، وحين تذبل هذه الأزهار من جديد، تقول لإيدا بان تدفنها فيالحديقة لتنبت من جديد في الربيع القادم بألوان وأنواع مختلفة وجميلة، وفي قصة «القداحة» يتحدث الكاتب عن القدر الذي قاد جنديا معدما لأن يعثر على قداحة تحقق لهأي مطلب، وبعد سلسلة من المغامرات اللطيفة يستطيع هذا الجندي ان يملك ثروة طائلةويتزوج من بنت الأمير ويعيش في سعادة، أما قصة «كلاوس الصغير وكلاوس الكبير» فهيتدين استغلال الإنسان لأخيه الإنسان، وتسعى إلى إيصال فكرة تقول بان الأمور لا تبقىعلى حالها كما قال، أيضا، الشاعر العربي: (لكل شيء إذا ما تم نقصان / فلا يغر بطيبالعيش إنسان//هي الأمر كما شاهدتها دول / من سره زمن ساءته أزمان)، وهكذا فان كلاوسالكبير الذي كان غنيا يغدو فقيرا، بينما كلاوس الصغير الذي كان معدما يصبح رجلاغنيا، وهو لا يقدم أفكاره، ومقولاته بصورة مباشرة بل يضع كل ذلك في قالب قصصيتشويقي، جميل وممتع كما هي الحال مع قصصه المدرجة في هذه المختارات مثل «قطرةالمطر»، «ثوب القيصر الجديد»، «زهرة البابونج البرية»، «الأميرة وحبة البازليا»، «الحقيبة الطائرة»، «الحنطة السوداء»...وغيرها.