الموضوع: O كانوا هنا .. O
عرض مشاركة واحدة
قديم 11-03-2019, 01:26 AM
المشاركة 96
العنود العلي
من آل منابر ثقافية

اوسمتي

  • غير موجود
افتراضي رد: O كانوا هنا .. O
قالتْ بهيةُ للنَّهارْ!
بقلم الأستاذ : فوزي الشلبي


قالت بهيةُ ذاتَ
يوم:
نهضَ الصَّباحُ على
فمي
وتبسَّم الفجرُ الحزينُ
بساحتي
ونما على جفني لظى ورُموشُ
شوكْ
وعلى عيونيَ في الرؤى بحرُ الدُّموعِ يسيرُ
بي
يا قاربي غُذَّ الخطى للشاطىءِ الحرِّ البعيدِ هناكَ
شرقْ
فلْتُشرقي يا شمسُ بعدَ الفجرِ
فيَّ لكي أبوحْ
ولتُشرقي في حُبّنا شمساً جديدةَ تدفىءُ الشوقَ القديمَ بساحتي لجمارِ
شرقْ
شمسٌ تنادي للحياةِ وبحرُ صُبحٍ يمتطي أفقَ
الأملْ
غرسَ الذِّئابُ حقولَ غدرٍ في
غدي
غرسوا بظهري كلَّ سكينٍ ليشربَ من دمي
دون ارتواءْ
شربوا خمورهمُ ببحرٍ من
دمي
وتسامروا في جُرحِيَ المقتولِ في عتمِ اللَّيالي
القاتلاتِِ إذا تبسَّمَ فيَّ جرحٌ فيِ
الجراحْ
هتفَ الصباحْ
فإذا شفاهُ الجرحِ قالت
للحياةْ:
قم يافتى واشرعْ سنانَ الجرحِ في وجهِ
الرّياحْ
واسرُجْ خيولك للمدى واسرِجْ فتيلكَ
للصباحْ
وسأنتفضْ قبلَ امتدادِ اللّيلِ يسرقُ فجرنا ولنستبقْ أفقَ
المدى
هذي بهيةُ تُستباحُ بساحِ من رقصوا على ألم
الجِراحْ
هذي بهيَّةُ تُستباحْ
هذي بهيَّةُ تُستباحْ
"ولُويسُ" جاءَ جنودُهُ وعبيدُهُ يستطلعونَ
شقاءنا
قالت بهيةُ ذاتَ
يوم:
ذبحوا هتافَ حرائرٍ صرختْ بأعلى صوتها:
لا لن نهون
لا لن نهون أو الرَّدى
لا للطغاة
فعوت ذئابٌ في
المدى
هذي كلابُ الغادرينَ يُلاسنَ الغدرَ
النُّباحْ
وقذتْ عيوناً في الرؤى
"منصورةٌ" وقفتْ بعينِ الزاحفينَ سفائناً وتدفقوا في النيلِ زحفاً
للجنوبْ
ولويسُ لا يدري إذا هتفَ الشمالً على
الجنوبْ
ومتى أتى الطّوفانُ من "فكتورِيا" والثَّلجُ من "كَلمِنغارو" كيفَ
يذوب؟
الثَّلجُ والطوفانُ جاءا
زاحفانْ
هذي بهيةُ في عباءةِ زاحفِِ النيلِ العظيمِ تؤزُّ جمعَهمُ على خشبِ
السَّفينْ
فإذا السُّيوفُ تكسّرتْ كالقشِّ في خفِّ
الهشيمْ
كالرِّيشِ في كفِّ الرياحِ وأنفُها وسدَ
الثَّرى
وإذا الأسارى بالسَّلاسلِ والقيودِ تحمّلوا وتجَمَّلوا حلقَ
الحديدْ

هذي بهيةُ في عيونِ
الفجرِ أيقظها صياحُ الدِّيكِ في أذنِ
الدُّجى
شقَّ البهاءُ عيونها فتهللتْ وتبسّم التسبيحُ
في فمها لمُىً
سبحانَ ربي خالقي يا فالقَ الإصباحِ إنْ عزَّ
الضياءْ
فتوضأتْ وتوضأ البدرُ المليحُ
بوجهها
إذ أشرقتْ كلُّ الشموسُ بكلِّ خيطٍ قد توشَّجَ
ثوبها
فتطرَّزتْ عينُ البهاءِ بكلِّ خيطٍ قد تَخلَّلهُ الحُلى سَمَّ
الإبرْ
يا جُؤذراً وسدَ الجمالُ عيونها إذْ أقبلتْ
نحوَ الصلاةْ
مدَّتْ يديها للسَّماءِ فأقبلتْ تلكَ
السَّماءُ وأقبلتْ عينُ
الرَّجاءْ
لمّا تهطّلتْ الدموعُ وسالَ فيضُ لُجَينِها
فوقَ الورودِ على ربيعِ
خدودها
وتوسّلَ الدمعُ الدُّعاء:
يا ربُّ إحفظٍ مصرنا
ياربُّ إحفظْ
مصرنا
يا ربُّ هذا نيلُنا فيضُ العطاءِ بما أفضتَ إذا تأخَّرَ فيئُها سحُبَ
السَّماءْ
هُوَ صيفُنا وربيعُنا
وخريفُنا فاسّاقطت أوراقُهُ وثيابهُ قبلَ
الشِّتاءْ
يا عمرنا الباقي إذا شَرُفتْ
سنونُ الماضي مُشرقةً بأمسي في
جبينِ الدّهرِ إنْ تتكالبُ الأعداءُ
تبغي مصرنا هتفتْ
عروقٌ نازفاتٌ
بالدِّماءْ

يا ربُّ قد ذبحوا صلاةَ الساجدينَ ومن توجَّهَ
بالدُّعاءْ
يا ربُّ قد ذبحوا براءةَ كلِّ طفلٍ ساجدٍ تجهتْ سنابلُ كفِّه
نحوَ السَّماءْ
ماذا أقولُ إذا الرصاصُ تساقطَ الشؤبوبُ غدراً في وداعاتِ
المساءْ
ماذا أقولُ لأُمِّهِ: هل يُمْطِرُ الغيثُ المُجلّلُ في بهاءِ الفجر في قطرِ النّدى
شفقاً تُفجِّرهُ
الدِّماءْ


نادتْ جموعُ الزاحفينَ بعزِّ رابعة
النَّهار
يا مصرُ قومي
شامخة
أنتِ العيونُ إذا العمى
يشتدُّ خيطاً في الجفونِ على
الإبرْ
ذا أعورُ الدَّجالِ في الصُّحفِ القديمةِ في صفارِ العُهرِ يشتهرُ الصفاقةَ
في الخَبَر
فمتى يقومُ السّيفُ في سننِ الكتابةِ إنْ مضى يشدو صريراً في
القلمْ
ذا أعورُ الدَّجالِ ينفخُ كلَّ يومٍ كلَّ ليلٍ في وسائلِهِ بآذانِ
الصَّمم
كشف النقابُ عن الكلابِ وأعولتْ لُسنُ النباحِ وأقبل الليلُ الكئيب بكلِّ
شؤم
سقط القناعُ وأسفرتْ تلكَ النوازلُ كلَّ وجهٍ
للدُّجى
لاصبحَ يشتاقُ العيونَ ولا صباً ليهبَّ شوقَ الذِّكرياتِ على حدودٍ في
المساءْ
لا شمسَ تستعرُ الشتاءَ ولا خريفاً فيَّ يستعرُ
الغضبْ

يامصرُ قومي شامخة:
كشف النقابُ عن الذيول عن الفلولِ عن الوجوه
الكالحةْ
الصبحُ يامصرُ الحبيبة في امتطاء الفجرِ
جاءْ

يا أيها الإعلامُ إن سقط القناعُ ببحرِ
زيفْ
لا تشرقوا معنا بشمسِ
واحدة
وتحدّثوا لغةً بغيرِ
لساننا

فخذوا قمامتكم غدا قبلَ الشروقِ
وفارقوا
تلمودَكم ووساخةَ العهدِ
القديم
معكم سفاسفُ بالهباءِ ألا بعيداً
فانقضوا
يا مصرُ قومي شامخة..
نبحَ الكلابُ على دمي وعوى
الّذئاب..
وأنا بهيّةُ في ندائي
للصّلاةْ
هذا نداءُ النيلِ في مددِ
الفراتْ

قالتْ بهيةُ للنَّهار:
الشعبُ بعدَ اللّيلِ آتْ
الشعبُ آت!

منبر الشعر الفصيح .


http://www.mnaabr.com/vb/showthread.php?t=11635

وحيدة كالقمر