عرض مشاركة واحدة
قديم 10-28-2013, 03:06 AM
المشاركة 4
عماد تريسي
من ملوك الأدب

اوسمتي

  • غير موجود
افتراضي
.
أعاني وما يَدْرِي الورى عن مُعاناتي=ولم يَسْمَعِ النَّشْجَ الأليمَ وآهاتي!
وكيف وبَوْحُ الحُرِّ يَجْرَحُ رُوحَهُ=فيَطوِي على الدَّامي المُؤَرِّقِ.. والعاتي!
ويُسْعِدَه الكِتْمانُ حتى كأّنَّهُ=ضَرِيحٌ يُوارِي بُؤْسَه في الغَياباتِ!
ويَبْتسِمُ والأَضْلاعُ مِن وَقْدة الحَشا=تُحِسُّ بِإزميلٍ يَقُدُّ لِنَحَّاتِ!
ويَحْسَبُني الرَّاؤون شَخْصاً مُرَفَّها=سعيداً بِماضِيَّ الحفيلِ.. وبالآتي!
يَظُنُّونَ أن المالَ والمجْدَ جَنَّةٌ=وأَنَّهما مِرْقاتُنا للسَّماواتِ!
وأنَّهما لُبُّ السَّعادِةِ.. والمُنى=لِطُلاَّبها تَأْتِي على غَيْرِ مِيقاتِ!
شَجاني الأَسى مِمَّا يَظُنُّونَ جَهْرَةً=وقد هَتَفوا من جَهْلِهِمْ بِالعَداوات!
ولو عَلِموا أَنِّي الشَّقِيُّ بِكُلِّ ما=يَظُنُّونَهُ سعْداً يُضِيءُ بِمِشْكاةِ!
لَكَفُّوا عن اللَّغْوِ المَقِيتِ. وأَقْلَعوا=عن الظَّنِّ يُلْقي رَهْطَهُ في المَتَاهاتِ!
فما السَّعْدَ إلاَّ في الرّضا فهو نِعْمَةٌ=مُبَرَّأَةٌ تٌفْضِي بِنا لِلْمسَرَّاتِ!
فما مالُ قارُونِ.. ولا مَجْدُ قَيْصّرٍ=بِمُغْنٍ عن الباغي – إذا طاش – والعاتي!
ولن يَضَعا في البالِ ذَرّةَ راحةٍ=سوى راحةِ الذِّئْبِ المُتَيَّم بالشاةِ!
ولو أَنَّني خُيِّرتُ لاخْتَرت فاقتيْ=إذا منَحَتْني بالرِّضا.. رِفْعَةَ الذَّاتِ!
فما المالُ والمجْدُ لِلْورى=إذا اسْتَأْذَبَا واسْتَشْريا غَيْرُ آفاتِ!
ألا لَيْتَ أَهْلي الأقْرَبِينَ ورُفْقَتي=بَصائِرُ تسْتهْدي بِرُشْدٍ وإخْباتِ!
فلا تَنْحَني إلاَّ إلى الله وَحْدَهُ=ولِلْمَجْدِ مَجْلُوّاً بأَصْدَقِ آياتِ!
فقد تٌهْلِكُ الأطماعُ مَن شُغِفوا بها=وتَهوِي لٍلْقاع مِن دون أَقْوَاتِ!
أّنِلْني الرِّضا – يا رَبِّ – غَيْرَ مُبارحٍ=حَنايايَ إنّي بالرَِضا خَيْرُ مُقْتاتِ!
وبارِكُه بالإِلهامِ يَهْدى قَريحتي=إلى قممٍ شُمٍّ تَضُوعُ بأَبْياتي!
قَصائِدُ غُرُّ ليس فيها تَمَلُّقٌ=ولا جَشَعٌ يُفْضِي بِها لِلْغوايات!
فما الشِّعْرُ إلاَّ حِكْمةٌ وتَرَفُّعٌ=وإلاَّ سُمُوٌّ ما يَجِشُ بِسَوْءاتِ!
ولكنَّه يَهْدي ويُعْلي ويَرْتَقي=إلى ذُرْوَةٍ تَشْفي الورى بالمُناجاةِ!
إلى ذُرْوَةِ تَشْدو بِشِعْري وتَنْتَشِي=وتَهْتِفُ بالمُصْغِينَ والصَّخَراتِ
.

.
.


لأنَّ الحزن هو أبو الوحي , فإنَّني لا زلتُ أبرّه !

فإن ذوتْ سنابله يوماً, رويتُه باستذكار جرحٍ آخر .

.....