الموضوع: ألحلاج
عرض مشاركة واحدة
قديم 09-17-2013, 12:04 AM
المشاركة 3
عمر مصلح
فنان تشكيلي وأديب عـراقـي
  • غير موجود
افتراضي
قرأنا كثيرا عن الحلاج في الأدب الذي انتزع هذه الشخصية من
مكمنها التاريخي ليؤسطرها ويجعل منها مادة خصبة للتعبير عن
الكثير من أفكاره، وكنتُ قد رسمت في مخيّلتي بعض الصور
لهذه الشخصية التاريخية الأسطورية صاحبة مقولة:" ليس
في الجبة غير الله"، وتوقعت من انسياقي خلف العنوان
أن أجد هنا صورة تخييلية لهذه الشخصية الأسطورية،
ولم أشك أبدا في أن أجدها بكل الأشكال الغريبة التي لا تستعصي على
مخيلة فنان، و لكنها أشكال لا تخرج عن إطار الشكل الآدمي حتى لو اخترقت
المعتاد فيها، لكني أبدا لم أتوقع نفسي سأقف أمام جرة تسيل دما
وعليها كلمات دينية...
أظن أنّ هذه الصورة الرمزية تحتاج إلى الكثير من التأمل لتأويلها.

ويبقى الغموض يلف هذه اللوحة، فلكأنني أقرأ قصة قصيرة جدا
من قصصك المبدعة...

دمت مبدعا أستاذنا الرائع عمر...


مولاتي المبجَّلة
ألتجريد في قضية الحلاج أمر أعتقده واجب تماماً
كونه عاش حياة تجريدية، وعند وضوئه يحيله الماء إلى نص سريالي
لذا حاولت إظهار الخرقة الصوفية التي اعتزلها ثم عاد إليها، وهذا ما أثار حفيظة المتصوفين..
فأدخلتها كـ "كولاج" لتتقمص دور المشتقة، حول عنق الجرَّة الذي كسرتها شطحاته.. حتى قال أنا الحق.
أما القبة الزرقاء، فقد تعمدت أن تكون على اليسار، كون الحلاج كان يساري الفكر، وليس محافظاً..
ويقابلها كمعادل قرائي.. بيت شعري له، وهو من جعل العباسيين يهدرون دمه.
"روحه روحي وروحي روحه من رأى روحين حلَّت بدنا"
وأما الشناشيل والأبواب فقد طردت تعويذة الحسد " أم سبع عيون"، واستلبت منها اللون الفيروزي..
وكذلك تلطخت بالدم.
فمما لايخفى على جنابكم الموقر..
أن للصوفية المتمثلة بابن أبي الحواري والتستري والسهروردي والحلاج والشبلي وغيرهم ممن خالفوا الجنيد والكرخي والكيلاني والرفاعي ومن هم برتبتهم
كانوا يعتقدون بالوحي الرباني والإلهام الروحاني والجفر والفلك والعدد.
والجفر هو المعنى الباطن للحديث، وهنا وددت أن أشتغل هذا النص اللوني تجريداً، كمحاولة للتأكيد على منهجهم الروحاني.
معذرة إن اسهبت سيدتي..
وألف شكر على زيارة متحف جنوني.