عرض مشاركة واحدة
قديم 07-09-2013, 10:17 PM
المشاركة 3
عبده فايز الزبيدي
من آل منابر ثقافية

اوسمتي

  • غير موجود
افتراضي
نقره لعرض الصورة في صفحة مستقلة

مستورة الأحمدي:

تو فيت الشاعرة السعودية المشهورة مستورة الأحمدي (وَلَه ) عن عمر يناهز 37 عاماً في يوم الإثنين عصرا بتأريخ الثالث من أكتوبر لعام 2011 (1)، و قد شاركت في مسابقة (شاعر المليون ) على قناة أبو ظبي الإماراتية .
كتب عنها الأستاذ خشان بن محمد خشان في منتداه (العروض الرقمي ) ما ملخصه :
( ( وَلَه) هكذا عرفتها لبضع سنوات عبر عدة منتديات لعل أطولها لقاء بيننا كان منتدى الشعر المعاصر.
أذكر أني قلت في أحد تعليقاتي عليها إنها من طراز فريد في سموق شعرها يذكرني بأبي تمام. وكانت مبدعة في الشعر الفصيح وفي الشعر النبطي ، ثم عرفت أنها مستورة الأحمدي عندما شاركت في شاعر المليون.ترحمها الله رحمة واسعة .

و سأعرض ما وجدته لدي من قصائدها وبعض ما أتوصل إليه من آثارها :


1. بيت من الرمل

وحدي أسامر شاطئي المهجورا**ابني على موج الظروف جسورا

الدرب زلقٌ كيف تثبت خطوتي **والبحر يُعرف بالوفاء كفورا

استأصلت عنقي العواطف ويحها **إذ كنت أنظر للوراء كثيرا

أحبو على قدمٍ تغالب جرحها**وأجر أخرى ترفض التجبيرا

في راحتي قلمٌ بقايا حبره **نزف يخط على الرمال سطورا

وعلى جبينٍ قد تبخر حلمه **قطرات ملح ترفض التقطيرا

سارت على درب التجاعيد التي**خفرت لأيام الشباب قبورا

قررت أن أبني برملك شاطئي**سكنا يقيني أعينا وهجيرا

وأنام أحلم أن يُخلد مسكني**لأعيش,إذ هجرت خطاي قصورا

فخلعت أطرافي لأدخل مسكني**فالبيت يبدو ضيقا وصغيرا

وزحفت واستلقيت بين رماله **والسقف يلزم أنفي التكويرا

ويصد جفني الذين استسلما**للنوم واتخذا الدموع سريرا

كم كنت أحلم أن أكون فقيرة**ملكت بسلطان الوداد أميرا

أو شاعرا تُهدي إليه شعورها**شعرا ويمضي عمره تشطيرا

أو مالكا للمال يهمل ماله **ويرى الثراء عواطفا وشعورا

أو فارسا , حرا يُهاب ويتقى **طرق الفؤاد لكي يكون أسيرا

ضحكات موج البحر تهزأ بالمنى**والرمل ليس على الصعاب جسورا

سأشق لي بين الحوائط مخدعا **سيكون قبري أن هوت محفورا



2. ((العودة بدونه))
---------------

متباعدان وإن دنت أجسادنا
متنافران كسائر الأضداد

تتثاءب الكلمات عند لقائنا
وينام نبضٌ بعد طول سهاد

ألم المخاض يفت في أرواحنا
ويموت طفل الشوق في الميلاد

نسعى لنسعد باللقاء وعنده
نحيا شعور مآتم الأعياد

كم ذا ألقن ناظري ماذا يرى
فيضيع في كهف الظنون مرادي

فيردني خوفي وتأبى عزتي
وأمد كفي بعد كف عنادي

وأحرر الكلمات قبل ضفائري
فيئن إحساسي من الأصفاد

وأحضر الثوب الذي عُزفت له
أولى حروف مُلقََّّن الإنشاد

وأعد بعض العطر علَّ محدثي
يصغي له إن فر منه جوادي

لكنه قد كان يبني قلعةً
متحصنا باليأس والإجهاد

سيان إن بعد المزار وقربنا
فالبين بين فؤاده وفؤادي .


3. عكاز قلبي

عكاز قلبي أيها القلم****الزم فؤادي إنه هرِمُ

لا تسرع الخطوات تجهده****ارفق بمن قعدت به الهممُ

اقصد, ولا تسكن فتُسكنه****إن جف حبرك جف منه دمُ

رفقا بمكلومٍ ينازعه ***** أنفاسه الإعياء والسأمُ

شقت خطاه خنادقا وعلى **** كتفيه شِيد بتربها هرَمُ

قد كان في وهج الصبا علما **** واليوم في وهن القوى علمُ

كم حطّم الأسوار وانطلقت **** أمواجه بالصخر ترتطمُ

ما غير الصوان رقتها ****بل إنها في صلده تشمُ

تسقي الرمال وكم تطهرها **** بالملح حين تدوسها قدمُ

وتظل رغم الصد صامدةً **** لا ينثني من نبلها عزم

تبدي الصفاء وما تبدِّله **** لو غار في أعماقها سقم

الشعر كان جزيرة رحلت **** أطيارها مذ ثارت الحمم

كم أبحرت فيه الشجون وكم **** عادت ودمع العين يبتسم

كان القرين لصبوتي فمتى **** بصرت به سالت به قمم

فعلى جناح الحلم هدهدها **** لينام فيها الوعي والألم

كان السحاب فراشها ومضى **** فهوت بصلد الأرض تصطدم


سقوط التمثال

سقطـت عليـه مـع الضيـاء ظلالـي*** والصـمـت يـدفـع جـاهـدا إقـبـالـي
مـا بالـه هـجـر الجمـيـع لنفـسـه؟ *** ومـن الـذي غيـري بــه سيبـالـي؟
كتـف اليديـن ومـال عـنـي معـرضـاً *** فـــي قـســوةٍ وصـلابــةٍ وتـعـالــي
مسترخيا في ركن بهـو مشاعـري *** متـأهـبـا لـلـنـوم مـثــل ســؤالــي
طــال السـبـات وحدثتـنـي خفـقـةٌ *** مــن بـعـد أعـــوام وبـضــع لـيـالـي
أن تصـهـل الأنـثـى وتـعــدو نـحــوه *** لأثـيـر هــذا النـقـع عـــن تمـثـالـي
فـأخـذت أنـفـث والغـبـار يحيطـنـي *** حتـى انتهـيـت إلــى مـكـانٍ خــال
فتعـثـرت كــل الـحـروف بمنطـقـي *** وتزاحـمـت فـــي غـصــةٍ وسـعــالِ
وتبـدلـت أحـنـى المشـاعـر ثـــورةً *** قـد حــررت نفـسـي مــن الأغــلالِ
وإذا الحمـامـة فــي فــؤادي قـطـةٌ *** قـتـلـت بنـيـهـا خـشـيـة الأهـــوالِ
قُرعت طبول الحرب بيـن جوارحـي *** وإلـى المخابـئ أسرعـت أقـوالـي
ما ضـر لـو مـادت بنفسـي أرضهـا؟ *** وتـصـدعـت تـحـتـي مـــن الـزلــزالِ
فإذا سقطت فسوف أسكن جوفها *** لأكــــون بــــذرة صــحــوةٍ ونــضــالِ
وسـيـذكـر الأدنـــون مــــا أبـلـيـتـه *** كــم مـيـتٍ قــد عـــاش بـالأعـمـال
وإذا صمـدت فسـوف أرفــع رايـتـي *** ولسوف أُروي الأرض مـن شلالـي
وأزيـــل بـالـمـاء الـطـهـور مـعـالـمـا *** لـلـحـسـن بــالألــوان والأشــكــالِ
هي كالقناع وحسب روحٍ أُهملـت *** أن تـرتـدي قـبـحـا بـاســم جـمــالِ
سأسير خلف العطـر عبـر نوافـذي *** وأحيك من شمس الضحى آمالـي
تقصي أكف الضوء جسم ستائـري *** لـتـضــم قـلـبــا بـــــارد الأوصـــــالِ
يـأتــي الـهــواء لـــه نـقـيــا دافــئــا ***يسـري لـروحـي عـابـرا أسمـالـي
فإذا العواطف خلـف ظهـر تحفظـي *** قد صارحت بالشوق طيف خيالـي
لأحـــل كـــل قـصـيــدة مـجـدولــةٍ *** فتسـيـر فــوق سـطـورهـا بـــدلالِ
فـي طرفهـا حــورٌ وفــي أعطافـهـا *** سـحـرٌ مـــن الأسـمــاء والأفـعــالِ
ضربت بشطريهـا السطـور وفيهمـا ***وشـي وشــت بــه رنــة الخلـخـالِ .....) (2)
________________
1. جريدة المدينة السعودية بنأريخ 4 - 10 - 2011 م
2. المصدر: منتدى العروض الرقمي.

وسائلٍ عَنْ أبي بكرٍ فقلتُ لهُ:
بعدَ النَّبيينَ لا تعدلْ به أحَدا
في جنَّةِ الخُلدِ صِديقٌ مَعَ ابنتهِ
واللهِ قَدْ خَلَدتْ واللهِ قَدْ خَلَدَا