عرض مشاركة واحدة
قديم 03-24-2012, 04:38 AM
المشاركة 55
عبد السلام بركات زريق
مشرف منبر الشعر الفصيح

اوسمتي
الألفية الرابعة الألفية الثالثة الألفية الثانية المشرف المميز الألفية الأولى الحضور المميز 
مجموع الاوسمة: 6

  • غير موجود
افتراضي
ابن زيدون
394 - 463 هـ / 1003 - 1070 م
أحمد بن عبد الله بن أحمد بن غالب بن زيدون
المخزومي الأندلسي ، أبو الوليد .
وزيرٌ وكاتبٌ وشاعرٌ من أهل قرطبة ، انقطع إلى ابن
جهور من ملوك الطوائف بالأندلس ، فكان السفير بينه
وبين ملوك الأندلس فأعجبوا به .
واتهمه ابن جهور بالميل إلى المعتضد بن عباد فحبسه ،
فاستعطفه ابن زيدون برسائل عجيبة فلم يعطف .
فهرب واتصل بالمعتضد صاحب إشبيلية فولاّه وزارته ،
وفوض إليه أمر مملكته فأقام مبجّلاً مقرباً إلى أن توفي
بإشبيلية في أيام المعتمد على الله ابن المعتضد .
وفي الكتّاب من يلقبه بحتريّ المغرب .
ومن آثاره غير الديوان الشعري بعض الرسائل .





أَضحى التَّنائي بَديلاً مِن تَدانينا = وَنابَ عَن طيبِ لُقيانا تَجافينا
أَلّا وَقَد حانَ صُبحُ البَينِ ، صَبَّحَنا = حَينٌ ، فَقامَ بِنا لِلحَينِ ناعينا
مَن مُبلِغُ المُلْبِسينا بِاِنتِزاحِهِمُ = حُزناً مَعَ الدَهرِ لا يَبلى وَيُبلينا
أَنَّ الزَمانَ الَّذي مازالَ يُضحِكُنا = أُنساً بِقُربِهِمُ قَد عادَ يُبكينا
غِيظَ العِدا مِن تَساقينا الهَوى فَدَعَوا = بِأَنْ نَغَصَّ فَقالَ الدَّهرُ آمينا
فَانحَلَّ ما كانَ مَعقوداً بِأَنفُسِنا = وَانبَتَّ ما كانَ مَوصولاً بِأَيدينا
وَقَد نَكونُ ، وَما يُخشى تَفَرُّقُنا = فَاليَومَ نَحنُ وَما يُرجى تَلاقينا
يا لَيتَ شِعري وَلَم نُعتِب أَعادِيَكُم = هَل نالَ حَظّاً مِنَ العُتبى أَعادينا
لَم نَعتَقِدْ بَعدَكُم إِلّا الوَفاءَ لَكُم = رَأياً وَلَم نَتَقَلَّد غَيرَهُ دينا
ما حَقُّنا أَن تُقِرّوا عَينَ ذي حَسَدٍ = بِنا وَلا أَن تَسُرُّوا كاشِحاً فينا
كُنّا نَرى اليَأسَ تُسلينا عَوارِضُهُ = وَقَد يَئِسنا فَما لِليَأسِ يُغرينا
بِنتُمْ وَبِنّا فَما اِبتَلَّت جَوانِحُنا = شَوقاً إِلَيكُم وَلا جَفَّت مَآقينا
نَكادُ حينَ تُناجيكُمْ ضَمائِرُنا = يَقضي عَلَينا الأَسى لَولا تَأَسّينا
حالَت لِفَقدِكُمُ أَيّامُنا فَغَدَت = سُوداً وَكانَت بِكُم بيضاً لَيالينا
إِذْ جانِبُ العَيشِ طَلْقٌ مِن تَأَلُّفِنا = وَمَربَعُ اللَهوِ صافٍ مِن تَصافينا
وَإِذْ هَصَرنا فُنونَ الوَصلِ دانِيَةً = قِطافُها ، فَجَنَينا مِنهُ ما شينا
لِيُسقَ عَهدُكُمُ عَهدُ السُرورِ فَما = كُنتُم لِأَرواحِنا إِلّا رَياحينا
لا تَحسَبوا نَأيَكُم عَنّا يُغَيِّرُنا = أَنْ طالَما غَيَّرَ النَأيُ المُحِبّينا
وَاللهِ ما طَلَبَت أَهواؤُنا بَدَلاً = مِنكُم ، وَلا انْصَرَفَت عَنكُم أَمانينا
يا سارِيَ البَرقِ غادِ القَصرَ وَاسقِ بِهِ = مَن كانَ صِرفَ الهَوى وَالوُدِّ يَسْقينا
وَاِسأَل هُنالِكَ : هَل عَنّى تَذَكُّرُنا = إِلفاً ، تَذَكُّرُهُ أَمسى يُعَنّينا
وَيا نَسيمَ الصَّبا بَلِّغْ تَحِيَّتَنا = مَن لَو عَلى البُعدِ حَيّا كانَ يُحَيّينا
فَهَل أَرى الدَهرَ يَقضينا مُساعَفَةً = مِنهُ ، وَإِنْ لَم يَكُن غِبّاً تَقاضينا
رَبيبُ مُلْكٍ كَأَنَّ اللهَ أَنشَأَهُ = مِسكاً وَقَدَّرَ إِنشاءَ الوَرى طِينا
أَو صاغَهُ وَرِقاً مَحضاً وَتَوَّجَهُ = مِن ناصِعِ التِبرِ إِبداعاً وَتَحسينا
إِذا تَأَوَّدَ آدَتْهُ رَفاهِيَةً = تُومُ العُقودِ ، وَأَدمَتهُ البُرى لينا
كانَت لَهُ الشَمسُ ظِئراً في أَكِلَّتِه = بَل ما تَجَلّى لَها إِلّا أَحايِينا
كَأَنَّما أُثبِتَتْ في صَحنِ وَجنَتِهِ = زُهرُ الكَواكِبِ تَعويذاً وَتَزيينا
ما ضَرَّ أَنْ لَمْ نَكُنْ أَكفاءَهُ شَرَفاً = وَفي المَوَدَّةِ كافٍ مِن تَكافينا
يا رَوضَةً طالَما أَجنَتْ لَواحِظَنا = وَرداً ، جَلاهُ الصِّبا غَضّاً وَنِسْرينا
وَيا حَياةً تَمَلَّينا بِزَهرَتِها = مُنىً ضُرُوباً وَلَذّاتٍ أَفانينا
وَيا نَعيماً خَطَرنا مِن غَضارَتِهِ = في وَشيِ نُعْمى سَحَبنا ذَيلَهُ حِينا
لَسنا نُسَمّيكِ إِجلالاً وَتَكرِمَةً = وَقَدرُكِ المُعتَلي عَن ذاكَ يُغْنينا
إِذا انفَرَدتَ وَما شُورِكتَ في صِفَةٍ = فَحَسبُنا الوَصفُ إيضاحاً وَتَبْيينا
يا جَنَّةَ الخُلدِ أُبدِلنا بِسِدرَتِها = وَالكَوثَرِ العَذبِ زَقّوماً وَغِسْلينا
كَأَنَّنا لَم نَبِتْ وَالوَصلُ ثالِثُنا = وَالسَّعدُ قَد غَضَّ مِن أَجفانِ واشِيْنا
إِن كانَ قَد عَزَّ في الدُّنيا الِّلقاءُ بِكُم = في مَوقِفِ الحَشرِ نَلقاكُم وَتَلقُونا
سِرّانِ في خاطِرِ الظَّلماءِ يَكتُمُنا = حَتّى يَكادَ لِسانُ الصُّبحِ يُفْشِينا
لا غَروَ في أَنْ ذَكَرنا الحُزنَ حينَ نَهَتْ = عَنهُ النُّهى وَتَرَكنا الصَّبرَ ناسينا
إِنّا قَرَأنا الأَسى يَومَ النَّوى سُوَراً = مَكتوبَةً وَأَخَذنا الصَّبرَ تَلْقينا
أَمّا هَواكَ فَلَم نَعدِل بِمَنهَلِهِ = شُرَباً وَإِن كانَ يُروينا فَيُظمينا
لَم نَجْفُ أُفقَ جَمالٍ أَنتَ كَوكَبُهُ = سالينَ عَنهُ وَلَم نَهجُرهُ قالينا
وَلا اختِياراً تَجَنَّبناهُ عَن كَثَبٍ = لَكِنْ ، عَدَتنا ، عَلى كُرهٍ عَوادينا
* * * = * * *
نَأسى عَلَيكِ إِذا حُثَّت مُشَعشَعَةً = فِينا الشَّمولُ ، وَغَنّانا مُغَنّينا
لا أَكؤُسُ الراحِ تُبدي مِن شَمائِلِنا = سِيَما ارتِياحٍ ، وَلا الأَوتارُ تُلهينا
دُومي عَلى العَهدِ ما دُمنا مُحافِظَةً = فَالحُرُّ مَن دانَ إِنصافاً كَما دِيْنا
فَما استَعَضنا خَليلاً مِنكِ يَحْبِسُنا = وَلا استَفَدْنا حَبيباً عَنكِ يَثنينا
وَلَو صَبا نَحوَنا مِن عُلوِ مَطلَعِهِ = بَدرُ الدُّجى لَم يَكُنْ حاشاكِ يُصْبينا
أَبكي وَفاءً وَإِنْ لَم تَبذُلي صِلَةً = فَالطَّيفُ يُقنِعُنا وَالذِّكرُ يَكفينا
وَفي الجَوابِ مَتاعٌ إِن شَفَعتِ بِهِ = بِيضَ الأَيادي الَّتي ما زِلتِ تُوْلينا
عَلَيكِ مِنّا سَلامُ اللهِ ما بَقِيَتْ = صَبابَةٌ بِكِ نُخفيها ، فَتَخْفِينا