عرض مشاركة واحدة
قديم 08-11-2010, 12:01 AM
المشاركة 7
ريم بدر الدين
عضو مجلس الإدارة سابقا

اوسمتي

  • غير موجود
افتراضي رد: مرثية في باحة كنيسة ريفية / توماس جراي
أيها الشاعر الوفي و قـد يـهتف قلب ثان يجيـب السـؤالا
طالما قبّلت خطاه ثـرى الـوادي صباحا و جابـت الأدغـالا
طالما سار مسرعا تنفض الأنداء أقدامـه و تطـوي التـلالا
ليلاقي إشراقة الشمس فوق القمم الخضـر فتنـة و جمـالا
هاهنا في الظلال من شجر البلّوط بين الأغضـان و الأفيـاء
طالما مدّ جسمه الخائـر المـكدود مستسلما لأيـدي القضـاء
سابحا في الخيال مغرورق العينيـن نهـب اكتآبـة خرسـاء
أبـدا يرقـب السواقـي حيـران و يصغي إلى خريـر المـاء
كم رأيناه شاردا فـي المجالـي وعلى ثغـره ابتسامـة ساخـر
كم لمحناه حالم القلـب يحتـث خطاه بين الروابـي النواضـر
تـارة ضاحكـا و آنـا حزينـاشاحب الوجه مغرقا في الخواطر
قوّست ظهـره همـوم الليالـي و قضت بالأسى عليه المقـادر
طالما سار شارد الخطو مكـدودا كسـارٍ ضلـت بـه قدمـاه
أو كمن أخلص الغرام فلـم يـلقَ سوى البغض و الجفاء هواه
أو كمن وشح الشقـاء ليالـيه و ماتـت أحـلامـه و رؤاه
أو كمن عاش حالم الروح بالنور فلـم يرحـم الظـلام منـاه
وأتى الفجر ذات يـوم فلـم أعثر على الشاعر الشريد النبيـل
لم أجده علـى التـلال الحبييـات إلى قلبه و لا في السهـول
و مضى اليوم ثـم أقبـل ثـانٍ و الفتى في مقـره المجهـول
لا إلى جانـب الجـداول ألفـيه ولا في الربى و لا في الحقول
و أتاني الصباح بالنبـأ المـجهول فالشاعر الحزين صريـع
حملوه علـى الأكـف و ألحـان المراثـي تفجّـع و خشـوع
آهٍ ياعابر السبيل اقتـرب و اقرأ رثـاه فـذاك مـا تستطيـع
كتبـوه علـى حجـارة قـبـر ما بكته غير الدجـون دمـوع