عرض مشاركة واحدة
قديم 06-03-2012, 02:22 PM
المشاركة 808
ايوب صابر
مراقب عام سابقا

اوسمتي

  • غير موجود
افتراضي
البشموري


البشموري … لسلوى بكر
ما أن وقع نظري علي أسم الكتاب حتي تزاحمت الأفكار في عقلي اشتريته مسرعاً من مكتبة مدبولي . ذهبت إلي مقهي الجريون القريب ،ف فضولي لم يطق صبر الأنتظار حتي أعود إلي المنزل . جلست في أقصي الركن الشرقي و طلبت قهوتي و قررت البدء في القراءه فور وصولها و جلست أفكر ………… البشموريين أسم مجهول تماماً لدي العامه ،و نادراً أن يعرفه أحد من المثقفين و تسقطه كل كتب التاريخ الحديثه عن قصد أو جهل… من هو البشموري؟ ،، ينتمي إلي البشموريين وهم أقباط سكنوا شمال الدلتا ويعملون فى إنتاج ورق البردى الذى كان العالم كله فى ذلك الوقت يستخدمه لتسجيل علومه ومعارفه وفى مختلف أنشطه حياته اليوميه ..ثاروا ضد الظلم أيام عيسى بن منصور الوالى في عهد الخليفه المأمون من زياده ظلم جباة الخراج (الضرائب) و ولاتهم وضوعفت الجزية و انضم اليهم بعض المسلمين من العرب
و كانت الدلتا حتي العصور الوسطي منطقه مستنقعات ذات تضاريس صعبه و طرق وعره لا يجيد التنقل فيها ألا المخضرمين من أهلها و تاريخهم لم يتطرق له سوي القله القليله من ساردي التاريخ سواء بالذم أو الأستحسان ….. فيقول تقى الدين المقريزى في اختصار: ” انتفض القبط فأوقع بهم “الأفشين” – قائدا تركيا – على حكم أمير المؤمنين عبد الله المأمون فحكم فيهم بقتل الرجال وبيع النساء والذرية، فبيعوا وسُبى أكثرهم، حينئذ ذلت القبط فى جميع أرض مصر..
قال ساويرس ابن المقفع (عامل العرب البشموريين على الأخص فى غايه من القسوه فقد ربطوهم بسلاسل الى المطاحن وضربوهم بشده ليطحنوا الغلال كما تفعل الدواب سواء بسواء فإضطر البشموريين أن يبيعوا أولادهم ليدفعوا الجزيه ويتخلصوا من آلام هذا العذاب وكان يعذبهم رجل من قبل الوالى إسمه غيث )
السورى المؤرخ :وقالوا إن أبا الوزير ” يقصدون الوالى” كان يرغمهم على دفع الجزيه وكانوا لا يستطيعون تحملها ، فكان يسجنهم ويضربهم ضربا مبرحا ويضطرهم الى طحن الحبوب كالدواب تماما ، وعندما كانت تأتى نسائهم إليهم بالطعام ، كانوا خدمه(عماله) يأخذونهن ويهتكون عرضهن وقد قتل منهم عددا كبيرا ، وكان عازما على إبادتهم عن بكره أبيهم حتى لا يشكوه الى الخليفه)
ورأى المأمون كثره القتلى أمر جنوده بأن يتوقفوا عن قتلهم ثم أرسل فى طلب رؤسائهم ( وأمرهم أن يغادروا بلادهم غير انهم اخبروه بقسوه الولاه المعينين عليهم وأنهم إذا غادروا بلادهم لن تكون لهم موارد رزق إذ أنهم يعيشون من بيع أوراق البردى وصيد الأسماك
وأخيرا رضخوا للأمر وسافروا على سفن الى أنطاكيه حيث أرسلوا إلى بغداد وكان يبلغ عددهم ثلاثه آلاف ، مات معظمهم فى الطريق ، أما الذين أسروا فى أثناء القتال ، فقد سيقوا كعبيد ووزعوا على العرب وبلغ عدد هؤلاء خمسمائه ، فارسلوا إلى دمشق وبيعوا هناك وأمر المأمون بالبحث عما تبقى من البشمورين فى مصر وأرسلهم الى بغداد حيث مكثوا فى سجونها .
أخذتني روعة السياق الأدبي و السرد و الأهتمام بأدق التفاصيل إلي اقترابي من تصديقها ، الروايه بها الكثير من التاريخ المدون الذي أجمع عليه المؤرخون الثقاه من المسلمين و المسيحين ، فما حدث للبشموريين هو في واقع الأمر أباده جماعيه بعيده تمام البعد عن أي أخلاق أو مبادئ أو أديان
لا أوافق علي تحول عقيدة بدير الغير مبرر و تسارع أهم جزء في الروايه وهو المعركه ، و اخطتاف النسر لثوب بدير الكنسي ، و عدة نقاط أخري غير ذات اهميه تاريخيه
قضي علي البشموريين بقسوه بالغه و أنتهي أمرهم
دعوه لقراءة روايه جديره بالقراءه
أمنيتي أن يتعلم منها أبناء العمومه المصريين أن يحبوا بعضهم البعض