عرض مشاركة واحدة
قديم 06-03-2012, 11:20 AM
المشاركة 804
ايوب صابر
مراقب عام سابقا

اوسمتي

  • غير موجود
افتراضي
تابع الجزء الخامس
* - إذا كان هناك فضل لأسفاري في المدن فإنني أدين لهذه " القساوة " التي تسميهابالكثير من المديح ولكنني قاس بألفة وحميمية عميقة، لقد كانت القسوة ضرورة لمقاومةما هو أشد عنفاً تجاه الذات رغم ما وجدت من حب الأصدقاء واحتفاءهم الكثير مماساعدني على تجاوز الصعاب .
أما بالنسبة لآراء الآخرين فلا بد من استيعاب كلالآراء بصدر فسيح كفساحة السهول بين الجبال السروية ولعل من طبيعة الأشياء فيالحياة .. أن يتفق ويختلف الناس حولها،ويسعدني أن اسمع رأياً مغايراً فيما أكتب .. متمنياً وبحرارة أن يكون ذلك واضحاً ومبيناً القوائم التي قامت عليها تلك الآراءأو الملاحظات .
مثل ما قاله الأخ القاص " جار الله الحميد " .. قرأته مره فيحوار ( قال عنه حاضروه ) أنه كان حواراً مستفزاً .. فقال عن " الوسمية " وقال أشياءأخرى في آخرين لا ناقة لهم ولا جمل .. كنت أتمنى بعد أن أخذ القول مداه في الصحافةوبين المثقفين لو أنه أبان سبباً مهما كان بسيطا،ً فربما يفيد بصورة أو بأخرى، لكنما حدث لأن الأخ " جار الله " .. أحب هذه النغمة ولم يتفضل بإيضاح أي وتر منالأوتار تتم عليه النغمة، ثم إن هذا القول مضى عليه وقت يبلغ فيه الآن أو يكاد عشرمن السنين وليست واحدة ولم يكتب شيئاً من التحدي .. أقول : " جار الله " القاصالفنان له أهواء مزاج الفنان ولا يمكن أن نعتبر هذا رأياً، مع أمنيتي الصادقة لوأنه عرض أو فند ما قاله .
عبدالعزيز مشري .. كاتب له حق الخطأ والصواب وليسمنزهاً وإذا كانت رواياته لا تستثير الآراء الإيجابية والسلبية .. فقد يعني ذلك أنهخسر أهم ما يطمع إليه وهو خلق السؤال بما يكتب .
الأخ الكاتب " محمد العباس " وهو كاتب نقرأ له نقداً أو قراءات جيدة في الصحف ولا أذكر أنني قرأت ما قال غير أنالحقيقة التي قالها في شأن الكاتب الذي لا يمكن تجزئة شخصيته إلى معازل هذا صحيحجداً إلى حد أن الروائي لو كتب خارج طفولته .. فلن يتبقي له من رصيده الإبداعي سوىرصف لغة وتعميدها بالثقافة .. الدهشة الطفولية الجميلة سواء كانت عن طريق الذاكرةأو التاريخ المرجعي لعمره بشكل عام لن يكتب سرداً من عقله ووجدانه وتجربته .. " لايمكن عزله عن المرض " .. نعم .
ولكن هل " المرض " هو الذي يكتب ؟ لا أحد يظهرهذا وإنما على الكاتب أن يكتب بواقعيه، وقد استفدت فعلاً من هذا الجانب على الصعيدالشخصي والإبداعي.
أنا – حقيقة – لست فخوراً بظرفي الصحي لأنه لا أحد يحيامعايشته اليومية إلا " أنا " وهو من أكبر المعطلات في حياة أي كاتب ولا يمكن أنيكون محفزاً أو دافعاً للكتابة .
"
موت على الماء " ليست أحسن ما كتبت – علىالأقل في رأيي – ليس ثمة ما هو " افعل " .. هناك زمن وهناك إنسان وهناك تطور طبيعيللمثقف " موت على الماء " مضى عليها عشرون عاماً.

(32) -
في كتابك الهام " مكاشفات السيف والوردة " استطاعت الوردة بانتمائها للحياة أن تحول السيف إلى قلممطواع كتب خبرة وتجربة واحد من أبرز مبدعي وكتاب المملكة المعاصرين ونحن في هذهالأسئلة لم نتعرض لكثير من القضايا المهمة التي كتبها " سيف الوردة " أو " وردةالسيف " ولكننا سنسأل : أتراك قد أنطقت خبرتك الإبداعية والمعرفية كاملة فيه أم أنكستكتب أخا أو طفلة له في المستقبل،يعارضه أو يجادله أو يضيف إليه أو ينفيه جزئياًأو كلياً، بحيث تختفي منه بعض الآراء القطعية في الكتابة والإبداع والتي تبدووكأنما السيف قد خاتل الوردة وكتب ذاته بحد السيف؟

* -
في كتاب " السيفوالوردة " عمارة محدودة النوافذ لعل نوافذها بعدد فصول الكتاب تفتح تلك النوافذدرفاتها للشمس والهواء مهما كانت قوة النور الخارجية .. لا تستطيع أن تكشف كثيراًمن الغرف والدهاليز التي تزداد إتساعاً مع الأيام .. العمر .. التجربة .. التطوروالتطلع وبالتالي من الصعب اعتبار الكتاب المذكور حاوياً لكل ما أريد قوله .. وهوليس بـ"سيرة ذاتية " كما أسماه الناشر " نادي أبها الأدبي " ، إنما هو نوافذ أطلمنها كاتبهالينقل بعض آرائه عبر تجربته ورؤيته ووعيه .
لا أجرؤ على القولبأنها تعني اليوم أو الغد .. ففي الحياة أشياء ومواضعات وأحوال لا تأخذ صيغة الثبات .أمور متناثرة تحتاج إلى أن تقول فيها رأياً مع أو ضد واقع اليوم وحالات وتطوراتاليوم.. وبالطبع .. فإن التجربة هي التي تسوق المبدع نحو اكتشافات جديدة لم يكنليعرفها من قبل مع أنه قد يكون موهوباً بأنه سيجني ذات الثمار التي قطفها من شجرةالكتابة في الزمن السابق .. مهما كانت الضمانات لا يستطيع أحد ضمان ذات النتيجة ..
ربما فكرت وفكرت فقط .. في البدء بكتابة " مكاشفات " من نوافذ جديدة لم تفتح في " مكاشفات السيف والوردة " لم أفكر في كيفيتها و لا طريقة عرضها أو نوع تجاربها ولن تكون مكملة لما سبق .. ولا أظن إلا أنها ستكون ثمرة للتجربة الشخصية .. لعلالأيام – بإذن الله – تتهيأ ولو أن المرء يقتات أنفاسه من عمره لكننا نحلم ونطمحونفتح أشرعتنا للحياة .. لزهورها .. التي ستزهر في الغد وسيأتي المطر الذي ينتظره " سعيد الأعمى " في أول فصل بـ "الوسمية "

(33) -
يا صديقي الجميل .. وياصديقي الصلب بقيت لدينا بعض الأسئلة ..

* -
أما أنا فليس لدي أي مزيد منالإجابات .. لقد اشغلتني بأسئلتك وطاردتني بها في بيتي ومكتبي وعلى الهاتف وبالفاكسوهذا مدخلي عليك .. تفكني من شرك!
هل غضبت ؟
* -
إلى أقصى درجة .

سأذكرك بحكاية " أبو نواس" والمزارع الذي استعان به .. وما حدث بينهمابشأن الثيران و" عدة " السوق ونزع المياه من البئر وأسالك هل ننفذ ما اتفقنا عليهفي بداية الحكاية من عقاب لمن يغضب؟
* -
نعم .. فهو أهون لي من اسئلتك .
هل تحلق شواربك ؟
* -
ولتقطع " براطمي أيضاً "

إذن لقد بلغتاستراتيجية هذا الحوار مداها – حسب كلمتك المفضلة – لذا أقول لك في أمان الله ياسعيد!
* -
أهلك مطروا .. والله يوجه لك يا غلّتي .." .



أجرىالحوار : علي الدميني

في أواخر يونيو 1999م