عرض مشاركة واحدة
قديم 04-08-2022, 10:58 PM
المشاركة 556
ياسَمِين الْحُمود
(الواعية الصغيرة)
عضو مجلس الإدارة سابقا

اوسمتي
الحضور المميز الألفية الثانية الإداري المميز الألفية الرابعة الألفية الثالثة الألفية الأولى وسام الإدارة التكريم الكاتب المميز 
مجموع الاوسمة: 9

  • غير موجود
افتراضي رد: يوميات ياسَمِين
الخميس 7 إبريل2022

- استيقظت في الصباح الباكر حتى يتسنى لي الجلوس مع أبي حفظه الله فترة أطول قبل الرحلة إلى فرنسا ، لا أعلم بالضبط متى يستيقظ ، سأتجهز وأخرج من الغرفة وأنتظره في الصالة إلى وقت معين ، بعد ذلك أوقظه ..
- خرجت من الغرفة لأجده يتأهب للخروج سألته:
- صباح الخير أبي ، إلى أين أنت ذاهب الساعة الآن التاسعة صباحا حتى الدوامات والدوائر الحكومية تبدأ الساعة التاسعة والنصف ..
- إلى مركز دسمان للسكري لدي اليوم فحص القدم ..
- امممم ..
- مابكِ ؟
- حجزت إلى فرنسا وطائرتي الساعة الثانية عشرة، سأرافقك ونتحدث في الطريق ، بعد ذلك أنت من ستصحبني إلى المطار!
- والله فرحتيني ، قلت لك قبل كم يوم ، احجزي لأي دولة ارتاحي وابتعدي قليلا عن ضغوطات الحياة والمسؤوليات التي تحملينها على عاتقك ، عيشي حياتك ..
( أي راحة ، مسكين لا يعلم سبب الرحلة المفاجئة هذه ..)
- نعم أبي للراحة ، وللعلم تذكرتي مفتوحة ، لا أعلم متى أعود ، لكن لا أتوقع أكثر من عشرة أيام..
- هل ستزورين عمك أبو المرحوم في منزله هناك ..
- تقصد منزل أحفادك بعد التحويل! مبدئيا ، لا أظن، سأتركها للظروف ..
- وصلنا مركز دسمان للسكري في الوقت المناسب ،
نقره لعرض الصورة في صفحة مستقلة

عشر دقائق ونادت الممرضة عليه، دخلت معه ، استقبله الطبيب الشاب البريطاني ، ومعه مساعدته الكويتية تسألنا إن كنا بحاجة إليها كمترجمة ، شكرتها بعد أن أخبرتها بأننا نتقن اللغة ولا داعي لأي ترجمة …

نقره لعرض الصورة في صفحة مستقلة
- بدأ الطبيب بفحص القدم بعد أن طلب من أبي أن يُغمض عينيه ويخبره بـ(ok) إذا أحس بالوخز ويحدد للطبيب بأي قدم شعر ، لأن الطبيب يتنقل من قدم إلى قدم ، بعد ذلك ، وضع جهاز قياس الضغط الخاص بالرجل أسفل الساق، انتقل إلى قياس إصبع الإبهام للجهتين ….
وانتهينا في غضون عشرين دقيقة بين فحص القدم وأسئلة تتعلق بها ، والحمدلله الأمور طيبة وطلب مراجعته بعد ستة أشهر .
لدينا متسعا من الوقت قبل الرحلة ، حقيبتي وجوازي مع مانجو وسبقني لينهي الإجراءات الروتينية
وينتظرني ليسلمني التذاكر .
- أوصيت أبي على الأولاد وعلى أم عبدالله، غضب مني كيف أوصيه وهو أحرص مني عليهم …
- سألني أبي أين سأنتظر موعد إقلاع الطائرة في المطار ، أخبرته بأنني لم أخبر المسؤول عن القاعة برحلتي ، لأتجول بين المغادرين والعائدين من السفر ، كذلك التسوق في سوق المطار ،
يضيق صدري الجلوس لوحدي في مكان مغلق ، وصلنا المطار ، مانجو بانتظاري ، استلمت الجواز والتذاكر ، طلبت منه العودة تسوقنا ، لم يترك أبي شيئا من الحلويات إلا واشتراه لي ، لا يعلم بأنني سأكمل صيامي 😄
- النداء الأخير بالتوجه إلى البوابة ، ودّعني أبي و غادر …
- ركبت الطائرة ، أغلقت باب الغرفة ولأنني على وضوء صليت الظهر ، وطلبت من المضيف عدم إيقاظي لأي سبب …

نقره لعرض الصورة في صفحة مستقلة

نقره لعرض الصورة في صفحة مستقلة

- نمت نوما هادئا ومريحا قرابة الأربع ساعات ، استيقظت ، ضغطت على الجرس ، أتت المضيفة ، طلبت خدمة الواي فاي، أريد التواصل مع قريبتي وصديقتي ( سندس) وأخبرها بأنني خلال سويعات سأكون عندها وأيضا مع الشركة التي استأجرت منها سيارة قبل فترة أثناء تواجدي في فرنسا …
- وصلت الخدمة لأجد عدد من المكالمات الفائتة ومسجات من ياسمينة، عادت من المدرسة وعلمت برحلتي ، غاضبة منّي لعدم إخبارها بهذه الرحلة ( حتى المرحوم لم يغضب مني قط إذا لم أخبره بخروجي🥺) …
- أرسلت لها رسالة أوضح لها بأن هذه الرحلة لم أخطط لها وهي خارجة عن إرادتي ، ولو علمت بالسبب لعذرتني ، وسأتصل بها فور وصولي كي أخبرها ، هدأت قليلا وأجابت (Ok Mam)..
- هبطت الطائرة ، هذه الرحلة لا أحد بانتظاري ، سأقوم بالإجراءات بنفسي🥺
- أقف في طابور شبه طويل أمامي ما يقارب الخمسة عشر شخصا تقريبا ، ثاني شخص ممن عليهم الدور شكله خليجي لمحني وأشار إليّ بالاقتراب ، وأخبر من أمامي بأنني قريبته ولا أدري من هو ؟! 🤣🤣🤣🤣
- لم أصدق ،فرصة جيدة ولن أطوّفها ، لأنني في الحقيقة لا أحب الطوابير ، وسبحان من سخّر لي هذا الشخص كي يساعدني ، تخطيت الجميع ووصلت إليه ألقيت التحية والتزمت بالصمت حتى لم أسأله لمَ فعل ذلك، أو أن يكشف لي عن شخصيته، ختمنا الجوازات معا ، وكل منا ذهب إلى حال سبيله بعد أن شكرته ..
- كالمعتاد هناك من يقف ويحمل اسمي كي أتعرف عليه ، هو مندوب الشركة حتى أستلم منه السيارة ..
- اتصلت على ( سندس) أخبرتها بوصولي وطلبت منها إرسال اللوكيشن بمكانها ..
- وصلت عنوان شقتها ، يا الله لا أتحمل اللقاء بمثل هذه الظروف ، أنا أشعر بحالها ، لأني مررت في نفس الظرف منذ فترة ثمانية شهور تقريبا …
- استقبلتني ببكاء شديد أبكتني معها ، طلبت منها أن تهدأ حتى لا تشعر الصغيرة
أخبرتني أنها علمت ورأت بعينيها وبكت ولحقت رجال الإسعاف وتصرخ أرجعوا أبي …
- أحزنني ما سمعت ، أخبرتها ستنسى فهي طفلة لم تتجاوز الست سنوات ..
- سألتها هل اتصلت وأخبرت أهلها ، كانت الإجابة بأن أنا من ستتولى هذه المهمة ، فهي لا تتحمل انهيار والدتها ووالدها .
( مسكينة لا تعلم بأنني أضعف منها في مثل هذه الأمور ، لكن سأحاول أن أمسك نفسي وقتها….)
واقترحت عليها غدا الجمعة بعد صلاة الظهر نخبرهم ، نكون قد بدأنا بالإجراءات المطلوبة وعلمنا متى يمكننا العودة مع الجثمان …