عرض مشاركة واحدة
احصائيات

الردود
3

المشاهدات
1432
 
ياسَمِين الْحُمود
(الواعية الصغيرة)
عضو مجلس الإدارة سابقا

اوسمتي
الحضور المميز الألفية الثانية الإداري المميز الألفية الرابعة الألفية الثالثة الألفية الأولى وسام الإدارة التكريم الكاتب المميز 
مجموع الاوسمة: 9


ياسَمِين الْحُمود will become famous soon enough

    غير موجود

المشاركات
35,006

+التقييم
5.46

تاريخ التسجيل
Oct 2006

الاقامة
قلب أبي

رقم العضوية
2028
03-23-2021, 10:19 AM
المشاركة 1
03-23-2021, 10:19 AM
المشاركة 1
افتراضي ما هو أعظم اختراع عرفناه؟!
على هامش أحد برامج التنمية الإدارية التي عقدتها جمعية الإدارة الأميركية (ama) في نيويورك لمدراء الإدارة العليا …
دار حديث فيما بيني وبين المحاضر الأساسي في البرنامج حول السؤال المفاجئ الذي طرحه، في البداية على كافة المشاركين والذي كان كالتالي:
( ماهو أعظم اختراع عرفه الإنسان؟)
وتوالت على أثره الإجابات أو محاولات اصطياد الجواب.
منّا من قال هي النار بلا شك، منّا من راهن على الكهرباء، البعض رأى أنها الآلة الكاتبة، البعض الآخر انقسم مابين الطائرة والسيارة ومختلف وسائل المواصلات والاتصالات، البعض الأخير تمسك برأيه على أنها اللقاحات الطبية حيث أننا نعيش وباء الكورونا والعالم بحاجة لتلك اللقاحات
وكم كان مفاجئا رد فعل المحاضر حين هزّ رأسه مبتسما ابتسامة الظافر الشامت لأن أيّا منّا لم يستطع إن يصيب كبد الحقيقة!
الحقيقة التي حاصرتها كل أدوات سمعنا وبصرنا بحثاً عنها، فأجاب إنها كلمة!!
نعم هي كلمة واحدة لا غير غيّرت مجرى سير البشرية بأسرها، هي كلمة ( لماذا) نعم هي كلمة ( لماذا) !!
وأنهى موضوع أعظم اختراع عرفه الإنسان عند هذا الحد ليدخل في موضوع آخر .
وظلت وجهة نظره تطاردني طوال الجلسة لماذا هذه الكلمة بالذات؟
لماذا كلمة ( لماذا) هي أعظم أداة اخترعها البشر؟
انتهزت فرصة أول استراحة لأنقل إليه مجموعة تساؤلاتي التي مهد لإجابته عليها بقوله:
إصراركِ على إعادة بحث السؤال تأكيداً آخر على أهمية تلك الكلمة…
فلماذا هي مفتاح سائر الاختراعات والإنجازات العظيمة التي تنعم بها البشرية،
فقانون الجاذبية مثلا ما كنا عرفناه لولا لماذا هذه،
لماذا عندما تسقط الأشياء( التفاحة) لاترتفع إلى السماء أو لا تسبح في الفضاء؟
والطيران بدايته تساؤل، لماذا لا يطير الإنسان؟
والإنجازات الطبية مدخلها لماذا، لماذا تضعف مقاومة الإنسانالطبيعية أمام هجوم جراثيم المرض؟
قيسي على ذلك بقية الاختراعات والإبداعات الإنسانية كالنار والكهرباء ووسائل التكنلوجيا المختلفة.
فلماذا هي فاتحة بوابة المعرفة بعد أن تلحق بها بقية أدوات التساؤل مثل( هل ؟، وكيف ؟، ومن؟ ، وأين؟
فلماذا هي أول كلمة يطرحها على نفسه أي باحث في أي مجال من مجالات العلوم المختلفة.
فلماذا هي التي تفتح المجال أمام تحديد ورصد وجمع المعلومات اللازمة لدراسة وتفسير وعلاج مختلف الظواهر.
لذلك كله وجد نظم التعليم في الدول المتقدمة تسعى جاهدة لغرس فضيلة( لماذا) أو فضيلة تساؤل الباحث عن الحقيقة في عقلية النشء حتى يتفاعل مع محيطه منذ البداية ومبكرا جداً عن قناعة وإدراك تام وحتى يستوعب أدوات حاضره ومتطلبات مستقبله وحتى لا يصبح مثالا حياً للإمعة الإمعة التي مع الناس إن شرق ا شرق وإن غربوا غرب!
وللأسف على عكس هذا التوجه نسير نحن في عالمنا الآخر( لم أعد ممن يؤمن بتسميته بالعالم الثالث) إذ أول ما نحدده إن لم نغتاله في أطفالنا سواء في البيت أو المدرسة في هذه الكلمة ليشب أطفالنا على التردد والتلعثم وعلى صمت المتظاهر بالاقتناع مع التيار حتى لا يجلبوا على أنفسهم مشقة البحث عن الجواب أو العقاب أو حتى العتاب!
لذلك أعتقد أن أول خطوة لردم الهوة مابين واقعنا وطموحاتنا يجب أن تبدأ من رد الاعتبار لفضيلة التساؤل والبحث والتي تعتبر كلمة ( لماذا) هي مفتاحها ومدخلها المنطقي، فلندع جيلنا الآتي يجرّب متعة التفاعل مع محيطه وعصره وسط إطار لماذا التي تعتبر بحق أعظم اختراع قدمه الإنسان للإنسان.