عرض مشاركة واحدة
قديم 12-04-2011, 08:56 AM
المشاركة 83
ايوب صابر
مراقب عام سابقا

اوسمتي

  • غير موجود
افتراضي
13- الرجع البعيدفؤاد التكرليالعراق
دخل الروائي فؤاد التكرلي عالم الأدب من بعد خبرة طويلة في مجال القضاء، وذاع صيته مع رواية الرجع البعيد التي تعد من قمم الروايات العراقية في عقد الستينات وقد تمركزت حول حياة الطبقة الوسطى في بغداد.
عاش التكرلي الحاصل على العديد من الجوائز الأدبية المعتبرة في الدول العربية سنوات عديدة من حياته في تونس وسوريا والأردن، دون إن يستطيع التغلب على حنينه إلى الحياة البغدادية في مناخ حضاري يكفل للفرد كرامته وللمبدع حريته، هذا ما أفصح عنه في محاضرة قدمها في مدينة لاهاي، وربما هذا الحنين هو الذي دفعه لاختيار بلد قريب من مسقط رأسه في السنوات الأخيرة من حياته.
باب الشيخ
ثمة ظلال لمحلة باب الشيخ وهي من الأحياء الشهيرة في بغداد في أغلب روايات التكرلي، وهي إما من الطبقات الفقيرة الآخذة في طريقها نحو الطبقة الوسطى أو من أبناء الطبقة الوسطى المنحدرة الى الطبقة الفقيرة مع تلميحات لشخصيات في طريقها لتجاوز الطبقة الوسطى نحو الأرستقراطية وبالعكس. يقول فؤاد التكرلي: "اعتقد أن المكان الذي حملته دائماً، وعشت فيه مجازاً حتى اليوم هو محلة "باب الشيخ"، فكل رواياتي وقصصي تقريباً تستند إليه، وحتى حديقته الصغيرة بقيت للآن جزءا من تاريخي الشخصي".

في خاتم الرمل نحن إزاء بيوتات بغدادية تتغلب على ضجرها بإقامة حفلات البنكو، صالت فخمة، تنزه على الكورنيش، حدائق، بساتين نخيل محاذية للشوارع العامة، تشغيل اسطوانات لشوبان ،نواد وبارات ليلية حفلات ومصابيح حمراء وزرقاء تضفي أجواء من البهجة على ليل المدينة ومفردات عديدة كانت في صلب الحياة المدنية البغدادية ، ولا يمكن أن تعود إلا من باب الحنين .
وغير خال من الدلالة هذه الفقرة التي يصف فيها التكرلي المرأة التي تحظى باهتمام البطل: "إنها فتاة لها ميول ثقافية واسعة وهي من عائلة محترمة، نشأت نشأة طيبة، وهذا بالطبع هو ملخص ما كان يمكن أن يقال آنذاك عن كل فتيات بغداد غير المتزوجات."


==
فؤاد التكرلي(22 أغسطس 1927م - 11 فبراير 2008م روائي عراقي استطاع أن يحصد أوقات نجاحه بحرية وبلا صخب روايات قليلة، إلا أن مساحة تأثيرها كانت أكبر انها نموذج للروايات الكلاسيكية الحديثة ببنائها. روائي عراقي أسهم في تطور الثقافة العربية وأثرى المكتبة العربية بالكثير من قصصه الأدبية،
ولد التكرلي في بغداد عام 1927 ودرس في مدارسها، تخرج من كلية الحقوق عام 1949 ثم عمل ككاتب تحقيق وبعدها محاميا، ثم قاضيا، وتولى عدة مناصب في الدولة ومنها في القضاء العراقي حيث تم تعيينه قاضيا في محكمة بداءة بغداد عام 1964، وبعدها سافر إلى فرنسا ثم عاد ليعين خبيرا قانونيا في وزارة العدل العراقية. وعاش في تونس لسنوات بعد تقاعده، وعمل في سفارة العراق بعد حرب الخليج عام 1991، وألف القصص بأسلوب أبداعي متميز.
ينتمي التكرلي إلى عائلة ذات حظوة دينية ومكانة اجتماعيّة متميزة، وإذا كانت هذه العائلة بتفرّعاتها المختلفة قد تمتّعت بمباهج السلطة في بداية الحكم الملكي في العراق، فإنّها سرعان ما تخلّت عن الدور الذي أنيط بها موقتاً لجيل جديد من السياسيّين نشؤوا تحت الراية العثمانية وتعلّموا صرامة عسكرها، لكنّهم تعلموا أيضاً من الاحتلال البريطاني بعض عناصر الحداثة الأوروبية. وقد أدى ذلك إلى فترة انفراج نسبي اجتماعيّاً أسهمت في إظهار ذلك الجيل الذي لا يتكرّر من المبدعين أو ساعدته على إنضاج تجاربه.
نشر التكرلي أولى قصصه القصيرة في عام 1951 في مجلة الأديب اللبنانية، ولم ينقطع عن نشر قصصه في الصحف والمجلات العراقية والعربية، كما صدرت له في تونس عام 1991 مجموعة قصصية بعنوان (موعد النار). وفي عام 1995 صدرت له رواية (خاتم الرمل). وكتب روايته الأخيرة (اللاسؤال واللاجواب) عام 2007. كانت له أيضا مؤلفات أخرى مثل خزين اللامرئيات والرجع البعيد التي أسست لخطاب روائي متميز وأرخت لحقبة تاريخية مهمة في الحياة العراقية وكانت مفعمة بالروح والأعراف الشعبية ونكهة كل وجبة وبهاء كل طقس اجتماعي لأهل بغداد العجيبين. الأعمال الكاملة 1و القصص الأعمال الكاملة – 5و